السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تفاصيل انضمام 6 دول بينها مصر والسعودية والإمارات إلى تجمع بريكس

الرئيس نيوز

قررت مجموعة بريكس، اليوم الخميس، زيادة عدد أعضائها عبر دعوة كل من السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا إلى الانضمام، مما يحوّل المجموعة إلى تكتل يسيطر على نحو ثلث الاقتصاد العالمي.

ومع هذا التوسع الذي يعد الأول منذ 2010 وهو تاريخ انضمام جنوب أفريقيا للمجموعة؛ سيزيد عدد الدول المنضوية إلى 11 عضوًا، بعدما كانت تضم روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إن المجموعة توصلت بعد مناقشات طويلة إلى اتفاق للمبادئ والمعايير والإجراءات لعملية التوسيع، ووصلت إلى إجماع على المرحلة الأولى من عملية التوسيع، التي ستتبعها مراحل لاحقة.

وأضاف رامافوزا، غي كلمة بختام قمة بريكس في مركز ساندتون للمؤتمرات في العاصمة جوهانسبرج، أن المجموعة اتخذت قرارًا بدعوة الأرجنتين، ومصر، وإثيوبيا، وإيران، والسعودية، والإمارات، ليصبحوا أعضاء كاملي العضوية في المجموعة.

وتلتحق كل من إيران والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين وإثيوبيا اعتبارا من الأول من يناير 2024 بمجموعة الدول الناشئة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم.

تحوّل بريكس إلى تكتل يسيطر على نحو ثلث الاقتصاد العالمي

ووفقًا لحسابات البنك الدولي؛ فإنَّ الناتج المحلي الإجمالي للسعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وإثيوبيا مجتمعة وصل في العام 2022 إلى نحو 3.2 تريليون دولار، تضاف إلى نحو 26 تريليون دولار للدول الخمس الموجودة أصلًا في المجموعة، في حين أن تقديرات البنك للناتج الإجمالي العالمي بلغت نحو 100 تريليون دولار.

اتُّخذ قرار زيادة الأعضاء خلال اليوم الثاني من قمة بريكس في جنوب أفريقيا أمس الأربعاء، بعدما أبدت الهند تأييدها لعملية التوسيع على أساس التوافق.

وكانت الصين هي المحرك الرئيسي وراء إضافة المزيد من الأعضاء، لكنَّ الهند، التي تشعر بالقلق من أن جارتها القوية يمكن أن تسيطر على المجموعة، دعت سابقًا إلى اتباع نهج حذر.

أما الرئيس الصيني شي جين بينج؛ طالب في كلمته خلال اليوم الثاني من قمة بريكس بالإسراع بخطة التوسيع لضم المزيد من الدول، معتبرًا أن عملية التسريع ستجلب الكثير من الدول إلى تجمع بريكس.

وأشار إلى أنه يتوجب على دول مجموعة بريكس العمل كدول وتعزيز التعاون الدولي، مطالبًا بتعزيز التعاون بين دول المجموعة في المجالين السياسي والأمني، معتبرًا أن عقلية الحرب الباردة تشكل مصدر قلق في عالمنا، وأنه من الضروري الالتزام بالقوانين الدولية، وليس الخضوع لإملاءات الدول القوية.

ترحيب واسع من الدول الجديدة في بريكس

وفي ردود فعل الدول الملتحقة بالمجموعة، ثمّن الرئيس عبد الفتاح السيسي إعلان بريكس عن دعوة مصر للانضمام لعضويتها، مؤكدا أنه يتطلع للتعاون مع التجمع لتحقيق أهداف تدعيم التعاون الاقتصادي.

ومن جانبه، قال رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر منصة X (تويتر سابقًا)، إن بلاده تقدّر موافقة قادة مجموعة بريكس على ضم دولة الإمارات إلى هذه المجموعة المهمة، معربًا عن تطلعه للعمل من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم.

