الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

3 مراحل للهدنة.. تفاصيل رد حماس على الاتفاق الإطاري بشأن غزة

الرئيس نيوز

تدخل الحرب على غزة شهرها الخامس، بعد 123 يومًا كان ثقيلة على أهل القطاع المحاصر، وتظهر ملامح صفقة تهدئة تعد على نار هادئة بناء على ما أصبح يعرف بالاتفاق الإطاري، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.

وسلَّمت حماس، أمس، ردها على الاتفاق الإطاري، وهو مقترح هدنة تبلور في اجتماع أمني عقد في العاصمة الفرنسية باريس أواخر يناير الماضي، وشارك فيه رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA وليام بيرنز، ونظيريه المصري عباس كامل، والإسرائيلي ديفيد برنياع، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن.

وقالت حماس، في بيان، إنها تعاملت مع المقترح بروح إيجابية، بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على غزة، والإغاثة والإيواء والإعمار، ورفع الحصار عن القطاع، وإنجاز عملية تبادل للأسرى.

توافق الفصائل الفلسطينية

وأكد القيادي في حركة الجهاد الفلسطينية، علي أبو شاهين، الأربعاء، أن الفصائل الفلسطينية طلبت وقتًا لدراسة مقترح إطار اتفاق التهدئة في غزة المتعلق بتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، لذا تأخر الرد الذي قدمته حماس، الثلاثاء، نيابة عن الفصائل الفلسطينية، مشددًا على أنه لا صفقة مع إسرائيل قبل وقف الحرب، وإعمار غزة، وعودة النازحين.

ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن أبو شاهين قوله، إن المقترح الذي تبلور في اجتماع باريس ينقذ إسرائيل وليس غزة، موضحًا أنه رغم ذلك لم نحكم عليه من البداية، وأخذنا وقتنا في دراسته، وتبين أنه لا يتضمن تصريحًا واضحًا بوقف العدوان، ويدور في محوره حول صفقة تبادل الأسرى.

وكانت حماس قررت ألا ترد بصفة منفردة على المقترح، وأشركت فصائل فلسطينية أخرى على رأسها حركة الجهاد في المشاورات التي سبقت الرد الذي وصفته إسرائيل بأنه سلبي.

ونشرت حماس في وقت سابق، بيانات عن اتصالات أجراها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، مع نظيره في حركة الجهاد زياد النخالة، بالإضافة إلى نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر.

وقف إطلاق النار

وعلى الرغم من تأخر الرد نحو 10 أيام، إلا أن تفاصيله كانت متوقعة في إسرائيل بأن حماس ستصر على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، وإغاثة النازحين.

وأضاف أبو شاهين، أن حماس درست الورقة بإمعان بالغ وكذلك حركة الجهاد، مشيرًا إلى أن الرد الذي وصل إسرائيل عبر الوسطاء هو رد فصائل المقاومة الفلسطينية، وليس رد حماس وحدها، ومطلب الوقف الشامل لإطلاق النار هو مطلب الشعب الفلسطيني كله، وليس مطلب الفصائل فقط.

وقال إن ما وصل الفصائل هو إطار عام وليس اتفاقًا يحتاج إلى إجابة بنعم أو لا، ولهذا تم إرسال الملاحظات المطلوبة عليه، منوهًا بأن الملاحظات لا تنسف الإطار.

إعادة إعمار غزة

وشدد على أن هناك إصرارًا من الفصائل الفلسطينية على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، وإلى كافة المناطق التي اضطروا للخروج منها وتأمين مساكن لهم.

وأكد أن المقترح المقدم للفصائل لم يتطرق إلى بند إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن المطلوب كذلك هو تقديم تعهد بإعادة الإعمار.

وتابع: نريد تعهدًا بالانسحاب الكامل من غزة بعد السير في تنفيذ الاتفاق، كما أن الاتفاق سيكون على عدة مراحل تبدأ الأولى بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المدنيين والنساء والأطفال، ويتزامن مع هذه المرحلة مفاوضات وتَلَقي ضمانات بأن يكون هناك وقف نهائي للعدوان.

