الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل|غضب إسرائيل عارم.. ماذا يعني تفعيل المادة ٩٩ من ميثاق الأمم المتحدة بشأن غزة؟

الرئيس نيوز

أحدثت الخطوة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في مجلس الأمن، حالة من الغضب الرسمي الإسرائيلي التي وصلت إلى اتهامه من قبل سفير دولة الاحتلال في الأمم المتحدة، بالتدني الأخلاقي، فيما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، جوتيريش إلى الاستقالة. 

خطوة جوتيريش هي الأولى من نوعها؛ إذ أحال ملف الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مجلس الأمن بحكم المادة ٩٩ من ميثاق الأمم المتحدة. 

وتمنح المادة 99 الأمين العام صلاحية "لفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أعضاء مجلس الأمن على تجنب وقوع كارثة إنسانية في القطاع المحاصر.

وقال المتحدث باسم جوتيريش، ستيفان دوجاريك، في بيان، إن غوتيريش سلّم رسالة إلى رئيس مجلس الأمن خوسيه دي لا جاسكا، أمس الأربعاء، استشهد فيها بالمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
أوضح دوجاريك: "هذه هي المرة الأولى التي يفعل فيها أنطونيو غوتيريش ذلك منذ أن أصبح أمينا عاما في عام 2017".

وتمنح المادة 99 الأمين العام صلاحية "لفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".

وقال غوتيريش، في رسالته، إن الصراع خلق "معاناة إنسانية مروعة ودمارا ماديا وصدمة جماعية في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة".

وسلّط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على "محنة المدنيين في غزة"، الذين قال إنهم يواجهون "خطرا جسيما يوميا"، وأضاف: "لا توجد حماية فعالة للمدنيين، لا يوجد مكان آمن في غزة."

وتابع: "وسط القصف المستمر من قبل القوات الإسرائيلية، وبدون مأوى أو الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، أتوقع أن ينهار النظام العام قريبا بسبب الوضع اليائس، مما يجعل المساعدة الإنسانية المحدودة مستحيلة"، محذرا من أن الوضع "قد يتفاقم ويصل انتشار الأمراض إلى أبعاد وبائية، ويؤدي النزوح الجماعي إلى خلق ضغوط على البلدان المجاورة".

وفي الفقرة الختامية من رسالته، حث أعضاء مجلس الأمن على "الضغط من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية"، ودعم دعوته لوقف إطلاق النار الإنساني في غزة.

ردود فعل مرحبة

من جانبه، عبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، عبر "إكس"، عن تأييده لمبادرة جوتيريش، وأضاف أن لجوء الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن وفق المادة ٩٩ من الميثاق لأول مرة منذ توليه منصبه "يشهد على فداحة الموقف، ولابد أن يتحمل المجلس مسؤوليته بعد هذا الإفشال المتكرر".

في المقابل، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، عبر منصة "إكس"، إن جوتيريش "بلغ مستوى جديدا من التدني الأخلاقي" لاستخدامه المادة 99، وأضاف أن الأمين العام قرر "تفعيل هذه المادة بشكل نادر فقط عندما يسمح له بالضغط على إسرائيل".

ووصف إردان خطوة جوتيريش بأنها "دليل إضافي على الانحراف الأخلاقي للأمين العام وانحيازه ضد إسرائيل"، وكرر دعوته للأمين العام إلى الاستقالة على الفور.

كما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى استقالة جوتيريش، قائلا إن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة "تشكل خطرا على السلام العالمي".

وكتب كوهين، على إكس، أن قرار جوتيريش بتفعيل هذا المادة هو "تأييد لقتل كبار السن واختطاف الأطفال واغتصاب النساء".

واندلع خلاف دبلوماسي غاضب بين إسرائيل والأمم المتحدة في أكتوبر حيث دعا مسؤولون إسرائيليون إلى استقالة جوتيريش بعد أن قال إن هجمات "حماس" في 7 أكتوبر "لم تحدث من فراغ".

وتسببت حرب إسرائيل الهمجية إلى استشهاد نحو ٢٠ ألف فلسطيني بينهم نحو ٧٠٠٠ طفل، و٤٠٠٠ امرأة. وبدأ جيش الاحتلال في هجوم بري على القطاع لكنه حتى الآن لا يزال يراوح مكانه؛ في ظل مقاومة شديدة رصدتها كاميرات المقاومة من المسافة صفر. 

وتقول تقارير إن قتلى جيش الاحتلال منذ الهجوم البري بلغ نحو ٥٠٠ جندي، وهو الرقم الكبير جدا الذي لن يستطيع نتنياهو تحمل فتورته السياسة في ظل كذلك فشل تحرير الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.