العثور على 6 رؤوس مقطوعة في أحد شوارع مدينة مكسيكية مزدحمة.. ما القصة؟
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية الضوء على العثور على ستة رؤوس بشرية مقطوعة في أحد الشوارع الرئيسية بمدينة مكسيكية مزدحمة، في حادثة مروعة أثارت حالة من الرعب والهلع بين السكان المحليين. وُضعت الرؤوس داخل أكياس بلاستيكية بجانب لافتة تحمل "رسالة مشؤومة"، ويُعتقد أن هذه الجريمة هي جزء من صراع مستمر بين عصابات الجريمة المنظمة.
وأفاد شهود عيان بأنهم عثروا على الأكياس البلاستيكية بالقرب من منطقة تجارية مزدحمة. ووفقًا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، فقد تم العثور على الرؤوس في منطقة لا تشتهر عادةً بالعنف المرتبط بالكارتلات، في حادثة تُعتبر استثنائية. وقد تم العثور بجانب الأكياس على لافتة كُتبت عليها رسالة غامضة تحمل تهديدًا مباشرًا للخصوم، ويُعتقد أن الرسالة موقعة من جماعة تُدعى "لا باريدورا" (La Barredora)، أي "الماحية".
وعلى الرغم من أن هذا الاسم يرتبط بجماعة إجرامية في ولاية جيريرو، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الجماعة هي المسؤولة عن هذه الجريمة، أو ما هو الدافع وراء ارتكابها. كما أضافت بي بي سي أن السلطات المحلية لم تكشف عن دوافع القتلة، وأن الرؤوس تعود لرجال.
تداعيات الحادثة على الأمن العام
ويُبرز هذا الحادث المأساوي مدى تفاقم العنف بين العصابات في المكسيك. إن استخدام هذه الأساليب المروعة لا يهدف فقط إلى تصفية الخصوم، بل يهدف أيضًا إلى ترويع السكان المحليين، وتأكيد سيطرة العصابة على المنطقة. ورغم الجهود الحكومية لمكافحة الجريمة المنظمة، خاصة مع حملة الرئيسة كلوديا شينباوم لمكافحة تهريب الفنتانيل، فإن هذه العصابات لا تزال قادرة على ارتكاب جرائم وحشية في وضح النهار، مما يُثير تساؤلات جدية حول فعالية استراتيجيات الأمن العام في البلاد. وقد فتحت السلطات تحقيقًا فوريًا للتعرف على هوية الضحايا والقبض على الجناة، في محاولة لاستعادة الأمن ومنع المزيد من أعمال العنف.
وتُشير الحادثة إلى أن العنف المتزايد في المكسيك قد بدأ يتسرب إلى مناطق كانت تُعتبر في السابق آمنة نسبيًا. إن العثور على رؤوس مقطوعة في ولايتي بويبلا وتلاكسكالا يُعدّ تحولًا مقلقًا، حيث كانت الجرائم المماثلة محصورة في معاقل الكارتلات الكبرى مثل ولاية سينالوا، حيث عُثر في يونيو الماضي على جثث 20 شخصًا، أربعة منهم مقطوعة رؤوسهم. هذه الأساليب الوحشية، التي انتشرت بعد أن بدأت الحكومة المكسيكية استخدام الجيش ضد العصابات في عام 2006، تُظهر أن هذه الجماعات لم تتراجع، بل أصبحت أكثر جرأة في تحدي السلطات والسيطرة على الأراضي. إن المواجهة بين الحكومة وعصابات الجريمة تسببت في مقتل مئات الآلاف وفقدان عشرات الآلاف، مما يجعل العنف في المكسيك قضية ذات أبعاد أمنية وإنسانية معقدة.