3 مراحل للهدنة في غزة

وتضمن رد حماس على الاتفاق الإطاري 3 مراحل للهدنة في قطاع غزة، تستمر كل مرحلة 45 يومًا، تشمل التوافق على تبادل الأسرى، ورفات وجثامين الموتى، وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار.

واقترحت حماس أن تسمح المرحلة الأولى من الاتفاق بإعادة بناء المستشفيات ومخيمات اللجوء بغزة وخروج القوات البرية الإسرائيلية من المناطق السكنية، بالإضافة إلى إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية واستعادة الهدوء التام، ثم تبادل الأسرى والإفراج عن بعض الرهائن الإسرائيليين من غير العسكريين وتسليم المساعدات.

وعرضت حماس في المرحلة الأولى إطلاق المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال والمسنين والمرضى مقابل 1500 أسير بينهم 500 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى جميع النساء والأطفال وكبار السن في سجون الاحتلال.

كما اشترطت حماس إدخال ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا من المساعدات والوقود إلى مناطق قطاع غزة كافة خلال المرحلة الأولى.

وطالبت حماس في المرحلة الأولى أيضا بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وضمان حرية الحركة بين شمال وجنوب القطاع وفتح المعابر.

واشتمل رد حماس على ضرورة الموافقة على إدخال ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت و200 ألف خيمة إيواء إلى القطاع خلال المرحلة الأولى، إضافة إلى إقرار خطة إعمار البيوت والمنشآت الاقتصادية والمرافق العامة التي دمرت، خلال مدة لا تتجاوز 3 سنوات.

وطلبت حماس أيضا وقف اقتحام المستوطنين للأقصى الشريف، وعودة الأوضاع في المسجد المبارك إلى ما قبل عام 2002.

وفي المرحلة الثانية يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد معين من السجناء الفلسطينيين، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، والمرحلة الثالثة يتم فيها تبادل الرفات والجثامين.

كما طلبت حماس أن تكون مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا وروسيا ضامنة لتنفيذ ذلك الاتفاق.

تفاؤل قطري

وأعرب رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، عن تفاؤله بالرد الذي تلقته بلاده من الحركة.

وقال عبد الرحمن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في الدوحة، إن رد  حماس تم إرساله إلى الجانب الإسرائيلي.

وشدد على أن الأمر سيخضع للتفاوض، كما عبّر عن أمله في التوصل لنتيجة في أسرع وقت بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة.

هدنة ممتدة

وقال بلينكن، إن الأمر الأفضل للجميع، هو الوصول إلى هدنة ممتدة، واتفاق بشأن المحتجزين الإسرائيليين (تبادل الأسرى)، وهو ما يتم العمل عليه مع قطر ومصر.

وأضاف أنه الآن لدينا رد حماس الذي طرح على الطاولة، بشأن المقترح، مشيراً إلى أن ذلك يوفر آفاقاً لهدنة ممتدة، وتحرير الأسرى، وإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع.

والتقى وزير الخارجية الأمريكي، الثلاثاء، الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، قبل أن يسافر إلى الدوحة، حيث التقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وعقب لقائه السيسي، قال بلينكن إن واشنطن ترفض أي نزوح قسري للفلسطينيين من غزة، وهي متمسكة بإنشاء دولة فلسطينية توفر السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين.

جهود مصرية متواصلة

وأعلنت مصر، الثلاثاء، أنها ستواصل جهودها المكثفة لمناقشة الإطار المقترح مع الأطراف المعنية، بما في ذلك تكثيف عقد الاجتماعات معها، للتوصل في أقرب وقت للاتفاق بينها حول صيغته النهائية.

وقال رئيس هيئة الاستعلامات ضياء رشوان، الثلاثاء، إن مصر طرحت إطاراً منذ فترة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف المعنية سعياً وراء حقن الدماء الفلسطينية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة، يتم بموجبه تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين على مراحل، وتكثيف الدعم الإنساني للأشقاء في القطاع.

وأكد رشوان أن مواصلة الجهود المصرية على مدار الساعة من أجل إنهاء القتال في غزة، والحفاظ على حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة التي سيكون الاتفاق حول الإطار المقترح مقدمة ضرورية إليها.

ومصر وقطر وسيطان رئيسيان في المحادثات التي تهدف إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.