السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

صور إباحية لتايلور سويفت.. قصة فضيحة أثارت القلق بالبيت الأبيض

تايلور سويفت
تايلور سويفت

حالة جدل عالمي فرضت نفسها على كافة وسائل الإعلام، بعد انتشار صور مزيفة لنجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت، إذ تداول رواد السوشيال ميديا حول العالم صورا إباحية للمطربة والممثلة الأمريكية تايلور سويفت، اتضح فيما بعد أنها مفبركة عن طريق الذكاء الاصطناعي.

نجمة البوب الأمريكية “تايلور سويفت”

وهو ما دعا شركة "مايكروسوفت" العالمية تعلن عن بدء التحقيق في الأمر، خاصة بعدما تدخل البيت الأبيض، معربا عن قلقه الشديد من الواقعة وتبعاتها، ووصف هذه الصور المنتشرة بأنها مقلقة للغاية.

تحرك من البيت الأبيض ومطالبة لـ الكونجرس بوضع قوانين جديدة

وفي مؤتمر صحفي، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، أن شركات التواصل الاجتماعي لها دور حاسم في تنفيذ قواعدها لمنع تداول هذه المعلومات المضللة. 

وأردفت: "هذا الأمر يثير القلق بشكل كبير، ولذا سنبذل كل ما في وسعنا للتعامل مع هذه القضية".

وأشارت إلى أن الكونغرس يجب أن يتخذ خطوات تشريعية بشأن هذه القضية، وقالت خلال المؤتمر: "الكونجرس عليه سن تشريع جديد يواجه خطر انتشار مثل تلك الصور، لأن هناك ضعف في التشريعات المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في إنشاء الصور، وهو دائمًا ما يؤثر بشكل مباشر على أمان المرأة على الإنترنت".

محاولات منصات التواصل الاجتماعي مواجهة الظاهرة بمنع تداول الصور

مواقع التواصل الاجتماعي حاولت مواجهة الانتشار الكبير لصور نجمة البوب الأميركية تايلور سويفت، بعد أن وصلت إحدى الصور إلى 47 مليون مستخدم على منصة إكس "تويتر سابقا"، قبل حذفها تماما وحظر الحساب الذي نشرها.

كما حظرت منصة "إكس" البحث عن اسم تايلور سويفت باللغة الإنجليزية، إذ لا تظهر أي نتائج على المنصة، ورغم ذلك وجد البعض سهولة في التحايل على هذا الحظر بعدة طرق منها على سبيل المثال وضع علامات التنصيص على الاسم، أو إضافة حرف أو رز في الاسم، فيمكن الحصول على نتائج، ولكن لا تظهر الصور الإباحية المفبركة.

وحظرت منصتا إنستجرام وثريدز، وصول المستخدمين إلى الصور من خلال حظر البحث بكلمة Taylor Swift AI، بينما تسمحان بالبحث باسم المغنية منفردًا، ويظهر على المنصتين، رسالة توضح أن ما يبحث عنه المستخدم مرتبط بمؤسسات أو أفراد يرتكبون أفعالًا خطيرة محظور نشرها.

وكانت خدمة مايكروسوفت من أهم الأدوات التي تم الاعتماد عليها في تزييف تلك الصور، إذ تم التأكد من خلال مجموعة دردشة على تطبيق تليجرام، من المتوقع أن تكون الصور المفبركة الإباحية لـ تايلور سويفت خرجت منها.

تايلور سويفت

مايكروسوفت تحقق في الأمر

المتحدث باسم مايكروسوفت، قال في بيان للشركة، إن مايكروسوفت تحقق في مدى حقيقة استخدام خدمتها للتصميم في تزييف الصور، لافتًا إلى أن الشركة بادرت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الواقعة.

ووصف مدير مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، خلال لقاء تلفزيوني، الصور المزيفة، بأنها صادمة ونذير خطر، مشيرًا إلى أن الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي مثل مايكروسوفت، لا بد أن تتخذ تدابير وإجراءات وأدوات تضمن استخدام خدماتها بشكل آمن، ويحافظ على خصوصية الجميع.

مطالب خبراء الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات بوضع قوانين منظمة لحماية الأفراد

فيما قال محمد فتحي خبير أمن المعلومات، تعليقا على واقعة نجمة البوب الأمريكية “تايلور سويفت”، أن الإنسان اليوم لا يجد نفسه فقط في مواجهة مع الأجهزة، وما ينجر عن الذكاء الاصطناعي وإنما هو في مواجهة ما ينتجه الإنسان في حد ذاته من احتيال وتزييف إلكتروني.

وأضاف أن هناك غياب لـ الضوابط الأخلاقية في استعمال الذكاء الاصطناعي، وتحديدا المرتبط بتطور الذكاء لدى الإنسان ومحاولاته استغلال هذا النوع في عالم الجريمة الإلكترونية، موضحا أنه لا وجود إلى الآن بما يسمى النزاع بين الإنسان والآلة، وإنما هي معركة بين الإنسان وأخيه الإنسان.

وأردف أنه في ظل تطور الذكاء الاصطناعي مؤخرا، أصبح لزاما على المؤسسات الحقوقية والدولية، وضع قوانين وقواعد صارمة ومنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

وقال الدكتور أحمد حنفي، خبير أمن المعلومات، أن العالم أجمع لم يصل حتى الأن إلى ضوابط أخلاقية ملزمة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن الفجوة بين الضوابط والتطور السريع للذكاء الاصطناعي، يساهم في زيادة عمليات النصب والابتزاز والتحايل على المؤسسات والأفراد.

