السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لأول مرة منذ شهور.. مراقبون يرون بوادر تقدم نحو المصالحة في ليبيا

الرئيس نيوز

لأول مرة منذ شهور، يرى المراقبون للشأن الليبي بوادر تقدم نحو المصالحة بعد أن توصلت الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى وقف رسمي لإطلاق النار في أكتوبر 2020، ولكن الجهود المبذولة لإجراء انتخابات جديدة تأخرت مرارًا وتكرارًا، وكانت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا قد غرقت في أعمال عنف دموية بعد الإطاحة بمعمر القذافي في 2011، وأعرب مسؤول بالأمم المتحدة عن أمله التوصل الى اتفاق "بحلول منتصف يونيو" المقبل لاجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

 وذكرت صحيفة آراب نيوز أن ليبيا الغنية بالنفط ولكن التي مزقتها الحرب، تحكمها منذ سنوات حكومتان متنافستان، لكن الآن يرى بعض المحللين علامات على إحراز تقدم لافت وجدير بالاهتمام نحو المصالحة بينهما.

ويشير المحللون إلى الخلاف داخل أحد المعسكرات، ومقره في الشرق حيث علق البرلمان الأسبوع الماضي رئيس الوزراء السابق فتحي باشاغا ومن المفارقات، كما يقول المراقبون، أن خروج باشاغا من منصبه السياسي قد يشير إلى أن معسكر الشرق يتجه نحو التقارب مع حكومة الدبيبة في العاصمة طرابلس حتى أن بعض المراقبين يشيرون إلى أن هذا التطور قد يساعد الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للحث على إجراء انتخابات جديدة هذا العام في البلاد التي مزقتها الفوضى الدموية منذ عام 2011.

وقلب الانقسام السياسي في الشرق مصير باشاغا رأسا على عقب وكان باشاغا قد أوقف يوم 16 مايو من قبل برلمان شرق البلاد، الذي أعلن أيضًا عن فتح تحقيق ضده لأسباب غير معلنة.

وقال المحلل حسني عبيدي من معهد الثقافات العربية والمتوسطية ومقره جنيف إن الخطوة ضد باشاغا "حسمت نهاية الحياة السياسية لهذا الرجل القوي" مضيفًا أن "رحيل باشاغا يعكس الخلافات في المعسكر الشرقي، ولا سيما بين عشيرة حفتر ممثلة بأبنائه والبرلمان" وقال إن رئيس الوزراء المؤقت الذي يتخذ من طرابلس مقرا له، عبد الحميد الدبيبة، استغل في الوقت نفسه "شلل الحكومة الشرقية لتعزيز قبضته على الحياة السياسية والاقتصادية في ليبيا".

واجتذبت الفوضى التي تلت ثورة 2011 أمراء المليشيات والمسلحين والمرتزقة الأجانب وأودت بحياة عدد لا يحصى من الأرواح بينما نزح الملايين من الليبيين وغادروا البلاد المدججة بالبنادق حتى توصلت الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق نار رسمي في أكتوبر 2020 ومنذ ذلك الحين، استأنفت الأمم المتحدة جهودها لإجراء انتخابات جديدة، لتحقيق الاستقرار في البلد المضطرب، لكن هذه الانتخابات تأخرت مرارًا.

سعى باشاغا، من مدينة مصراتة الساحلية وكان سابقًا ذو وزن سياسي ثقيل في المعسكر الغربي، للحصول على دعم حفتر في أواخر عام 2021، متعهدًا بالعمل من أجل "المصالحة الوطنية".

ويأتي تعليق مهام باشاغا قبل الموعد النهائي الذي أعلنته الأمم المتحدة منتصف يونيو لاتفاق القوى السياسية المتنافسة على إطار عمل لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام.

ويعتقد عماد الدين بادي من المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وهي هيئة بحثية مقرها سويسرا، أن باشاغا "كان له دائمًا تاريخ انتهاء الصلاحية" ويقول المحلل: "انتهت فائدته في اليوم الذي فقد فيه إمكانية فرض نفوذه في طرابلس" وفي غضون ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الليبية أن محادثات جرت بين ممثلين عن حفتر والدبيبة.

