الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

رسائل "جولدا" الخبيثة.. الفيلم اعترف بهزيمة إسرائيل وحاول "دس السم في العسل" بترويج أكاذيب

الرئيس نيوز

جدل واسع أثاره الفيلم الإسرائيلي "جولدا" الذي عرض لأول مرة في مهرجان برلين بدورته الماضية في فبراير 2023، كما افتتح مهرجان القدس السينمائي في يوليو، ثم طرح للعرض السينمائي في عدد من الدول منها الولايات المتحدة الأمريكية، بالتزامن مع عرضه عبر منصة "نتفلكس"، والفيلم من إخراج الإسرائيلي جاي ناتيف، وكتبه نيكولاس مارتن، وتجسد شخصية رئيسة وزراء إسرائيل "جولدا مائير" الممثلة البريطانية هيلين ميرين، ويشارك في بطولته كاميل كوتين وليف شريبر.

بوستر الفيلم

الفيلم لا يقدم سيرة ذاتية لرئيسة وزراء إسرائيل جولدامائير من الميلاد وحتى الموت، ولكنه يقدم أحداث درامية مكثفة لحالتها على هامش الحرب، بالإضافة إلى بعض التفاصيل الشخصية، منها المرض ولحظات العلاج بالتزامن مع الأحداث، كما ركز الفيلم على توضيح الجانب الإنساني لها ومدى تأثرها بالضحايا من أبناء شعبها وشعورها بالذنب تجاه كل مفقود أو أسير أو قتيل، بهدف خلق حالة من التعاطف معها.

يبدأ الفيلم في 5 أكتوبر 1973، عشية بداية الحرب، حيث تتلقى جولدا معلومات تفيد بأن السوريين والمصريين يستعدون للهجوم، وتدور الأحداث في إطار زمني ضيق خلال الأسابيع الثلاثة بين اندلاع حرب أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار.

على الرغم من أن الفيلم يعترف بالإنتصار المصري والسوري على إسرائيل في حرب أكتوبر، ويوثق لأيام الحرب كاملة من داخل الغرف المغلقة للحكومة الإسرائيلية ورئيستها، إلا أن صناع الفيلم يتعاملون معه بطريقة "دس السم في العسل" في محاولة منه لإظهار نصر أكتوبر انتصارا منقوصا، والترويج لأكاذيب حول قدرة الجيش الإسرائيلي على تحويل الهزيمة إلى انتصار.

الفيلم استخدم بعض المشاهد الحقيقية من الجبهة، بالإضافة لمشاهد تبادل الأسرى واستلام رفات الجنود الإسرائيليين، كما استخدم أصوات اللاسيلكي للقادة الاسرائيليين من داخل مركز القيادة للجيش في وجود كبار القادة، وعلي رأسهم جولدا مائير نفسها التي قال عنها بن جوريون انها الرجل الوحيد في الحكومة، كما استعرض بعض التسجيلات لأجهزة التصنت والتي كشفت ما ذاقه الإسرائيليين علي يد فرق المشاه والمدرعات المصرية، الذين نصبوا لهم كمين وقضوا علي ثلثي القوات المهاجمة (سقط تقريبا ٢٠٠ دبابة من ٣٠٠) لينتهي المشهد بصوت أحد الضباط المصريين عبر اللاسلكي الإسرائيلي معلنا إبادة القوات الإسرائيلية المهاجمة والتي سعت لتطوير الهجوم، لتنهار مع كلماته جولدا مائير التي لقبها الإسرائيليين بالمرأة الحديدية.

كشف الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل 

أبرز ما حاول صناع الفيلم ترويجه من أكاذيب هو أن الجيش الإسرائيلي كان قادرا على دحر الجيش الثالث المصري في الثغرة بعد حصاره ولكنهم تراجعوا خوفا من التدخل الروسي في الحرب، كما تطرق الفيلم إلى الدعم الكامل التي تسعي إسرائيل للحصول عليه من أمريكا ومنها الجسر الجوي، ثم ما حدث في مقابلة جولدا مائير مع وزير الخارجية الأمريكي هنرى كيسنجر الذي يلعب دوره "ليف شرايبر"، وإصرارها على أن تتخذ أمريكا موقفا واضحا في دعم إسرائيل، خاصة أن كسنجر كان يهودي الديانة.

يشارك في الفيلم أيضا الإسرائيليان ليئور أشكنازي في دور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ديفيد "دادو" العازار، ورامي هوبرغر في منصب وزير الدفاع موشيه ديان، ويكشف مدى الخلاف بينهما والصراع على الاستئثار بالقرار.

ومن أبرز الرسائل الخبيثة التي يحاول الفيلم ترويجها، هو الادعاء بأن أشرف مروان كان جاسوسا مخلصا لإسرايل على حساب مصر، وهي المحاولة الدائمة التي يحاول الإسرائيليين ترويجها وتأكيدها في العديد من الأعمال الفنية التي تقدم عن الحرب.

الفيلم حاول أيضا أن يروج لمدى قوة إسرائيل استخباراتيا، ويحاول اثبات أن القيادة السياسية كانت تعلم جيدا بموعد الحرب، لولا تدخل موشيه ديان واصراره على أن العرب غير قادرين على مواجهة الجيش الإسرائيلي.

يذكر أن مراجعات الفيلم النقدية بعد عرضه في مهرجان برلين لم تكن جيدة، حيث كتب الناقد بيتر برادشو في الجارديان: "كفيلم حرب، إنه ممل، وكدراما مؤثرة سياسية فإنها دراما باهتة، وشخصية مائير قدمت بسطحية، والمرة الوحيدة التي كاد فيها الفيلم أن ينبض بالحياة عندما تجري مائير محادثات خاصة مع هنري كيسنجر".