الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل يعود بشار الأسد إلى المقعد السوري في "قمة تونس"؟

الرئيس نيوز

قبيل أيام من انعقاد القمة العربية في تونس الأحد المقبل، دفعت موجة الغضب العربي ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الصادر قبل يومين، بالاعتراف بسيادة إسرائيل على منطقة الجولان السورية المحتلة، قطاعاً عريضاً من المصريين والعرب إلى التساؤل حول إمكانية أن يستعيد النظام السوري، مقعده في الجامعة، على الرغم من كل التحفظات على أدائه، خلال السنوات السابقة، والتي اندلعت خلالها الثورة السورية، قبل 8 سنوات، فتحولت إلى حرب بين فصائل متناحرة من داخل سوريا وخارجها.

وعلى الرغم من أن المقعد السوري في الجامعة العربية، كاد يكمل عامه الثامن شاغراً، بعدما قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية سوريا في نوفمبر 2011 لحين تنفيذ المبادرة العربية لحل الأزمة السورية، إلا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، صرح في مؤتمر صحفي عقب جلسة الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري، الذي عقد في بيروت يناير الماضي، أن قرار عودة سوريا الى الجامعة العربية لم ينضج بعد بسبب عدم التوافق بين الدول الأعضاء.

ثم عاد أبو الغيط ليؤكد في المؤتمر الصحفي الذي عقب الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي ببروكسل في مطلع فبراير الماضي، وجود تحفظات لبعض الدول على عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية.

وزراء الخارجية

من جانبه، اعتبر المدير العام للإدارة العربية في وزارة الخارجية التونسية، المتحدث الرسمي باسم القمة العربية في تونس، محمود الخميري، حسم قرار عودة سوريا إلى المقعد، في يد وزراء الخارجية العرب الذين سوف ينظرون في عدة مسائل، خلال اجتماعهم بعد غد الجمعة.

أعرب الخميري ـ في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في تونس، والتي انطلقت اليوم الثلاثاء ـ عن أمل بلاده في إيجاد توافق حول ذلك، باعتبار أن "مكان سورية الطبيعي هو الجامعة العربية"، وحول احتمال طرح تونس لفكرة عودة سورية للجامعة العربية، أجاب الخميري:"هذا الأمر متروك لوزراء الخارجية العرب، وتونس دولة مستضيفة للقمة، وملتزمون بأي قرار للجامعة العربية".

تضارب الموقف العربي

وعلى الرغم من عدم التوافق العربي بشأن عودة النظام السوري إلى مقعد سوريا في الجامعة، كما أنه لا يوجد توافق بشأن القطيعة الدبلوماسية مع دمشق، فقد فتحت الإمارات العربية المتحدة والبحرين، سفارتيهما في دمشق في ديسمبر من العام الماضي، فضلاً عن أن التقارب العربي لم يكن مفاجئاً وظهر ذلك جلياً عندما قام وزير خارجية البحرين خالد بن خليفة، بمعانقة وليد المعلم في سبتمبر من العام الماضي، كما قام الرئيس السوداني عمر البشير بزيارة رسمية إلى دمشق في ديسمبر الماضي.

وفي حين علق نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله رداً على أنباء تفيد فتح الكويت سفارتها في دمشق قائلاً: "الكويت ملتزمة بقرار الجامعة العربية وسفارتها لن تعود لفتح أبوابها إلا بقرار من الجامعة العربية بعودة العلاقات مع سوريا.

الموقف المصري أيضاً كان في صالح المجموع السوري، فالتمثيل الدبلوماسي المصري لم يغب عن سوريا منذ عام 2011، وذلك على مستوى القائم بأعمال السفارة المصرية محمد ثروت سليم، بغية تقديم الرعاية للمصريين المتواجدين على الاراضي السورية، وفي تصريحات خاصة لموقع "الرئيس نيوز" حدد عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة ياسر النجار الأسباب التي تحول دون عودة سوريا إلى شغل مقعدها قائلاً:

"ضغوطات الجامعة العربية استمرت على النظام السوري لقبول المبادرة العربية من أغسطس 2011 وحتى فبراير 2012 ولكنه رفض لأنه كان يشعر بقدرته على قمع الثورة، وأردف النجار قائلاً "النظام لم يكن لديه أي نية أو حوار سياسي أو أية تنازلات باتجاه الشعب الذي هو أساس وجوده وان نظاماً بدون شعب لاوجود له".

نداء تونسي

وفي ديسمبر 2018، تناقلت وكالات أنباء على لسان مصادر تونسية نية الرئيس التونسي قائد السبسي، دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية المقبلة، لكن المتحدث باسم حزب الرئيس التونسي وقتها قال إن السبسي يقوم بالتشاور مع الدول الشقيقة قبل توجيه الدعوة رسمياً لبشار.

 

في المقابل، شدد عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة أنه لا مبررات لعودة  نظام غير حريص وحدة الأراضي السورية، ولا يمثل الشعب السوري ولا يمثل المساحة الجغرافية السورية لتمثيل سوريا او استعادة مقعد الجامعة العربية موضحاً أنه عندما يكون النظام ناتجاً عن عملية سياسية ترعاها الجامعة العربية، والأمم المتحدة تضمن وحدة الأراضي وعودة اللاجئين عندها سيكون لهذا النظام الأهلية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية.

سوريا الإيرانية

في السياق، قال المفكر السوري خلدون النبواني: "عودة سوريا إلى مقعدها تتطلب مجموعة من التوافقات العربية والإقليمية والدولية بشكل خاص، لكن المعضلة الحقيقية في عودة سوريا إلى الحاضنة العربية، هي بشكل أساسي إيران".

انتصار إيراني

النبواني قال إن العديد من الدول العربية، خاصة دول الخليج العربي تعترض على وجود سوريا إيرانية بشكل من الأشكال، أو ما اشترطته دول الخليج باختطاف سوريا من أحضان إيران، ولكن الآن سوريا المدمرة التي انتصر فيها النظام دون أن ينتصر لأنه خسر كل شئ وليس مجموعة من الأراضي التي تم احتلالها، ولم يتوقف الأمر على الجولان او لواء الاسكندرون وقاعدة الحميمية والسيدة زينب أصبحت مركزاً إيرانيا ولم يعد لدى السلطة السورية أو هيكل السلطة السورية من اتخاذ قرارات وليس لديها الإمكانية أو القدرة على التخلص من ايران ولم يعد لها سيادة او قرار سيادي سوري واصبحت ممزقة بين روسيا وايران التي بدأت الخلافات تظهر بينهما.

وأكد النبواني أن ايران هي المشكلة التي تحول دون عودة سوريا الى الجامعة العربية وهو مايتجلى في مواقف الدول الخليجية زموقف امريكا الضاغط بعدم منح سوريا مقعد في الجامعة العربية.

وأوضح النبواني أن عودة سوريا في الوقت الحالي اعتراف بانتصار النظام إقليمياً وعربياً ما يعني انتصار ايران بشكل واضح وصريح، وهو ما يتم رفضه من قبل مجموعة من الدول العربية، وهو ما شددت عليه الولايات المتحدة الامريكة بايعازها إلى بعض الدول العربية بعدم السماح بعودة سوريا دون انتقال سياسي.

ويقول النبواني إن عودة النظام السوري إلى أحضان الجامعة العربية  دون انتقال سياسي هي عودة فيها كل معايير انتهاك للقوانين الأخلاقية والإنسانية الدولية، مشدداً على أن النظام صاحب جرائم حرب حقيقية فكيف يمكن تأهيله؟