الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام؟

الرئيس نيوز

في خضم التوترات العالمية الجارية وتطوراتها المتسارعة التي لا تكاد تتوقف، يتصدر اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كافة المناقشات الحامية عبر وسائل الإعلام التقليدية والسوشيال ميديا بشأن الترشيحات المثيرة للجدل لجائزة نوبل للسلام لعام 2025، وسط انقسام حاد بين مؤيدين يرونه صانع سلام، ومعارضين يعتبرون ترشيحه مكافأة للانقسام. 

وبينما تستعد لجنة نوبل النرويجية لإعلان الفائز يوم الجمعة 10 أكتوبر، تتكثف الدعوات من جهات غير تقليدية، أبرزها عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، التي خرجت عن صمتها برسالة مؤثرة تطالب بمنح ترامب الجائزة.

ترشيحات متعددة... لكن هل هي مؤهلة؟

بحسب تقرير موسع نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تلقى ترامب عدة ترشيحات للجائزة، أبرزها من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أشاد بدور ترامب في اتفاقيات أبراهام، ووقف التصعيد مع إيران. 

كما يزعم ترامب أن الفضل يعود له إذ ساهم في تهدئة التوترات بين باكستان والهند. لكن "بي بي سي" أوضحت أن هذه الترشيحات، رغم رمزيتها، لا تندرج ضمن الترشيحات الرسمية للجائزة إذا لم تصل قبل 31 يناير، وهو الموعد النهائي الذي تحدده لجنة نوبل سنويًا.

ورغم ذلك، لم يتوقف ترامب عن المطالبة بالجائزة علنًا، قائلًا في منشور على منصة "تروث سوشيال": "كان ينبغي أن أحصل عليها أربع أو خمس مرات... لكنهم لن يمنحوني إياها مهما فعلت."

ووفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين بمنح ترامب الجائزة، وقالت الصحيفة إن منتدى "عائلات الرهائن والمفقودين" أرسل رسالة رسمية إلى لجنة نوبل، يطالب فيها بمنح ترامب الجائزة، معتبرًا أنه "أعاد لهم الضوء في أحلك الأوقات".

 وجاء في الرسالة: "في هذا العام، لم يسهم أي زعيم أو منظمة في السلام العالمي كما فعل الرئيس ترامب. لقد وعد بأنه لن يرتاح حتى يعود آخر رهينة إلى منزله، ونحن نثق بأنه سيفي بوعده."

جاءت الرسالة على خلفية مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ، تستند إلى خطة سلام أمريكية من 20 نقطة، أعلنها ترامب، وتنص على إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة، مقابل انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية ونزع سلاح حماس.

وعلقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على هذه التطورات بالقول إن ترامب "يستخدم ملف غزة كمنصة دبلوماسية لإعادة تقديم نفسه كصانع سلام عالمي"، مشيرة إلى أن توقيت طرح الخطة يتزامن مع اقتراب إعلان جائزة نوبل، ما يثير تساؤلات حول دوافعه السياسية. 

الصحيفة نقلت عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن "الخطة تبدو طموحة، لكنها تفتقر إلى آليات تنفيذ واقعية"، خاصة أن حماس لم تعلن رسميًا قبولها بأي من بنودها.

في تقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" نقلًا عن مصادر أوروبية، أوضح خبراء نوبل أن الجائزة تُمنح لمن "يعزز أواصر الإخاء بين الأمم، ويقلل من النزاعات والتسلح، ويقيم مؤتمرات للسلام". 

ورغم أن ترامب يروج لنفسه كصانع سلام، فإن سياساته في ملفات الهجرة، المناخ، والعدالة الدولية تتناقض مع مبادئ الجائزة.

وأكد كريستيان بيرج هاربفيكن، أمين سر لجنة نوبل، في تصريح نقلته "سكاي نيوز": "الزخم الإعلامي لا يكفي، بل يجب أن تكون هناك نتائج ملموسة ومستدامة. نحن نبحث عن عمليات واعدة للسلام، لا عن حملات انتخابية."

رغم الترشيحات والدعم الشعبي من عائلات الرهائن، تبقى فرص ترامب في الفوز بالجائزة محل شك كبير. فالجائزة لم تُمنح لأي رئيس أمريكي منذ باراك أوباما عام 2009، وترامب يواجه انتقادات حادة من منظمات حقوقية، ترى أن سياساته في الشرق الأوسط "تغذي الصراع أكثر مما تقدم حلولًا".

لكن في ظل مفاوضات غزة الجارية، ونجاحه في تحرير رهائن سابقين عبر وساطات أمريكية، فإن اسمه سيبقى مطروحًا بقوة، سواء فاز بالجائزة أم لا.
ورجح بعض المراقبين أن ترامب يقترب من نوبل أكثر من أي وقت مضى، مدفوعًا بخطة سلام جريئة في غزة، وترشيحات مثيرة للجدل، ورسالة إنسانية من عائلات الرهائن. 

لكن لجنة نوبل، المعروفة باستقلاليتها، قد ترى في ذلك دبلوماسية انتخابية أكثر من كونها إنجازًا مستدامًا للسلام العالمي.