الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
رياضة

تركيا ترحل لاعبًا إسرائيليًّا وتحقق مع آخر.. ما القصة؟

الرئيس نيوز

ألقت السلطات التركية القبض على لاعب كرة القدم الإسرائيلي، ساجيف جيهزقيل، بتهمة تحريض الرأي العام والحض على العداء والكراهية، قبل أن تقرر الإفراج عنه، اليوم الإثنين، وترحيله من البلاد.

وجيهزقيل هو أحد لاعبي فريق أنطاليا سبور التركي، وجاءت عملية اعتقاله في أعقاب استبعاده من الفريق والبدء بإجراءات إنهاء عقده، بعدما أطلق المدعي العام تحقيق ضده.

المشهد: كان لاعب كرة القدم الإسرائيلي قد سجل هدف التعادل لفريقه أنطاليا سبور ضد طرابوزن سبور ليلة الأحد. 

وخلال تلك اللحظة ظهر جيهزقيل البالغ من العمر 28 عاما محتفلا أمام الكاميرات بهدفه في مرمى طرابزون سبور وهو ينفذ حركة بالإشارة إلى ضمادة في يده، كتب عليها (100 يوم، 7.10) مع نجمة داوود، في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر.

حركة اللاعب الإسرائيلي أثارت غضبًا واسعًا داخل الأوساط التركية، وسرعان ما اتجه نادي أنطاليا سبور لحذف صورة اللاعب التي نشرت على صفحة الفريق الرسمية في موقع إكس (تويتر سابقًا). 

وتشير هذه الرسالة القصيرة إلى الأيام المئة التي انقضت منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، وقد فسرها وزير العدل التركي يلماز تونج على أنها شهادة داعمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية التي يشهدها قطاع غزة.

ما المهم: قال الوزير التركي، في منشور على موقع إكس، إنه تم فتح تحقيق قضائي ضد جيهزقيل من جانب مكتب المدعي العام في أنطاليا بتهمة تحريض الجمهور علنا على الكراهية والعداء. 

وأكد تونج، أن اعتقال اللاعب وفتح تحقيق ضده جاء بسبب تصرفاته التي وصفها بالقبيحة الداعمة للمذبحة الإسرائيلية في غزة بعد تسجيل الهدف. 

وشدد وزير العدل التركي، على أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب الفلسطينيين المضطهدين، مندداً بالإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

ومن جانبه، أعلن نادي أنطاليا سبور التركي، استبعاد اللاعب الإسرائيلي ساجيف جيهزقيل عن الفريق، إثر هذه الحركة التي أعقبت تسجيله الهدف في مرمى طرابزون سبور.

وأوضح النادي التركي، في بيان، أن اللاعب الإسرائيلي قام بتصرف يتعارض مع القيم الوطنية لبلاده، مؤكدا أنه لن يسمح أبداً بأي سلوك يخالف حساسيات تركيا، حتى لو أدى ذلك إلى فقدان بطولة أو كأس.

الخلفيات والدوافع: منذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارا إسرائيل بأنها دولة إرهابية، واعتبر حركة حماس مجموعة من المناضلين يدافعون عن أرض فلسطين المحتلة.

ونشر نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جيليك، صورة فرحة جيهزقيل، التي أثارت ردود فعل، عبر حسابه على موقع إكس، وكتب: عبد الكراهية (…). 

وأدان الاتحاد التركي لكرة القدم، في بيان، سلوك اللاعب الإسرائيلي الذي وصفه بأنه غير مقبول على الإطلاق.

وأيد الاتحاد التركي قرار أنطاليا سبور باستبعاد اللاعب الإسرائيلي من الفريق واعتبره مناسب، مشيرا إلى أن الإجراءات اللازمة والتحقيقات التأديبية ضد المسؤولين عن ذلك يتم تنفيذها بشكل عاجل.