وأشار الباحث جليل حرشاوي، إلى أن ابن شقيق الدبيبة وأحد أبناء حفتر "يجرون محادثات شبه مستمرة منذ شهور" وثمة رغبة بينهما في التكيف والاتفاق وهذا أحد أسباب سقوط باشاغا"، ويرجح أن حفتر الابن كان وراء عرض تعليق مهام باشاغا.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باثيلي، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق "بحلول منتصف يونيو" لإجراء الانتخابات قبل نهاية هذا العام.

وأضاف لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي أن "مشاورات مكثفة جرت بين الجهات الأمنية" وقال "هناك ديناميكية جديدة في ليبيا".

وقال المحلل السياسي الليبي عبد الله الريس إن التفاهمات الجديدة بين الطرفين المتنافسين هي تتويج لـ "مفاوضات سرية في القاهرة" بهدف "تشكيل حكومة ائتلافية جديدة"، مضيفا: "هذه خطوة تسبق أي اتفاق جدي على الانتخابات".

ومع ذلك، كان حرشاوي أقل تفاؤلًا وقال "النخب الموجودة بالفعل اليوم... ليس لديها أي نية على الإطلاق لترك السلطة من أجل السماح بإجراء انتخابات موثوقة وحقيقية".

مصر ترحب بمساعي لجنة 6+6 الليبية
من جانبها، رحبت مصر بجهود لجنة ٦+٦ المشتركة المشكلة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين لإعداد القوانين الانتخابية على النحو الذي ورد في البيان الصادر عن اللجنة أمس ٢٣ الجاري.

وتتطلع القاهرة إلى مواصلة مجلسي النواب والأعلى للدولة ولجنة ٦+٦ لمهامهم من أجل استيفاء الإطار القانوني اللازم لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت في ليبيا، والتزامًا بالملكية الليبية للحل، وبما يتيح المجال أمام الشعب الليبي الشقيق لتحقيق تطلعاته وبناء مستقبله.

واشنطن تؤكد ضرورة انسحاب كافة المرتزقة من ليبيا
فيما تمسك ليزلي أوردمان، القائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى ليبيا، بضرورة إخراج كافة المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، بجانب نزع سلاح التشكيلات المسلحة وتسريحها، وإعادة دمجها في الأجهزة الأمنية والعسكرية، معتبرًا أن هذه الخطوات «أمور أساسية لتجنب الصراع، ودفع عملية الانتقال السياسي في البلاد.

وتحدث أوردمان، في مقطع فيديو نقلته السفارة الأميركية اليوم، عن أهمية توحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، وقال إن الولايات المتحدة تتطلع إلى الشراكة مع جيش ليبي موحد قادر على حماية الوطن، ويكون مصدر استقرار وفخر للوطن كله، وأمام مشهد سياسي يراوح مكانه، سبق أن نجح القادة العسكريون في إحداث بعض الاختراق، من طريق العودة إلى طاولة الحوار، للبحث عن سُبل توحيد المؤسسة التي تعاني الانقسام منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، ومن ثم تفكك وتشتت عناصرها. 

وبينما رأى القائم بالأعمال أن مسار توحيد المؤسسة العسكرية محفوف بالتحديات، ولكنه سيساعد ليبيا بشكل كبير بمجرد تحقيقه»، وشدد أيضًا على أن «تنفيذ هذه الأهداف يحقق السلام، ويؤمِّن سيادة ليبيا واستقرارها على المدى البعيد.

وأكد أوردمان أن الولايات المتحدة تقف مع الشعب الليبي في هذا الجهد الساعي إلى توحيد المؤسسة العسكرية، مثمنًا مشاركة ليبيا بوفد عسكري رفيع مشترك في المعرض الدولي للطيران والدفاع والفضاء، في تونس، مؤخرًا.