الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

السد الإثيوبي وتغير المناخ.. ملفات تصدرت جولة الرئيس السيسي الإفريقية

الرئيس نيوز

قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة أنجولا وزامبيا وموزمبيق هذا الأسبوع، مما يدل على ‏الأهمية المستمرة التي توليها مصر للعلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع جنوب إفريقيا ‏والقارة ككل، وفقًا لتقرير آدم لوسينت الذي نشره موقع دويتش فيله الألماني.

وكان السيسي ‏قد وصل إلى أنجولا يوم الأربعاء، حيث التقى نظيره جواو لورينسو لبحث تعزيز العلاقات ‏الثنائية، فضلا عن ملفات مهمة على رأسها الصراع في السودان وسد النهضة الإثيوبي، والتقى ‏يوم الخميس بالرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما وشارك السيسي في قمة السوق المشتركة لشرق ‏وجنوب إفريقيا (الكوميسا) في العاصمة الزامبية لوساكا. 

وحث السيسي في القمة على مزيد من ‏التكامل الإقليمي وبعد ذلك توجه إلى موزمبيق، حيث استقبله الرئيس فيليب نيوسي يوم الجمعة ‏وبحث الجانبان سبل زيادة عدد الشركات المصرية في موزمبيق والتعاون الأمني والسودان، وهذه ‏هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مصري تلك الدول.‏

كانت المشاكل الاقتصادية في مصر، بما في ذلك التضخم والاعتماد المتزايد على الديون، أحد ‏دوافع الزيارة وفقًا لميريت مبروك، الباحثة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن.

وترى أن الحكومة ‏المصرية تريد أن تعزز موقفها كشريك استراتيجي من قبل الدول الأفريقية الأخرى والأمر كله ‏يتعلق بإقامة علاقات جديدة، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية كما توجد رغبة وإرادة ‏سياسية حقيقية للحفاظ على مكانة  مصر كـ"بوابة دولية إلى إفريقيا" على رأس أهداف جولة ‏السيسي الأفريقية. 

وأضافت ميريت مبروك: "مصر بحاجة إلى أن تعمل جاهدة لتنويع اقتصادها".‏

وبالفعل حققت مصر بعض النجاح في زيادة الروابط الاقتصادية مع دول إفريقيا جنوب الصحراء. ‏أفادت وسائل إعلام مصرية، الخميس، نقلًا عن إحصاءات حكومية، أن التجارة بين مصر ودول ‏أخرى في الكوميسا زادت بأكثر من 20٪ إلى 5.3 مليار دولار في عام 2022 كما يمثل التعاون ‏الأمني أولوية بالنسبة للسيسي في جولته الإفريقية، خاصة في موزمبيق إذ كانت البلاد تتعامل مع ‏عنف الجماعات الإسلامية منذ عام 2017، وهو تهديد تعاملت معه مصر منذ عقود، خاصة في ‏سيناء.‏

ويعتقد "أ. هيليير"، الباحث بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي وزميل المعهد الملكي للخدمات ‏المتحدة، أن سد النهضة هو أحد القضايا العديدة إلى جانب الأمن الغذائي واللاجئين التي تجعل ‏جنوب إفريقيا أمرًا بالغ الأهمية لمصر وفي الشهر الماضي فقط، فر أكثر من 100.000 لاجئ ‏سوداني إلى مصر منذ بدء القتال في السودان ودبلوماسيا، يمكن للقارة أن تقدم لمصر الدعم في ‏المنظمات الدولية.‏

وأضاف هيليير، وهو أيضًا زميل جامعة كامبريدج: "عندما تنخرط القاهرة في المنتديات الدولية، ‏فإنها تعتمد على دول أفريقية أخرى للحصول على الدعم، وهي ليست من نفس النوع من العلاقات ‏التي قد تكون للقاهرة مع العاصمة أو العواصم الغربية من أجل الاستثمار العسكري أو المالي، لكن ‏هذا لا يعني أنها ليست على نفس درجة الأهمية"، والخلاف حول سد النهضة هو أحد هذه القضايا ‏التي تبحث فيها مصر عن الدعم وتشعر القاهرة بالقلق من أن يؤدي ملء إثيوبيا أحادي الجانب ‏للسد إلى خفض مستويات المياه بشكل خطير في أجزاء من نهر النيل في مصر.‏

وأعرب السودانيون عن مخاوف مماثلة وتحالف مع مصر في السنوات الأخيرة، على الرغم من ‏أن الصراع الدائر في الخرطوم يضعف موقف البلاد وتعثرت المفاوضات بشأن هذه القضية رغم ‏جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.

وتابع هيليير: "مشروع السد الذي ‏يؤثر على مصر يأتي من خلال الدول الأفريقية؛ يأتي اللاجئون من إفريقيا جنوب الصحراء عبر ‏مصر؛ والأمن الغذائي - مثل هذه العلاقات ليست اختيارية".‏

وقد تمت مناقشة قضية سد النهضة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ‏والهيئات الدولية الأخرى وقد يساعد بناء الدعم بشأن هذه القضية مصر في الضغط على إثيوبيا ‏نحو صفقة مستقبلية.‏

أما التحدي الآخر لمصر الذي يتعلق بأفريقيا جنوب الصحراء هو تغير المناخ. تعاني مصر من ‏ندرة المياه مثل باقي دول القارة وتمتلك مصر 560 مليار متر مكعب من المياه المتاحة للفرد كل ‏عام؛ أي أقل من ثلث الكمية المتاحة قبل 50 عامًا وأقل من 1000 مليار متر مكعب من المعيار ‏الذي حددته الأمم المتحدة، وفقًا لرويترز.

ويمكن أن تساعد المباحثات بين مصر والدول الأفريقية ‏الأخرى القاهرة في التغلب على أزمة المناخ المائي، وتسعى مصر للتخفيف من حدة تداعيات تغير ‏المناخ والتكيف معه، وهذا يتطلب العمل مع دول أخرى، ومفتاح النجاح في ذلك يكمن في تبادل ‏الخبرات المحتملة في إدارة المياه كمثال وأعلنت مصر في أكتوبر عن خطط لإطلاق قمر صناعي ‏لرصد آثار التغير المناخي على إفريقيا.‏