وأشار حنفي، إنه يجب علينا في مصر أن نبدأ مرحلة جديدة، بوضع قواعد منظمة لمواجهة عمليات التحايل والنصب والاستغلال، الناتجة عن الذكاء الاصطناعي وما يسمى، وأردف أن مجلس الوزراء أنشأ في وقت سابق مجلس للأمن السيبراني، ولكنه حتى الأن لم يتم تفعيله ولا يوجد في ألياته ما يحمي الأفراد ويحفظ حقوقهم في مواجهة الذكاء الاصطناعي.

وأردف أن هذا الأمر قد يدخل في اختصاصات حقوق الملكية الفكرية، ويجب علينا أن نتابع كافة التطورات القانونية في هذا الشأن، وتطويرها بما يتناسب مع مجتمعنا.

وتقول خبيرة الأمن السيبراني، لمى الصفدي، أن ما جرى في أزمة النجمة الأمريكية “تايلور سويفت”، يدخل ضمن تقنية التزييف العميق، وهي تقنية ليست جديدة، إذ ظهر هذا المصطلح في 2017، بعدما نجح شخص ما في السماح بالتعديل في المحتوى المصور من صور وفيديوهات وحتى أصوات، ليظهر فيها الشخص يقول أو يفعل أشياء وعبارات ليست حقيقية.

وتضيف خبيرة أمن المعلومات: "تطورت دقة أساليب التزييف العميق مع موجة تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تسارعت وتيرة تطورها منذ عام 2022، وشهدت نماذج الذكاء الاصطناعي التي تصنع الصور والفيديوهات بواسطة الأوامر النصية طفرة كبيرة، العام الماضي 2023".

وأكملت: "شهد العالم صورًا مزيفة للعديد من المشاهير والسياسيين، مثل بابا الفاتيكان، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى جانب استخدام بصمات وجوه عدد كبير من المشاهير لترويج منتجات مزيفة، وكانت من بينهم تايلور سويفت نفسها".

تايلور 

ما علاقة جو بايدن والانتخابات الرئاسية الأمريكية بأزمة تسريب صور "تايلور سويفت"!

تقارير صحفية أجنبية، كشفت إنه من الممكن أن يكون تسريب صور تايلور سويفت “المزيفة” له هدف سياسي، وقد يتم استغلال الأمر لخدمة المرشح الرئاسي الأمريكي جو بايدن، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذها البيت الأبيض بشأن الواقعة.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بارك، ماثيو هاريس، إن: "تايلور سويفت، كانت تحظى بشعبية عام 2020، لكن شعبيتها انتقلت إلى مستوى أكبر، وبات لديها شعبية كبرى لدى الشابات في سن التصويت، ويعول جو بايدن بقوة على هذه القاعدة الناخبة التي أوصلته إلى السلطة عام 2020، لإعادة انتخابه".

وأوضح في تقرير صحفي، أن استطلاعات الرأي ليست جيدة بالنسبة للديموقراطيين لدى فئة الشباب، وخصوصًا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، فكثيرون ينتقدون الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة بايدن لحليفها الإسرائيلي".

ولفت إلى استطلاع آخر للرأي، نشره معهد هارفرد، مطلع ديسمبر الجاري، عن تراجع الشباب الذين يعتزمون المشاركة في العملية الانتخابية، فقد بلغت نسبتهم 49% مقابل 57% في خريف 2019.

ورأى ماثيو هاريس، أن تايلور سويفت ستكون صاحبة التأثير الأكبر، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وستكون قادرة على تعبئة الناس وتشجيعهم على التسجيل للتصويت"، متابعا، أن محبي نجمة البوب، يعيشون بشكل رئيسي في الضواحي السكنية الأميركية، وهي مناطق ترجح كفة السياسة الأميركية".

تايلور سويفت باحدى حفلاتها

استغلال تأثير نجمة البوب على الشباب

وكانت تايلور سويفت، قد دعت متابعيها عبر حسابها الرسمي على "انستجرام"، والبالغ عددهم 272 مليون شخص، إلى استخدام منصة Vote.org للتسجل على اللوائح الانتخابية، وخرجت بعدها المنصة، لتعلن عن تسجيل أكثر من 35 ألف شخص، أي زيادة بنسبة 23% مقارنة مع اليوم نفسه في العام السابق، ما يشكل دليلًا إضافيًا على التأثير الواسع النطاق للمغنية.

وأشارت تقارير صحافية، إلى أن المغنية الأميركية، قد تنجح في التعبئة عبر مواقفها، لاسيما تلك المتعلقة بالإجهاض، حيث إنها تتفاعل مع تلك القضية في بلادها، وأبدت خوفها أكثر من مرة، عندما ألغت المحكمة العليا في 2022 الضمانة الدستورية للحق في الإجهاض.

وقالت وقتها: "خائفة جدًا، من أن يكون حق المرأة في التحكم بجسدها يسحب منها"، وهي معركة تخوضها أيضًا كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن.

تايلور عام 2023

أرقام وإنجازات ضخمة، حققتها المغنية تايلور سويفت خلال عام 2023، فقد اختارتها مجلة "تايم" شخصية العام 2023، كما تجاوزت إيرادات جولتها "ذي إيراس تور"، للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، المليار دولار، في 60 حفلة، من مارس إلى نوفمبر 2023.