الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

القصة الكاملة لـ «عُمرة البدل».. تعليق من دار الإفتاء على القضية المثيرة للجدل

العمرة
العمرة

حالة من الجدل أثيرت على مواقع السوشيال ميديا بعدما قام أحد الدعاة الإسلاميين بالحديث عن "عمرة البدل"، حيث يمكنك أن تدفع لحج أو عمرة عن والدك المتوفى من خلال أبلكيشن على الهاتف المحمول، ليس هذا فحسب يمكنك أن تختار إذا كانت العمرة في شهر رمضان ويصل ثمنها إلى 8000 جنيه، أو عمرة في الأيام العادية وهي بـ 6000 جنيه، أو عمرة مستعجلة ويصل ثمنها إلى 10000 جنيه.

وقال الداعية الإسلامي، أمير منير، أنه قام بأكثر من عمرة بدلًا عن والده المتوفي، ولكنه اكتشف أنه لم يقم بأداء عمرة لشقيقه المتوفي نظرًا لمشاغل الحياة.

وأوضح أنه بالبحث وجد أمر جديد ظهر مؤخرًا عبارة عن عمرة البدل، والتي يمكن القيام بها من خلال تطبيق يقوم الشخص بالحجز عليه وطلب العمرة لأحد من أقاربه.

وأوضح أنه يمكن لأي شخص تحميل التطبيق ثم الدخول عليه وبعد ذلك حجز العمرة، والتي تختلف أنواعها على التطبيق، ما بين «عمرة عادية – أو عمرة في شهر رمضان – أو عمرة مستعجلة».

وقال إن العمرة العادية ليس لها وقت معين ولكن يتم أدائها بعد طلبها بفترة، أما عمرة رمضان فيتم أدائها خلال الشهر الكريم، بينما العمرة المستعجلة، فيتم أدائها في نفس اليوم الذي تم طلبها فيه.

فى أول تعليق لها قالت داء الافتاء أن ن المقرَّر أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع العبادات من فرائض ونوافل لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتعالى، وتهذيب النفس البشرية. ولا بدَّ للإنسان أن يستحضر تلك المقاصد والمعاني أثناء عبادته وتوجُّهه إلى ربه- جل وعلا، ومن باب التيسير على الأفراد، وبخاصة المرضى وأصحاب الأعذار، نجد أنَّ الشريعة قد أجازت الإنابة في أداء بعض العبادات بشروطٍ معينة».

وأضافت: «وإذا كنَّا نجد في بعض المذاهب الفقهية جواز الاستئجار على أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، فإنَّ الفقهاء كانوا يتكلمون عن حالات فردية لم تتحول إلى ظاهرة، وكذلك لم تتحول إلى وظيفة أو تجارة للبعض يتربَّحون منها، ولم نجد على طول السنين الماضية من تفرَّغ لأداء هذه العبادات مقابل أجر، فضلًا عن أن يصبح وسيطًا (سمسارًا) بين الراغب في العمرة مثلًا وبين من سيؤديها عنه». 

وتابعت: «فإن من الأمور اللازمة في الإنابة أن يختار الشخص الصالح الموثوق بأمانته، ولا يتساهل فيجعل عبادته بِيَد من لا يعرف حاله، وهذا لا يحصل بالطبع إذا كان التعامل عبر تطبيقات أو وسطاء كل شغلهم واهتمامهم تحقيق الربح، فهذا مما لا يليق مع شعائر الدين التي قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}».

واختتمت: «وما حدث من استهجان واستنكار من عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة لهو دليل على وعي الجمهور ورفضهم لتحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار خشوع، هذا الوعي الجماهيري هو جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما مُستنكَر وخارج عن المألوف».