الإثنين 20 مايو 2024 الموافق 12 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أمهات غزة: "لسن بحاجة لطعام".. فقط نريد وقف إطلاق النار

الرئيس نيوز

وثقت الكاتبة الأمريكية أنجيلا دنكر انطباعاتها عن الحياة اليومية لسكان غزة، قائلة: "سأبدأ بالقول إنني لم أرغب في الكتابة عن غزة هذا الأسبوع، لقد خططت لمقالة كاملة، حول المأزق المزدوج للأمومة، وكيف أننا دائمًا لا نكتفي ونحصل على الكثير في نفس الوقت، وخططت لإخباركم عن تدريباتي في الخامسة صباحًا ونظامي الغذائي وكيف أن الشفاء كان تابعًا لفقدان الوزن والعودة إلى العمل، وتأملت حياتي  في جنوب كاليفورنيا، وابتسامتي العريضة، وأطفالي بشعرهم الممشط ووجوههم النظيفة، وحياتي التي لا تخلو من طريقة لكسب المال، وهو ما دفعني لتأمل أناس آخرين محرومون تمامًا من كل ذلك".

وتابعت الكاتبة الأمريكية: "ذهبت إلى فراشي ليلة الاثنين، وكانت مفكرتي مليئة بهذه الأفكار، وأشعر بالارتياح من العنوان الرئيسي الذي رأيته للتو على هاتفي، وهو أن حماس قبلت اقتراح وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر وقطر، وهو نفس الاقتراح الذي يفترض أنه قد تم التوصل إليه بدعم من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، كنت أتساءل عما إذا كان ابني ينام جيدًا بعيدًا عن المنزل، في معسكر لليلة واحدة مع زملائه في الصف الخامس، واستيقظت صباح يوم الثلاثاء، على مشاهد المذبحة، مرة أخرى، في غزة، حيث شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة قصف على مدينة رفح الجنوبية، على بعد أقل من ميلين من الحدود المصرية وكانت رفح بالفعل موقعًا للمعاناة واليأس، والمكان الذي تم فيه إبعاد الآلاف عن الأمان النسبي، حيث ناشد الأمريكان المسؤولين للسماح لأمهاتهم وآبائهم في غزة بالمرور عبر المعبر،  ومنهم من تم إرجاعهم إلى القنابل والموت والدمار، وفي يوم الثلاثاء، بعد ساعات فقط من إسقاط منشورات تأمر بإجلاء جماعي لحوالي 100 ألف فلسطيني، سقطت القنابل الإسرائيلية على رفح".

وفي حين أشارت التقارير الإخبارية في وقت لاحق من يوم الثلاثاء إلى أن الولايات المتحدة أوقفت مؤقتًا أحدث شحناتها من الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك القنابل المثيرة للجدل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، إلا أنه لا يزال من الممكن تسليم تلك الذخائر "اعتمادًا على تقدير البيت الأبيض" وكان رد فعل الجمهوريين في الكونجرس غاضبًا بالفعل على أي توقف في إمداد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة، حيث قال النائب الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، راسل فراي، للصحفيين ليلة الثلاثاء إن أي تأخير يعد خيانة "مستهجنة".

وأضافت: "أفكر هنا في ظلم القتل العشوائي، وكيف أن أسلحتنا القوية تطمس أي شعور بالكرامة الإنسانية أو قدسية الحياة"، وأفكر في تلاميذ غزة وأصدقائهم وهم يختبئون في الزاوية، بينما ينهمر الرصاص دون سابق إنذار، دون اتجاه، تنفثه الكراهية".

وتؤكد أنجيلا دنكر أن القنابل التي سقطت على غزة تمت الموافقة عليها من خلال الدعم السياسي الأمريكي لإسرائيل، والتمويل بالدولار الأمريكي والجيش الأمريكي والخبرة، الآلة الكاملة للمجمع الصناعي الحربي.

وتروي كيف رأت مرة أخرى مقاطع فيديو لنساء يائسات يحملن أطفالًا جرحى ويبكين، ومكانًا خاليًا خلف أعينهن: "أين يمكننا الذهاب؟" "لا مكان آمن" وسط المسافات البعيدة، والموت الجماعي، والخسائر التي لا يمكن قياسها، والمعاناة الإنسانية، فلم يعد بإمكاننا البقاء صامتين في مواجهة القتل العشوائي للأطفال، وأكدت أنجيلا دنكر أن نساء غزة لسن بحاجة إلى طعام، ولكنهم أحوج إلى وقف إطلاق النار ووقف آلة القتل الطائشة.