الخميس 28 سبتمبر 2023 الموافق 13 ربيع الأول 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مدينة هرقليون الغارقة تحت الماء تكشف عمق العلاقات بين مصر واليونان

الرئيس نيوز

أفردت صحيفة جريك ريبورتر تقريرًا يسلط الضوء على تماثيل أوزيرية للآلهة والإلهات من الحضارة الإغريقية تم العثور عليها في الموقع على قاع البحر في هرقليون القديمة بواسطة، قبالة شواطي أبو قير.

وأشارت الصحيفة إلى اكتشاف مدينة هرقليون المفقودة، التي كانت في يوم من الأيام أكبر ميناء في مصر، تحت الماء بعد أكثر من 2000 عام من غرقها وتم الكشف عنا منذ عام 2000 وتعود بداياتها الأسطورية إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ولها العديد من الروابط مع اليونان القديمة.

وازدهرت المدينة منذ فترة طويلة ودمرت مع مرور الوقت، حيث أضعفتها مجموعة من الزلازل وأمواج تسونامي وارتفاع منسوب مياه البحر، وفقًا لعلماء الآثار وفي نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، على الأرجح بعد فيضان شديد، انهارت المباني الأثرية في هرقليون وغمرتها مياه البحر وبقي بعض سكانها فيما تبقى من المدينة خلال العصر الروماني وبداية الحكم العربي، ولكن بحلول نهاية القرن الثامن الميلادي، غرقت بقية هرقليون تحت البحر الأبيض المتوسط.

والآن، تم إحضار العديد من كنوز المدينة التي لا تحصى من الأعماق المائية وتم عرضها في جميع أنحاء العالم، مما سمح لعشاق الحضارات والآثار بإلقاء نظرة على العالم اليوناني والمصري القديم وكانت هرقليون، المعروفة باسمها الأصلي والمصري "ثونز" وتسمى أحيانًا "ثونز-هرقليون" كمدينة ساحلية مصرية قديمة تقع على بعد 32 كيلومترًا (20 ميلًا) شمال شرق الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط وتقع بقايا المدينة في خليج أبو قير، على بعد 2.5 كيلومتر من الساحل، تحت عمق عشرة أمتار فقط (ثلاثين قدمًا) من سطح المياه وقبل أن تتبلور الإسكندرية كفكرة في ذهن الإسكندر الأكبر، تمتعت هرقليون بأيام مجدها حيث كانت بمثابة الميناء الرئيسي لدخول مصر للعديد من السفن القادمة من جميع أنحاء العالم اليوناني.

تم بناء المدينة في الأصل على بعض الجزر المجاورة في دلتا النيل وكانت تتقاطع مع قنوات مع عدد من الموانئ والمراسي المنفصلة وتم ربط أرصفتها ومعابدها الرائعة ومنازل الأبراج بالعبّارات والجسور والعوامات وكانت المدينة مركزًا تجاريًا، أو ميناءً تجاريًا، وفي العصر المتأخر لمصر القديمة، كانت الميناء الرئيسي للبلاد للتجارة الدولية وتحصيل الضرائب.
وكان في المدينة معبد كبير لخونسو، ابن آمون، الذي كان معروفًا عند الإغريق باسم هرقل، أو هرقليز في وقت لاحق، أصبحت عبادة آمون أكثر شهرةً وخلال الوقت الذي كانت فيه المدينة في أوجها بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، كان يوجد معبد كبير مخصص لآمون جريب، الإله الأعلى لمصر في ذلك الوقت، في وسط المدينة وقام فرعون نخت أنبو الأول بالعديد من الإضافات إلى المعبد في القرن الرابع قبل الميلاد واشتهرت هرقليون بعدد من الآثار التي تجسد أوزوريس والآلهة الأخرى وتروي الأساطير الاعتقاد فيها كسبب للشفاء والمعجزات لذا كثر زوار المدينة من جميع أنحاء مصر.

احتفالات دينية مذهلة ومعابد ومنحوتات ضخمة

كانت المدينة موقع الاحتفال بـ"أسرار أوزوريس" كل عام خلال شهر خوياك، كياك، وتضمنت هذه الاحتفالات الرائعة نقل تمثال للإله في قاربه الاحتفالي أثناء معالجته من معبد آمون إلى ضريحه في كانوب وخلال القرن الثاني قبل الميلاد، تمامًا كما تعرضت المدينة للكوارث المتعددة، حلت مدينة الإسكندرية، التي أسسها الإسكندر الأكبر، محل هرقليون كميناء رئيسي لمصر واكتشف المدينة الغارقة المستكشف فرانك جوديو وفريقه من المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء، بالتعاون مع المجلس الأعلى المصري، المدينة بعد أن غرقت في الخفاء تحت البحر الأبيض المتوسط منذ أكثر من 2000 عام.