الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تحليل: قمة القاهرة للسلام كشفت الخلاف العميق بين العرب والغرب

الرئيس نيوز

سعت القاهرة والعواصم العربية الشقيقة إلى أن تكون قمة القاهرة للسلام التي استضافتها مصر، السبت الماضي، تحركًا دبلوماسيًا مؤثرًا نحو وقف إطلاق النار في غزة، وفي أثناء الانهماك في هذه المهمة، كشفت القمة عن الانقسام العميق بين الدول العربية والغرب بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي خطاباتهم الافتتاحية أمام القمة، السبت الماضي، اتفق قادة العرب ومندوبو الدول الغربية المشاركين في القمة على الحاجة إلى وصول المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة، المحاصرين والذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، وفقًا لتحليل نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وسعت القمة إلى إدانة إسرائيل، وهو ما رفضته الدول الغربية، وبدلًا من ذلك، سعى مندوبو الدول الغربية إلى إصدار بيان يحمل حركة حماس “مسؤولية التصعيد”، وهو ما رفضته الدول العربية.

وأوضحت قمة القاهرة بشكل مثالي خطوط الصدع العميقة بين الغرب والعالم العربي والجنوب العالمي على نطاق أوسع، حيث لم تضعف عقود من الصراع المستمر من "إيمان العرب بالقضية الفلسطينية وضرورة استمرار الكفاح المسلح".

وعلى الرغم من تزايد قائمة الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، إلا أن المشاعر الشعبية المعادية لها ظلت قوية واندلعت احتجاجات حاشدة لدعم الفلسطينيين في المنطقة وخارجها، حيث خرج المصريون إلى ميدان التحرير الشهير في القاهرة يوم الجمعة للمرة الأولى منذ سنوات بعد حظر الاحتجاجات في البلاد.

وفي المغرب – الذي وقع مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين على اتفاقات أبراهام لعام 2020 بوساطة أمريكية، وأقام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل – هتف عشرات الآلاف من المتظاهرين: “لا للتطبيع” وفيما أُطلق عليها اسم "جمعة الغضب"، هتفت الحشود في البحرين "الموت لإسرائيل"، وحُرِقَ العلم الإسرائيلي في مصر في عطلة نهاية الأسبوع في تظاهرات حاشدة بالعديد من المدن وفي جميع أنحاء العالم العربي، لا يزال التضامن مع الفلسطينيين أحد الأسباب القليلة القادرة على حشد الإجماع وحشد العمل السياسي.

واندلعت الحرب في أعقاب الهجوم المباغت الذي شنه فلسطينيون انطلاقًا من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واحتجاز حوالي 212 رهينة من جميع الأعمار ولا يزال قصف الاحتلال لغزة مستمرًا ولا يزال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل بعض ضيوفه الغربيين في المخابئ تحت وابل من آلاف الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيين على المستوطنات الإسرائيلية والأراضي المحتلة.

وقال دبلوماسيون إن نقطة الخلاف الأخرى هي رغبة الدبلوماسيين الغربيين في الدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون في غزة، وقال دبلوماسيون إن الدول العربية، وفي مقدمتها قطر، تتفاوض بشأن إطلاق سراحهم في محادثات مستمرة، مع استمرار عقود من دبلوماسية الإسعافات الأولية التي لم تؤدي بعد لإيجاد “حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية”.

وشنت إسرائيل هجوما قالت إنه يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس وتعهدت بالقضاء على المقاومة وأدت الحملة في غزة، إلى الآن، إلى استشهاد أكثر من 4600 فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وحولت مساحات واسعة من الأراضي المكتظة بالسكان إلى أنقاض بالإضافة إلى ذلك، قالت إسرائيل إن هجمات قوات الاحتلال أسفرت عن سقوط 1500 فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد غزو 7 أكتوبر.