وثمّن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الدعوة التي صدرت من مجموعة بريكس، مشيراً إلى أنها أتت بناء على المكانة الاقتصادية والسياسية الكبيرة للمملكة، وثقلها الدولي، منبهاً إلى أن مشاركة السعودية في أي تكتل يعزز من تنافسية هذه التكتلات، بحكم الحجم الاقتصادي للمملكة، وموقعها التنافسي المهم والاستراتيجي.

وبدوره، رحب محمد جمشيدي المستشار السياسي للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عبر منصة X، بانضمام بلاده إلى المجموعة ووصفه بأنه حدث تاريخي ونجاح استراتيجي للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية.

إلى ذلك، قال أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا عبر منصة X، إن قرار مجموعة بريكس دعوة إثيوبيا للانضمام إليها لحظة عظيمة، وإن بلاده تريد التعاون من أجل نظام عالمي شامل ومزدهر. 

وبحسب مصدر مسؤول، فإن اختيار 6 دول لعضوية تجمع بريكس بينها مصر والإمارات والسعودية جاء من بين أكثر من 20 دولة تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة.

ما هي الدول التي طلبت الانضمام لـ بريكس؟

الدول التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام هي أفغانستان والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنجلاديش وبيلاروسيا ومصر وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والمكسيك ونيكاراجوا ونيجيريا وباكستان والمملكة العربية السعودية والسنغال والسودان وسوريا والولايات المتحدة، والإمارات وتايلند وتونس وتركيا وأوروجواي وفنزويلا وزيمبابوي.

وقال المصدر لـ"الرئيس نيوز"، إنه كان هناك إجماع تام من قبل دول بريكس على انضمام السعودية والإمارات، مؤكدًا أن دولة جنوب إفريقيا هي التي دعمت بقوة الطلب المصري، معللة ذلك بناتج البلاد المحلي وموقعها الاستراتيجي وكتلتها السكانية الكبيرة.

وأوضح أن انضمام دول جديدة لتجمع بريكس أمرًا إيجابيًا، فهو يتيح لها خيارات أخرى بعيدًا عن قطبية الولايات المتحدة، والتفوق القيمي الذي يتشدق به الاتحاد الأوروبي في كل تعاملاته، حتى العسكرية، ويمنحها أفضلية في التعامل مع الدول الأعضاء والحصول على دعمهم (أو قروض منهم) في مختلف القضايا.

الأهمية الاقتصادية لضمّ أعضاء جدد لتجمع بريكس

بحسب بيانات صندوق النقد الدولي، سيمثل الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة بريكس في 2023 نحو 29% من الاقتصاد العالمي، وذلك بعد موافقة التكتل على توسيع عضويته.

واستحوذ حجم التجارة التي استحوذت عليها الإحدى عشرة دولة التي ستكون ضمن مجموعة بريكس في عام 2022 على نحو خمس تجارة العالم، وتستحوذ الصين على النصيب الأكبر منها بحجم تجارة يبلغ 5,744 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو 11.6% من حجم التجارة العالمية، ووفقاً لبيانات صندوق النقد.

وأظهرت بيانات صندوق النقد أن قيمة التبادل التجاري بين السعودية ودول مجموعة بريكس عام 2022 مثّلَت نحو 38% من إجمالي التجارة الخارجية للسعودية.

وفي ما يخص التبادل التجاري بين مصر ودول التكتل بعد توسعه، فقد مثّل نحو ثلث حجم تجارة مصر مع دول العالم.

عملة بريكس الموحدة مقابل الدولار

ترى الدول الأعضاء أن عملة بريكس التي لا تزال تحت التطوير يفترض أنها تسمح لدول المجموعة بفرض سيادتها الاقتصادية أمام الدولار وتقليل اعتماد اقتصادات العالم على نظام العملة الأمريكية المهيمن.

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن نفوذ تجمع بريكس في العالم سيستمر في توسع المجموعة.

