الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| مؤتمر القاهرة للسلام.. خبراء يوضحون أبرز ما تطمح إليه مصر بشأن القضية الفلسطينية

الرئيس نيوز

حراك مصري منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى التي تعد نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن لغة القاهرة الرافضة للعدوان الغاشم على قطاع غزة الفلسطيني، والتي تعد الأجرأ من بين المواقف الأخرى.

وخلال وقت سابق دعت مصر لمؤتمر إقليمي دولي لمناقشة تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية. 

وتلوح إيران بالدخول المباشر على خط المواجهة؛ إذا لم تتوقف إسرائيل عن عدوانها الغاشم على قطاع غزة، وقال قوات الحرس الثوري الإيراني إن صبرها بات ينفد. ومن شأن ذلك أرسلت أمريكا حاملة الطائرات الأمريكية جيرهارد التي تعد الأكبر في العالم إلى المتوسط كرسالة ردع لإيران لمنع دخولها في الحرب.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، محمد حسين يقول لـ"الرئيس نيوز" إن المؤتمر يستهدف في المقام الأول الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، خاصة أن الرئاسة المصرية باتت تتبنى موقف أن الحرب على قطاع غزة تجاوز الدفاع إلى العقاب الجماعي وهو الأمر المرفوض جملة وتفصيلا. 

تابع: "ظني أن مصر ستطالب من أمريكا الضغط على إسرائيل لوقف الحرب، وعدم تطبيق سياسة انتقامية ضد المدنيين العزل لتحقيق أي مكاسب سياسية في الشأن الداخلي الإسرائيلي". 

أما الكاتب الصحفي، عبدالحليم قنديل يقول للرئيس نيوز: "كل هذه التحركات هي دبلوماسية سياسية بين قوسين ثقيلين لا ينتظر منها في حدها الأقصى إلا محاولة وقف إطلاق النار في جولة الحرب هذه. أما التطلع إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما تعلن السياسة المصرية إنها تطلع إلى عقد مباحثات سلام، وأنها تتطلع إلى التوصل لخطوة في إطار حل الدولتين فهو أمر مستبعد لا يمكن تطبيقه؛ لماذا لأن الحكومة الإسرائيلية أعلنت في أكثر من مرة أنه لا دولة فلسطينية، ففي الضفة الغربية الحكومة الإسرائيلية بسطت يدها على كل شيء، عبر التوحش الاستيطاني الذي يبتلع الأرض بشكل مرعب". 

تابع: "كل هذا يعني أننا بصدد التوصل إلى هدنة موقوتة، وأن قطار الحرب سوف تتواصل جولاته، لكن بعد أن اختلفت موازين القوى، وأن التصور بأن إسرائيل قوة لا مثيل لها، سقط إلى الأبد. كما سقط أي وهم بأن تقوم أمريكا بأي دور وسيط؛ لأن أمريكا هي إسرائيل باختصار. ونزلت بقوات على الأرض مع قوات الاحتلال". 

أضاف: "دعوات التطبيع وصلت إلى طريق مسدود، فالذين كانوا يريدون الاحتماء بإسرائيل تكشفت حقيقتها. بأنها كيان أوهى من بيت العنكبوت". يقول: "طوفان الأقصى أحدث زلزالا داخل الكيان وأربك المطبعين الجدد، بأن اعتمادهم على إسرائيل كقوة كبيرة في المنطقة غير صحيح".

وأكد قنديل: "حتى الآن الموقف المصري الأجرأ والأحسن في اللغة، لكن نظل ننتظر ما هو أكثر من ذلك، على مستوى الدور. فالحلف الأمريكي الإسرائيلي يريد تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، والموقف المصري في هذه الجزئية صحيح تماما، لأن من شأن ذلك تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها؛ فبعد تخلي الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية، مصر تدرك تماما أن عماد القضية الفلسطينية الأن هو شعبها، وإذا ما تم تهجير السكان تم بذلك تفريغ القضية تماما. فرأس مال القضية الفلسطينية هو شعبها". 

وأضاف: "من هذا المنطلق ظهر تطور كبير في لغة المفاوض المصري، وفي لغة الرئاسة. صحيح لا أحد يريد دفع مصر إلى حرب في هذه الظروف، لكن مصر لا تستطيع أن تدير ظهرها لما يحدث في فلسطين على الرغم من أن الأدوار التي كانت تلعبها في السابق أصبح يحيطها العديد من التحديات بينها أن الطريق لم يعد مفتوحا للتوسية الشهيرة المعروفة بحل الدولتين". 

وعن الحضور المتوقع، قال قنديل: من الصعب الجزم به لكن ظني أنها ستكون مظاهرة سياسية، لكن من العقل أن تكون دولة مثل إيران حاضرة المؤتمر يوصفها دولة تدعم حركات المقاومة بشكل أو بآخر. ومن العقل أيضا أن تراجع السياسة المصرية أوراقها في المنطقة، بعد أن توحش الدور الإيراني وأصبح متحكما في العديد من الملفات. فتوحش النفوذ الإيراني كان على حساب تراجع الدور المصري وليس النفوذ السعودي أو الخليجي". 

واختتم: "من كان له نفوذ في المشرق العربي هو مصر، وكانت مفارقة التاريخ الظاهرة أنه في العام ١٩٧٩ حينما وقعت مصر اتفاق السلام مع إسرائيل، والتي كان من أفدح نتائجه خروج مصر من خط المواجهة، حدثت الثورة الإيرانية أو الثورة الخمينية، التي أدخلت إيران إلى خط المواجهة مع إسرائيل. نتيجة أن المنطقة التي كانت تقاد من قلبها من مصر باتت تقاد من أطرافها من إيران". 

وفي سياق متصل، ألغيت قمة أردنية أمريكية مصرية فلسطينية، كانت مقررة لمناقشة التصعيد في الأراضي المحتلة. 

صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، تقرر إلغاء القمة الرباعية التي كان مقرراً انعقادها في العاصمة الأردنية عمان اليوم الأربعاء ١٨ أكتوبر، على ضوء قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني جراء هذا القصف.