كيف أظهر اقتحام مستشفى الشفاء الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي؟
أكد اللواء فايز الدويري؛ الخبير العسكري أن الفيديو الذي عرضته إسرائيل قبل اقتحام مستشفى الشفاء يدعي أن قيادة حماس أنشأت مراكز قيادة أسفل مستشفى الشفاء.
وقال الدويري خلال تحليله للوضع الميداني في قطاع غزة على قناة "الجزيرة": "إذا اخذنا بمصداقية التصريحات الإسرائيلية الأولى حول وجود مركز قيادة أسفل مستشفى الشفاء فهي معلومات فاشلة وبالتالي العملية بنيت على معلومات استخبارية خاطئة".
وأضاف: "الاحتلال فشل في معرفة النوايا قبل 1973 كما فشل في السابع من أكتوبر؛ ولكن حين تقول قوات الاحتلال إن مستشفى الشفاء هي مركز لحركة حماس فهو يعني أنه يمتلك معلومات خاطئة تماما".
وتابع: "الفيديو الذي انتجته إسرائيل وأشار إلى وجود مراكز قيادة أسفل مستشفى الشفاء لم يصدر دون معرفة رئيس الوزراء الإسرائيلي وجيش الاحتلال؛ وأقول إن الفيديو الاخر الذي عرض الأسلحة والتي ادعت إسرائيل بأنها موجودة في مستشفى الشفاء ربما نقلوها على متن مركبة من طراز إيتان".
وواصل: "أحيانا تقدم معلومة مضللة لبناء مشروع اخر عليها؛ مثلما فعلت الولايات المتحدة مع العراق وكذبة أسلحة الدمار الشامل؛ ربما مرر الاحتلال الفيديو لتدمير كل مظاهر الحياة في شمال قطاع غزة".
وأكمل: "الاحتلال يقوم بعملة تدمير ممنهج في قطاع غزة؛ واحد المسؤولين الإسرائيليين قال إنه يريد شمال غزة بمثابة منطقة عازلة؛ لقد خدمت لمدة 36 سنة في القوات المسلحة وكان الوهم يتملكني بشأن جيش الاحتلال وقوته وثبت أنه ليس الجيش الذي كنت اعتقده؛ غزة محاصرة من كل الجوانب ولازالت تقاتل بعد 41 يوم".
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس مجمع الشفاء الطبي، بعد حصار دام أيام وغارات ليلية استهدفت محيط المجمع.
وطوقت الدبابات الإسرائيلية كل الطرق المؤدية إلى المجمع الطبي، كما ضيقت الخناق على بواباته كما قصفت المجمع بالأسلحة الثقيلة وقتلت واصابت عدد من المدنيين.
وأفادت تقارير إعلامية أن أكثر من 100 عسكري إسرائيلي اقتحموا حرم المستشفى بآلياتهم العسكرية، وبدأ بعضهم في عمليات تفتيش واسعة النطاق شملت استجواب المرضى والطواقم الطبية، وكذلك النازحين داخل المستشفى.
وأفاد مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد أبو سليمة، إن قوات الاحتلال خرجت لاحقا من داخل المجمع.
وذكر أبو سليمة في تصريحات تلفزيونية، إن الاحتلال انسحب من المجمع ولكن الدبابات والقوات تتمركز في محيطه بشكل كامل.
