الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف يستفيد بوتين من موقف القادة الأفارقة لصالحه؟

الرئيس نيوز

أكد المحللون العسكريون بمعهد دراسات الحرب الأمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستخدم نتائج اجتماعه مع القادة الأفارقة وخطابهم لإبطاء تدفق المساعدات الغربية إلى أوكرانيا.

وذكر موقع “ياهو نيوز” أن وفدًا من سبع دول أفريقية التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرغ في 17 يونيو، بعد اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 16 يونيو، لاقتراح "خطة سلام عامة تركز على استئناف العلاقات التجارية الدولية وخلال الاجتماع مع وفد القادة الأفارقة.

قال بوتين إن الكرملين يرحب بالنهج "المتوازن" للدول الأفريقية لحل الحرب في أوكرانيا واستخدم رئيس جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، غزالي عثماني، كلمات مشابهة لخطاب الكرملين المفضل "العالم الروسي" خلال الاجتماع مع بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا.

وتابع أن الاستقرار في أوروبا الشرقية وإفريقيا والعالم يعتمد على "العلاقات الأخوية" بين "الدول الصديقة" السلافية المجاورة كما شدد عثماني على أن السلام في أوكرانيا مهم لأمن الغذاء والطاقة الدوليين.

وقال خبراء معهد دراسات الحرب إن تعليقات عثماني وإدراج ضمانات شحن الحبوب في خطة السلام تشير إلى أن الدول المشاركة في هذا الاقتراح تعتبر التغلب على العواقب الاقتصادية للحرب في أوكرانيا على رأس أولوياتها وسعى الوفد إلى تحقيق التوازن بين أوكرانيا وروسيا للحفاظ على علاقات ثنائية طويلة الأمد مع روسيا دون ربط أنفسهم دبلوماسيًا بحرب الكرملين.

وأضاف الخبراء أيضًا أنه من المرجح أن يستخدم الكرملين هذا العرض لتعزيز العمليات الإعلامية الروسية التي تهدف إلى إبطاء المساعدة الأمنية الغربية لأوكرانيا، ولم يُظهر أي نية للانخراط في أي عملية سلام.

وسبق للخبراء أن قيموا أداء الكرملين دبلوماسيًا الذي يشير بانتظام إلى استعداد خاطئ للتفاوض على تسوية للحرب من أجل الحصول على تنازلات من الغرب وإثناء القادة الغربيين عن تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.

وكثف الكرملين سابقًا هذا الجهد لتهيئة الظروف لهجومه الشتوي والربيع 2023 ومن المرجح أن يعيد صياغة هذه العملية الإعلامية في محاولة لإضعاف الدعم الغربي لأوكرانيا أثناء العمليات الهجومية المضادة كما استخدم الكرملين بالفعل نفس "خطة السلام الغامضة" التي قدمتها الصين في ربيع عام 2023 وحاول استخدام مصلحة الصين المعلنة في التفاوض على تسوية للحرب في أوكرانيا لتحقيق علاقات أوثق مرغوبة مع الصين.

ومن المرجح أن يستخدم الكرملين التواصل من جانب هذه الدول الأفريقية لمتابعة تعزيز المشاركة الثنائية والمتعددة الأطراف، الجدير بالذكر أنه في 16 يونيو الجاري، وصل وفد من إفريقيا إلى أوكرانيا، بما في ذلك رؤساء جنوب إفريقيا وجزر القمر والسنغال وزامبيا ورئيس وزراء مصر، بالإضافة إلى ممثلين خاصين للكونغو وأوغندا وسعوا للعمل كصانعي سلام بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك الاتفاق على زيادة إمدادات الحبوب والأسمدة من هذين البلدين إلى القارة وحدد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا 10 "مكونات" رئيسية لموقف الاتحاد الأفريقي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.

وعقب الاجتماع، انتقد زيلينسكي خطاب القادة الأفارقة الذين وصفوا الحرب الروسية ضد أوكرانيا بأنها "صراع" أو "أزمة" كما فوجئ الرئيس بتأكيد الممثلين الأفارقة على أزمتهم الخاصة بالحبوب والأسمدة، بينما أغفلوا نتيجة الحرب في أوكرانيا.

وفي 17 يونيو، التقى الوفد الأفريقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال إن منطقه للحرب ضد أوكرانيا "لا تشوبه شائبة" من حيث القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.