الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

"تنويع مصادر تمويلها".. سندات الباندا تقدم فرصة لمصر وسط الأوضاع الاقتصادية الراهنة ‏

الرئيس نيوز

بإبرام اتفاق جديد مع بنك التنمية الأفريقي، أصبحت مصر أول دولة أفريقية تصدر سندات بالعملة ‏الصينية يتم طرحها في السوق المحلية للصين.

وعلى مدار العامين الماضيين، ركزت الأخبار ‏المالية حول مصر بشكل أساسي على الأزمة الاقتصادية في البلاد والديون المتزايدة، وخطط ‏الإنقاذ اللاحقة من صندوق النقد الدولي ومع ذلك، يعتقد جاك داتون، في تحليل نشره موقعه ‏"المونيتور" الأمريكي، كانت هناك بعض الأخبار الإيجابية في مايو الماضي وأبرزها موافقة بنك ‏التنمية الأفريقي على ضمان ائتمان جزئي يعادل 345 مليون دولار بالـ"رنمينبي"، عملة البر ‏الرئيسي لجمهورية الصين الشعبية، مع دخول مصر إلى سوق سندات بندا لأول مرة لتمويل ‏مشاريع التنمية الخضراء والعديد من المشاريع الاجتماعية.‏

وكان بنك التنمية متعدد الأطراف، ومقره أبيدجان، قد أعلن موافقته على قيام مصر بجمع ما ‏يعادل 500 مليون دولار في سوق سندات الباندا، حيث يقوم كيان غير صيني بإصدار سندات ‏بالعملة الصينية يتم وضعها في السوق المحلية للصين.‏

وأضاف داتون، في تحليله: "غالبًا ما يُنظر إلى هذا النوع من السندات على أنه مصدر تمويل ‏جذاب للشركات والجهات السيادية التي تتطلع إلى تنويع تمويلها والوصول إلى رأس المال ‏منخفض التكلفة. 

في عام 2022، بلغت قيمة السوق حوالي 21 تريليون دولار لكن الطلب على ‏التمويل الخارجي باليوان آخذ في الازدياد" ويمثل دهول مطر هذا المضمار أيضًا المرة الأولى ‏التي يصل فيها بلد أفريقي إلى هذا السوق المربح.  ‏

ونقل موقع “المونيتور” عن عبد الرحمن دياو، المدير القُطري لبنك التنمية الأفريقي في مصر، قوله: ‏‏"هذه الخطوة ستكون مفيدة وإصدار سندات الباندا وما يتصل بها من سندات وأدوات أخرى ‏سيساعد مصر على تنويع مصادر تمويلها، والاستفادة من ظروف السوق الأفضل، وتطوير ‏علاقات طويلة الأمد مع المستثمرين المؤسسيين المحليين والدوليين في سوق سندات الباندا ‏الصينية".

وأعلن بنك التنمية أن الأموال ستوجه نحو مشاريع في مجالات النقل النظيف والطاقة ‏المتجددة وكفاءة الطاقة وإدارة المياه والصرف الصحي المستدامة ومبادرات الخدمات الصحية ‏الأساسية بالإضافة إلى تمويل المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر. المؤسسات المتوسطة الحجم. ‏تم تفصيل هذه المشاريع في إطار إطار التمويل السيادي المستدام في مصر والذي نُشر في عام ‏‏2022.‏

ونقل المونيتور عن علي متولي، الخبير الاقتصادي ومحلل المخاطر المتخصص في منطقة الشرق ‏الأوسط وشمال إفريقيا، قوله إن اتفاقية سندات الباندا هي نتاج ما يقرب من أربع سنوات من ‏المناقشات والأبحاث، إذ تحمل صفقة سندات الباندا مزايا مختلفة من حيث تنويع مصادر التمويل، ‏والوصول إلى قاعدة كبيرة من المستثمرين، وتحسين ثقة المستثمرين، وتعزيز العلاقات الثنائية مع ‏الصين، وتحسين الرؤية الاقتصادية والاعتراف بقدرات مصر في الشرق.‏

