الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

انشقاق 3 قيادات يربك «العسكري السوداني».. وخبراء: رموز النظام القديم مرفوضين.. والمجلس يحاول التماسك

الرئيس نيوز

رغم الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير في 11 أبريل، إلا أن الحراك مازال مستمرا، شباب كثر أعربوا عن قلقهم من إجهاض مكاسب ثورتهم المندلعة من ديسمبر الماضي فظلوا متمسكين بالشارع.

ومع اختلاف وجهات النظر، تختلف المسميات حول إن كان تنفيذ المجلس العسكري الانتقالي لمطالب قوى الحرية والتغيير يُعدُ استجابة أم خضوع ومناورة للبقاء في السلطة.

 أمس الأول، قدم الفريق أول ركن عمر زين العابدين الشيخ، والفريق أول جلال الدين الشيخ الطيب، والفريق أول شرطة الطيب بابكرعلي، باستقالتهم من المجلس العسكري الانتقالي، قبل أن يصدر المجلس بياناً، الأربعاء، أكد فيه أنه ينظر في استقالة 3 من أعضائه.

القيادي في تجمع المهنيين، محمد يوسف المصطفى، قال لـ"الرئيس نيوز": "لقد كانت إحدى مطالبنا إبعاد هذه الأسماء من المشهد التي عُلِقت"، مضيفاً أننا هذه استقالة أعضاء المجلس الثلاثة يعتبر استجابة لمطالبنا، ولكن في حال كان ذلك معالجات أو انشقاقات داخل المجلس الانتقالي فكل مايهمنا هو تحقيق المطلب الأكبر وهومجلس رئاسي مدني، مشدداً على أنه حتى الآن لا توجد استجابة من المجلس العسكري حول هذا المطلب.

من جانبه، قال أمجد فريد، القيادي في تجمع المهنيين: "كان لنا في قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين تحفظات واضحة على بعض أعضاء المجلس العسكري الذين تم إيكال اللجنة السياسية لهم ومهام الاتصال بقوى الحرية والتغير لأنهم حاولوا التلاعب بالعملية السياسية وإقحام بعض رموز النظام القديم وإدخالهم من الشباك بعد أن طردهم الشعب من الباب".

وأضاف فريد: "لا نعتبرهذا انشقاقا في الجيش ولكن استماع لصوت الحكمة في محاولة وضع أسس سليمة لشراكة حقيقية بين القوى السياسية وبين الجيش والمجلس العسكري من أجل تحول ديموقراطي".

وشدد فريد على استمرار الثورة حتى الوصول إلى دولة مدنية ديموقراطية تضع الأسس السليمة لتحول ديموقراطي ومدني مستدام في البلاد.

بينما، قال الدكتور سراج الدين عبدالغفار خبير شؤون إفريقية، لـ"الرئيس نيوز": "الاستقالات تمت من قبل الأعضاء الثلاثة ولكن المجلس لم يبت فيها حتى الآن، لافتاً إلى أنه على الأرجح سيتم رفض الاستقالات حتى يكون المجلس متماسكاً، مشددا على أن الجيش متماسكاً ومازال على قلب رجلٍ واحد في مواجهة الأخطار التي تواجه البلاد في هذه الظروف.

وفي السياق، قال المحلل السياسي طلال إسماعيل: "المجلس العسكري الانتقالي يتفاوض مع قوى التغيير في السودان، وهي في كل مرة لديها مطالب إضافية، وقد يكون المجلس وضع شروطه أيضا، مضيفا أن الاستقالات التي لم تقبل حتى هذه اللحظة إنما هي مساومة من المجلس العسكري لقوى الحرية والتغيير لتحقيق مكاسب في التفاوض وصولاً لتحقيق هدفه الاستراتيجي وهو عدم الانزلاق في الفوضى.

بينما، قال المحامي والناشط الحقوقي سمير شيخ إدريس، لـ"الرئيس نيوز": "الاستقالات لا تعبر عن انشقاق في المجلس العسكري، ولكنها نتيجة إلى ضغط الشارع ورفضه القاطع لهؤلاء الثلاثة لأنهم يعبرون بصورة صارخة عن النظام السابق، مضيفاً أن كل ما تم تنفيذه من قبل العسكر لايمكن وصفه بإنحياز لصالح الشعب.

وأشار إدريس إلى أن المهنيين كانوا بصدد إعلان حكومتهم اليوم رغم تعليق المفاوضات مع المجلس سابقا قبل أن يتراجع المجلس ويدعو لاجتماع مع قوى الاعتصام  الاعتصام، مؤكداً استمرار فعاليات وأنشطة الاعتصام حتى تحقيق كافة المطالب.

ومن جانبه، يعتقد المحلل السياسي عثمان الجندي، أن هذه الاستقالات جاءت بعد ضغوط المعتصمين الذين أصبح هذا مطلبهم في مواقع الاعتصام وأن ما تم يعتبر مخارج لحفظ وجه ماء المجلس، مشيرا إلى أن التدخلات الإقليمية لها دور وراء هذه الاستقالة التي يحسم المجلس العسكري الانتقالي أمرها.