الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

رمسيس الثاني وفلسطين يشعلان أزمة بالمتحف الأسترالي في سيدني.. ما القصة؟

الرئيس نيوز

سلط موقع كريكي الأسترالي الضوء على كيف أشعلت كلمة واحدة شرارة أزمة علاقات عامة في المتحف الأسترالي، إذ تتعرض المنظمات الثقافية والتراثية لانتقادات من جماعات المصالح والجهات المتحيزة لإسرائيل وسط استمرار الحرب.

وحصل موقع كريكي على وثائق تتعلق بأزمة العلاقات العامة في المتحف الأسترالي.

كيف بدأت الأزمة وتطورت؟
عندما تمكن المتحف الأسترالي من استقبال تابوت الملك رمسيس الثاني على سبيل الإعارة من المجلس الأعلى للآثار في مصر، تم الإشادة به باعتباره حدثًا غير مسبوق في تاريخ سيدني، التي أصبحت ثاني مدينة في العالم خارج مصر تعرض التابوت الذي يعد أحد أهم المعالم الأثرية في حضارة مصر القديمة، وبالفعل بدأ المعرض في 18 نوفمبر من العام الماضي ويستمر حتى 29 مايو من هذا العام.

وكان رمسيس قائدًا عسكريًا متميزًا قاد الجيوش في جميع أنحاء بلاد الشام، وقاد الجيش المصري في عدة معارك محيطة بمصر القديمة، ونشر المتحف الأسترالي وصفا في معرضه بعنوان "رمسيس المحارب"، مع ملاحظة قصيرة عن تاريخ الفرعون العسكري: "عندما صار ضابطًا بالجيش كان شابًا في مقتبل العمر، واصطحب رمسيس والده الملك سيتي إلى المعركة وفي مراهقته، كان رمسيس هو الرجل الثاني في القيادة، حيث قاتل إلى جانب أبيه سيتي في ليبيا وفلسطين".

وفي 17 ديسمبر، أطلقت الجمعية اليهودية الأسترالية الشرارة الأولى للأزمة، وهي مجموعة ضغط محافظة تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان اعتراضها على كلمة فلسطين، ونشرت صورة للبطاقة التعريفية لرمسيس مع تعليق: "المتحف الأسترالي يعيد كتابة التاريخ"، بنبرة لم تخل من التهكم، وجاء في المنشور: “بحسب المتحف الأسترالي، قاتل الفرعون رمسيس في “فلسطين”، وهو الاسم الذي لم يتم اختراعه إلا بعد آلاف السنين، فهل هو خطأ محض أم استخدام متعمد للكلمات؟".

وأدت منشورات الجمعية اليهودية إلى سلسلة من التقارير الإعلامية وعاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي اجتاحت المتحف الأنيق في دارلينجهيرست لمدة شهرين تقريبًا وبعد خمسة أيام، في 22 ديسمبر، رد المتحف الأسترالي على مراسلات الجمعية اليهودية عبر رسالة خاصة على إنستجرام.

وقال المتحف في رده: "لقد تشاورنا مع القائمين على المعرض واتفقوا على أنه لتجنب الالتباس والتركيز على قصة رمسيس نفسه، سنقوم بإزالة أي مراجع جغرافية غير تاريخية إلى جانب استخدام المصطلح الشائع مصر وسيتم طرح الصياغة الجديدة في المعرض خلال الأسبوعين المقبلين”.

وأشادت الجمعية اليهودية، كما كان متوقعًا بحذف كلمة فلسطين، ووصفته بأنه إجراء "ناجح"، وتوجهت إلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهر ذلك اليوم لإعادة نشر تلك السلسلة من الرسائل وذلك عندما تصاعدت الأمور.

في وقت مبكر من 26 ديسمبر، تلقى مدير المتحف الأسترالي ومديره التنفيذي، كيم ماكاي، رسائل بريد إلكتروني من أعضاء مؤيدين لفلسطين من الجمهور، بالإضافة إلى مجموعات المصالح مثل جمعية أصدقاء فلسطين الأسترالية، الذين أعربوا عن استيائهم من قرار المتحف الواضح بحذف كلمة فلسطين، وتم إرسال أكثر من 50 رسالة من أفراد الجمهور وأعضاء النقابات ومجموعات المصالح إلى ماكاي في الفترة ما بين 18 نوفمبر و8 يناير والتي ذكرت كلمة "فلسطين".

في 27 ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" مقالًا لمراسل السياسة الفيدرالية بول ساكال ومراسل الشؤون الحضرية أنتوني سيجارت بعنوان: "المتحف الأسترالي يعدل لوحة تحتوي على كلمة "فلسطين" بعد شكاوى حول المعرض المصري".

في الأيام التي تلت نشر المقال، وفقًا للتواريخ التي قدمتها الحكومة، كانت هناك سلسلة من الرسائل النصية بين ماكاي، ومديرة التسويق بالمتحف جاسينتا سبوريت، ومديرة الشؤون العامة أماندا فارار وموظف آخر بالمتحف وناقشت الرسائل الرد المحتمل على مقال الهيرالد، وتضمنت إشارة إلى لحظة توتر واضح بين موظف المتحف ورئيسها المباشر.

وفي 29 ديسمبر، انطلقت حملة عبر البريد الإلكتروني التي قامت بها جمعية أصدقاء فلسطين الأسترالية "حفزت أكثر من 250 رسالة شكوى، تم الرد عليها جميعًا شخصيًا"، ولا يزال الجدل محتدمًا بين مؤيدي ظهور كلمة فلسطين في معرض رمسيس الثاني ومعارضي فلسطين.