الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

إيران تعلن بدء الإفراج عن أموالها المجمدة ضمن الاتفاق مع واشنطن

الرئيس نيوز

أعلنت إيران، الجمعة، بدء عملية الإفراج عن أموال مجمدة في كوريا الجنوبية في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن تبادل سجناء بين البلدين، وسط تأكيدات أميركية على أن الاتفاق الذي وصفته بـ"الخطوة الإيجابية" لا يشمل حصول طهران على أي تخفيف للعقوبات.

وقالت الخارجية الإيرانية في بيان، نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، إن "سبل استخدام الأموال المجمدة بعد الإفراج عنها سيكون تحت تصرف طهران"، لافتةً إلى أن السلطات المختصة ستتولى عملية إنفاقها على النحو الذي تراه مناسبًا لتلبية احتياجات البلاد.

وكشفت أن "عددًا من السجناء الإيرانيين المحتجزين لدى الولايات المتحدة سيتم الإفراج عنهم قريبًا"، مشيرةً إلى أن "السجناء الأميركيين الذين تشملهم عملية التبادل لا يزالون موجودين في إيران".

وتوصلت الولايات المتحدة وإيران، الخميس، إلى اتفاق يقضي بتبادل سجناء بين البلدين والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة بقيمة 10 مليارات دولار في كوريا الجنوبية والعراق، وفق مصادر.

من جهتها، أعربت الخارجية الكورية الجنوبية، الجمعة، عن أملها في حل مشكلة الأموال الإيرانية المجمدة بـ"شكل سلس"، مشيرةً في بيان إلى أنها "تتشاور عن كثب مع الدول المعنية مثل الولايات المتحدة وإيران لحل قضية الأموال المجمدة"، معبرة عن أملها في حل القضية "وديًا".

اتفاق مشروط
وقال مصدر رسمي لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن الصفقة المبرمة للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة "تشمل قدرًا كبيرًا من الأموال المحتجزة في المصرف العراقي للتجارة".

وأضاف المصدر، أن "الأموال المجمدة في كوريا الجنوبية البالغ قدرها 6 مليارات دولار ستُحول إلى مصرف في سويسرا ثم إلى حساب مصرفي إيراني في قطر".

وأوضح المصدر، أنه وفقًا للاتفاق "لن يتم الإفراج عن السجناء الأميركيين حتى يتم تحويل الأموال الإيرانية بالكامل إلى قطر".

وتابعت الوكالة نقلًا عن مصدرها، أن "عملية تبادل السجناء، وهم 5 من إيران و5 من الولايات المتحدة، ستتم في قطر بعد أن تتحقق طهران من قدرتها على سحب أموالها من قطر".

وفي خطوة أولى فيما قد يكون مجموعة معقدة من المناورات، وفق "رويترز"، سمحت إيران لأربعة محتجزين أميركيين بالانتقال من سجن إيفين بطهران إلى الإقامة الجبرية، وذلك بحسب محامي أحدهم، لينضموا إلى خامس قيد الإقامة الجبرية بالفعل.

وقال المحامي جاريد جينسر، الذي يمثل رجل الأعمال سياماك نيازي إن موكله (51 عامًا) من بين الأميركيين الإيرانيين الذين سُمح لهم بمغادرة السجن إلى جانب رجل الأعمال عماد شرقي (58 عامًا)، وناشط حماية البيئة مراد طهباز (67 عامًا) الذي يحمل أيضًا الجنسية البريطانية.

ولم تُعلن هوية الأميركي الرابع، الذي سُمح له بمغادرة السجن، ولا الخامس الخاضع بالفعل للإقامة الجبرية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن: "أعتقد أن هذه هي بداية النهاية لكابوسهم"، لكنه لفت إلى أن "هذه ليست إلا خطوة أولى، وهناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لإعادتهم إلى الوطن".

ومن شأن السماح للخمسة بمغادرة إيران، وهو ما قد يستغرق أسابيع، أن يزيل أحد مسببات التوتر الرئيسية في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من بقاء البلدين مختلفين على قضايا تتراوح من البرنامج النووي الإيراني، إلى دعم طهران للفصائل المسلحة في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، في بيان: "تلقينا تأكيدًا بأن إيران أفرجت عن 5 أميركيين، كانوا محتجزين ظلمًا ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية".

وأضافت أن "البيت الأبيض ليس لديه المزيد لإعلانه لأن المفاوضات لإطلاق سراحهم ما زالت جارية ودقيقة".

وقال مصدر لـ"رويترز"، إنه "سيُسمح للخمسة المحتجزين بمغادرة إيران بعد رفع الحظر عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية".

انتقادات جمهورية
وذكر مصدر ثان مطلع على المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة أن "مغادرة المواطنين الأميركيين لإيران قد تستغرق أسابيع"، مرجحًا أن "يحدث ذلك في سبتمبر المقبل".

لكن المصدر شدد على أن الأموال الإيرانية "في حال تحويلها من البنوك الكورية الجنوبية إلى مؤسسة مالية أخرى، ستنتقل من حساب مقيد إلى آخر، وسيقتصر استخدامها على أغراض المساعدات الإنسانية مثل شراء المواد الغذائية أو الأدوية".

وقوبل تحويل الأموال المحتمل بانتقادات فورية من الجمهوريين، إذ اعتبروا أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن، "دفع فدية في واقع الحال للإفراج عن مواطنين أميركيين، وأن استخدام إيران لهذه الأموال سيمكنها من دعم برنامجها النووي والفصائل المسلحة"، حسبما نقلت "رويترز".

وفي السياق، أكد بلينكن أن "الصفقة لا تعني أنه سيتم تخفيف أي عقوبات من تلك المفروضة على إيران"، وأضاف "سنواصل فرض جميع عقوباتنا. وسنواصل التصدي بحزم لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها، ولا تتعارض هذه الجهود مع تلك".