وتابع أنه يجب ألا يكون لدى الرأي العام أدنى شك في أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الذي يمس الكرامة الإنسانية وضمير المجتمع التركي.

ما التالي: عقب المباراة، سرعان ما اتجه أنطاليا سبور لحذف صورة اللاعب التي نشرت على صفحة الفريق الرسمية في موقع إكس، وقال رئيس النادي، سنان بوزتبه، إنهم يسيرون بإجراءات فسخ عقد جيهزقيل بشكل نهائي. 

وفي معرض تعليقه على قرار الاستبعاد، أعرب بوزتبه، عن استغرابه لتصرف اللاعب الإسرائيلي، ووصفه بأنه غير مقبول، وأنه لن يسمح لمثل هذه التصرفات ما دام رئيسا لهذا النادي.

وتشير تقارير تركية إلى أنه إذا قرر نادي أنطاليا سبور بالفعل إنهاء العقد مع اللاعب الإسرائيلي – الذي وقعه في سبتمبر 2023 لمدة 3 مواسم – فسيدفع أكثر من مليون دولار له كشرط جزائي.

وعلى وقع الأزمة، وصف وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلية يوآف جالانت، معاملة اللاعب في تركيا بأنها تنطوي على نفاق ونكران للجميل، على حد قوله.

وفي منشور على منصة إكس، ذكّر الوزير الإسرائيلي، تركيا بالمساعدة السريعة التي قدمتها إسرائيل لها في أعقاب الزلزال الكارثي الذي ضرب جنوبي البلاد العام الماضي.

ودعت إسرائيل رعاياها إلى مغادرة تركيا منذ بدء الحرب على قطاع غزة بسبب التأييد الكبير للفلسطينيين فيها.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية واتحاد كرة القدم الإسرائيلي، أكدا في وقت سابق الإثنين، أنهما يعملان على الإفراج عن جيهزقيل وعودته إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن.

وأفاد التلفزيون الحكومي التركي بالنسخة الرياضية (تي أر تي)، اليوم الإثنين، بأن السلطات أفرجت عن اللاعب الإسرائيلي جيهزقيل، وقررت ترحيله من البلاد، بعد اعتقاله على خلفية تضامنه مع الرهائن المختطفين في غزة.

وأوردت محطة التلفزيون التركية الخاصة (أن تي في)، أن إسرائيل أرسلت طائرة خاصة لنقل جيهزقيل إلى الدولة العبرية.

وقال اللاعب الإسرائيلي خلال استجوابه: لم استفز أحداً، أنا لست مؤيداً للحرب، ثمة رهائن إسرائيليون في غزة.

ويجد لاعب كرة القدم الإسرائيلي إيدن كارزيف نفسه أيضا في عين العاصفة في تركيا، الإثنين، بسبب نشره عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي صورة بخلفية سوداء مكتوب عليها الرقم (100) باللونين الأبيض والأصفر، وتحته عبارة (أعيدوهم إلى الديار الآن)، في إشارة إلى الرهائن.

ومن جانبه، أعلن نادي باشاك شهير في أسطنبول المعروف بقربه من الرئاسة التركية فتح تحقيق انضباطي في حق كارزيف بعد هذا المنشور.

وخلال الهدنة الإنسانية التي عقدت أواخر نوفمبر بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، كان قد جرى الإفراج عن أكثر من 100 رهينة.

واندلعت الحرب مع شن حماس في السابع من أكتوبر هجوما غير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة أودى بحياة نحو 1200 إسرائيليًّا، فيما اقتيد خلال الهجوم نحو 250 رهينة إلى قطاع غزة لا يزال 132 منهم محتجزين، بينهم 25 على الأقل قتلوا، وفقا لسلطات الاحتلال الإسرائيلية.

في المقابل، ردت إسرائيل بقصف مكثف وعمليات برية أدت إلى استشهاد أكثر من 24 ألف فلسطيني، غالبيتهم مدنيين، وبينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.