وأضاف بوتين، خلال كلمة في قمة بريكس بجنوب إفريقيا الخميس، أن مسألة تسوية عملة موحدة لدول المجموعة هي مسألة صعبة وسنتحرك نحو حل هذه المشاكل.

وفي مارس 2023، قال ألكسندر باباكوف، نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، في نيودلهي إن روسيا تقود الآن تطوير عملة جديدة، سيتم استخدامها للتجارة عبر الحدود من قِبل دول بريكس.

كانت روسيا أول دولة تصادق على اتفاقية لإنشاء تجمع احتياطي من العملات الأجنبية بقيمة 100 مليون دولار، هذا التجمع، المعروف باسم ترتيب الاحتياطيات الطارئة، هو في الأساس مخزن للعملات الأجنبية يمكن لأي دولة من دول بريكس الانغماس فيها إذا احتاجت إلى ذلك.

وتحاول الدول الأعضاء من خلال هذه العملة أن تضغط على الدولار الأمريكي، وأن تنهي اعتماد الدول النامية على الدولار. 

وتأمل الدول أن يصبح اقتصاد العالم متعدد الأقطاب ويميل النظام المالي العالمي من الغرب إلى الشرق.

وقال الدكتور عمرو سليمان أستاذ الاقتصاد في جامعة حلوان، إن وجود عملة موحدة لتحالف بريكس غير قابلة للتطبيق العملي في الوقت القريب؛ الأمر يحتاج مجموعة من خطوات التكامل الاقتصادي، ويجب توحيد سياسات التجارة الخارجية.

وأضاف سليمان لـ"الرئيس نيوز"، أن العملة الموحدة تعني وجود سياسات مالية موحدة بين الدول ومعدلات تضخم متشابهة؛ الحديث عن عملة موحدة هو حل لا يلوح في الأجل القريب ولكن يمكن الحديث عن صفقات متكافئة أو تكامل اقتصادي بين دول بريكس.

وأشار إلى أن كسر هيمنة الدولار هو أمر ممكن، ولكن ليس في الأجل القصير، لأنه لازال العملة الدولية الأولى في معاملات التجارة الخارجية بين الدول، وهو العملة الرئيسية لصادرات السلع الأهم في العالم سواء كان النفط أو الذهب أو اشباه الموصلات والصادرات التكنولوجية.

ما هو تجمع بريكس؟

تأسس التحالف الاقتصادي بريكس من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين عام 2006، وعقدت أول قمة في 16 يونيو 2009، في مدينة يكاترينبورج الروسية، ثم انضمت إليها جنوب أفريقيا في 24 ديسمبر 2010.

ويُعد تجمع بريكس منظمة دولية مستقلة تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين الدول المنضوية بعضويته.

وتمثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا ما يقرب من ربع الاقتصاد العالمي وساهمت بأكثر من نصف النمو العالمي في عام 2016، وتنتج تلك الدول 30% من ما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات فيما يمثل تعداد مواطنيها 40% من تعداد العالم.

تبنت دول البريكس العديد من المبادرات لدعم التعاون فيما بينها في المجالات المختلفة، منها تأسيس بنك للتنمية برأسمال 100 مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية في الدول الأعضاء.

وتمثل مجموعة بريكس أكبر اقتصادات خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ومنذ تأسيس تجمع بريكس الذي يشكل مزيجًا من الاقتصادات الكبيرة والصغيرة، أخفق التكتل في تحويل قوته الاقتصادية المتنامية إلى نفوذ سياسي ضخم منذ أن بدأ بعقد قمم الزعماء قبل 15 سنة، لكن حالة التشرذم الراهنة في النظام العالمي، مع تفاقم الخلافات بين الولايات المتحدة والصين، والانقسامات حول الغزو الروسي لأوكرانيا، تعطيه فرصة جديدة ليصبح صوتًا أعلى لمنطقة جنوب الكرة الأرضية، وربما ينافس الولايات المتحدة وحلفاءها.