السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ما هو أبعد من الهجرة.. ماذا تعني حزمة الاتحاد الأوروبي البالغة 8 مليارات دولار لمصر؟

الرئيس نيوز

زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين القاهرة في حضور مجموعة بارزة من قادة دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قادة كل من النمسا وبلجيكا وقبرص واليونان وإيطاليا. وفي حفل التوقيع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حزمة بقيمة 7.4 مليار يورو (8 مليارات دولار) لمصر التي تعاني من ضائقة مالية.

ووفقًا لموقع المونيتور الأمريكي، سيتم صرف التمويل على مدى السنوات الثلاث المقبلة ويغطي العلاقات الاقتصادية والتجارية والطاقة والهجرة. ويتضمن التمويل المقترح 5 مليارات يورو (5.45 مليار دولار) في شكل قروض ميسرة و1.8 مليار يورو (1.96 مليار دولار) من الاستثمارات، وفقا لملخص الخطة الذي نشره الاتحاد الأوروبي. وسيتم تقديم 600 مليون يورو إضافية (654 مليون دولار) في شكل منح، بما في ذلك 200 مليون يورو (218 مليون دولار) لإدارة الهجرة.

وتضررت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا بالفعل بشدة من الحرب في غزة، حيث انخفضت أرقام السياحة في البداية وسجلت إيرادات قناة السويس انخفاضًا يصل إلى 50٪ في الإيرادات بعد تحويل السفن من نقطة التجارة الحيوية هذا العام بسبب الهجمات في البحر الأحمر. البحر على متن السفن التجارية للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

كما أدى الصراع والهجمات اللاحقة على البحر الأحمر إلى إعاقة سوق الطاقة في مصر. تراجعت إعادة تصدير مصر من الغاز بأكثر من 50% في الربع الرابع من 2023 مقارنة بالفترة نفسها من 2022.

ووفقًا لموقع دويتش فيله الألماني، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين عن سعادتها للتوقيع على اتفاقية للتعاون وتعزيز العلاقات مع مصر، وقالت في مؤتمر صحفي في القاهرة "يمثل هذا اليوم علامة تاريخية فارقة بتوقيعنا على الإعلان المشترك لشراكة استراتيجية شاملة". وتراست فون دير لاين وفدا أوروبيا زار القاهرة يوم الأحد 17 مارس، ضم رئيسة وزراء إيطاليا ورؤساء وزراء بلجيكا والنمسا واليونان والرئيس القبرصي. وخلال الزيارة وقعت فون دير لاين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاقية للشراكة بقيمة 7،4 مليار يورو.

ويستهدف هذا الاتفاق تعزيز الحوار بين مصر والاتحاد الأوروبي، ودعم الإصلاح الاقتصادي في مصر. وفي هذا الإطار سيضمن الاتحاد الأوروبي لمصر قروضا بقيمة 5 مليارات يورو حتى عام 2027، واستثمارات بقيمة 1،8 مليار يورو في مجالات مختلفة مثل الرقمنة والتحول في مجال الطاقة وتقديم منح بقيمة 600 مليون يورو.

بالإضافة إلى ذلك تم الاتفاق على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة. وبشكل خاص ينبغي مكافحة أسباب الهجرة غير الشرعية وفتح طرق للهجرة الشرعية إلى أوروبا. وسيتم تخصيص 200 مليون يورو لإدارة مسألة الهجرة. 

التعاون مع مصر في مجال الهجرة

بالنسبة للتعاون في ملف الهجرة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، فإنه ليس بالأمر الجديد تماما، تقول فيكتوريا ريتيغ، مديرة برنامج الهجرة في الجمعية الألمانية للعلاقات السياسية، في حوارها مع DW، حيث هناك تعاون بين الطرفين منذ عدة سنوات.

فمنذ عام 2004 هناك اتفاقية شراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، تنظم العلاقة بين الطرفين وبحسب المفوضية الأوروبية تم حتى الآن الموافقة على ما مجموعه 171 مليون يورو لإدارة ملف الهجرة، ودعم مصر في إدارة الحدود ومكافحة الاتجار بالبشر والتهريب، وتشجيع العودة الطوعية للمهاجرين.

وحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تأوي مصر حوالي نصف مليون لاجئ. لذلك فإن القلق من زيادة الهجرة إلى أوروبا هو أحد أسباب توقيع هذا الاتفاق مع مصر.

ولدى الاتحاد الأوروبي أسباب وجيهة لتوقيع هذه الاتفاقية مع مصر، وهي بالدرجة الأولي أسباب جيوسياسية، تؤكد فيكتوريا ريتيغ، الباحثة المختصة في شؤون الهجرة وتضيف متسائلة “إذا لم نتعاون مع مصر، من سيتعاون معها حينها؟”، فإذا لم تتعاون أوروبا مع مصر "سيكون هناك فراغ جيوسياسي" ستملأه روسيا والصين ودول الخليج.

وفي بداية شهر مارس وافق صندوق النقد الدولي على زيادة قيمة قروضه لمصر إلى 8 مليارات دولار. وقبل ذلك كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت عن استثمارات بقيمة 35 مليار دولار في الاقتصاد المصري، حيث تعاني مصر من أزمة اقتصادية حادة ومستويات قياسية من التضخم.

وهذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمصر، هو واحد من اتفاقيات تعاون عديدة، تؤكد ريتيغ، وكذلك يعتقد دروكين أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يخوض اللعبة من خلال هذه الاتفاقية. 

وبحسب رأيه فإن هذه الاتفاقية اقتصادية بالدرجة الأولى، وهي تمثل اعترافا من الاتحاد الأوروبي بالدور الذي تلعبه مصر في إدارة ملف الهجرة.

وعلاوة على ذلك فإن لمصر الآن أهمية جيوستراتيجية كبيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فهي تلعب دورا حاسما فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة، حسب ما أكدته رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في القاهرة. 

كما أثنت فون دير لاين على الدور والجهود "الشخصية" للسيسي في السعي إلى وقف إطلاق النار في غزة.