جدير بالذكر أن اتفاق مصر وبنك التنمية الأفريقي يأتي في إطار جهود مصر المستمرة لتقليل ‏اعتمادها الكبير على المستثمرين الغربيين، لا سيما من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وجذب ‏المزيد من المستثمرين من آسيا  ويبدو أن الأساس المنطقي وراء هذه الاستراتيجية يشمل الحد من ‏التعرض للتقلبات في الاقتصادات الغربية، والتي أثرت بشكل كبير على تدفقات الاستثمار الأجنبي ‏المباشر إلى مصر كما أن تنويع قاعدة المستثمرين وتضمين المزيد من المستثمرين الآسيويين من ‏شأنه أن يساعد في التخفيف من هذه المخاطر يتعلق الأمر أيضًا بتقييم مصادر جديدة لرأس المال ‏قد لا تكون متاحة بسهولة من الأسواق الغربية.‏

ويمتلك المستثمرون الآسيويون، بمن فيهم المستثمرون من الصين واليابان، موارد مالية كبيرة ‏ويظهرون في كثير من الأحيان اهتمامًا بتوسيع محافظهم الاستثمارية العالمية.

 وقال متولي: “إن الاستفادة من ‏هذه المجموعة من الموارد لتمويل مشاريع البنية التحتية الأساسية يمثل فرصة لدعم خطط التنمية ‏الاقتصادية في مصر. ويشكل إصدار أول صك سيادي في فبراير مثالًا آخر على هذا التنويع”.‏

وبالنسبة للصين أيضًا، تقدم هذه الاتفاقية فرصًا مثل إعادة توجيه إقراضها بعيدًا عن مشاريع البنية ‏التحتية التقليدية للتركيز على تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتمويل مشاريع البنية التحتية ‏الخضراء والمستدامة، وتشجيع الاستثمار الصيني الخاص في إفريقيا ومن ناحية أخرى، فإن مكانة ‏مصر كواحدة من أكبر ثلاثة اقتصادات في الشرق الأوسط وثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا يجعلها ‏وجهة جذابة لكل من المستثمرين الحاليين والجدد، نظرًا لإمكاناتها الاقتصادية الكبيرة.‏

ومن أجل تحقيق أقصى قدر من الفوائد من سوق سندات الباندا وجذب استثمارات آسيوية كبيرة، ‏تحتاج مصر إلى تهيئة ظروف سوق مواتية، والحفاظ على الأسعار التنافسية، وإدخال استثمارات ‏منخفضة المخاطر وتحتاج مصر إلى تهيئة ظروف السوق المواتية، والحفاظ على الأسعار ‏التنافسية وإدخال بدائل استثمارية منخفضة المخاطر.‏

وعلى الرغم من أن فاتورة ديون مصر المرتفعة وأسعار الفائدة العالمية المرتفعة من المرجح أن ‏تستمر حتى عام 2024، فإن التزام الدولة ببرنامج صندوق النقد الدولي، بما في ذلك الحفاظ على ‏الانضباط المالي والتحسين المستمر لبيئة الأعمال ومناخ المستثمرين، يجب أن يمنع أي تحديات ‏في تتعلق بالسداد وأعلنت الحكومة مؤخرًا عن 22 قرارًا استثماريًا لتعزيز الاستثمار الأجنبي ‏والخاص في مصر، دون زيادة مخاطر الديون بشكل كبير وهي تشمل حوافز للمستثمرين في ‏مختلف القطاعات مثل الزراعة والصناعة والطاقة. كما تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية ‏والضريبية على المستثمرين.‏

وكان الدين العام في مصر على مسار هبوطي منذ ما قبل الوباء والصراع الروسي الأوكراني، ‏حيث وصل إلى 80٪ في عام 2019 (المستوى الحالي يبلغ 100٪). يبلغ الدين الخارجي لمصر ‏أقل من 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي حتى الآن، هذه المقاييس مهمة للمستثمرين عند التفكير ‏في الاستثمار في مصر وتنفذ مصر إصلاحات اقتصادية في إطار برنامج جيد التصميم لصندوق ‏النقد الدولي، لذا فإن دعم البنك هو ختم ثقة وسيمهد الطريق لتعبئة المزيد من الموارد من خلال ‏أسواق المال، ويتوقع أن يكون دخول سوق سندات الباندا اتجاهًا مستمرًا بين الدول الأفريقية عقب ‏هذه الصفقة، خاصة وأن مصر هي أول مُصدِر من فئة ‏B‏ يقوم بذلك ومن المرجح أن يدفع هذا ‏التطور العديد من الدراسات من قبل مرشحين محتملين مثل نيجيريا وغانا، الذين حاولوا الحصول ‏على صفقات مماثلة في الماضي لكن لم يكن النجاح حليفهم.‏