السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| هل تعكس تصريحات "الأسد" عن تركيا الموقف من المصالحة بين البلدين؟

الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد

بينما كانت تتجه الأمور إلى مصالحة تركية سورية، جاءت كلمته الرئيس السوري بشار الأسد أمام القمة العربية، التي عقدت في مدينة جدة السعودية، لتوضح ما تقف عليه الأمور في الوقت الحالي. 

الرئيس السوري قال في معرض تقييمه للأخطار التي تحيق بالأمة العربية: "خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بفكر إخواني منحرف".

ووصفت تقارير التصريح بأنه “مفاجئ”؛ لأنه جاء من خارج سياق اللقاءات السورية التركية المتكررة التي احتضنتها موسكو، إلى جانب التجهيز للقاء وزيري خارجية البلدين.

الباحثة في الشؤون العربية أميرة الشريف تقول لـ"الرئيس نيوز": "ربما كانت كلمة الرئيس بشار رد فعل لكلمة الرئيس التركي رجب أردوغان الذي أكد فيها أن بلاده ستحتفظ بقوات في شمال سوريا، وذلك في إطار سعيها لحماية نفسها من الحركات الإرهابية، بحسب زعمه". 

ولفتت إلى أنه على الرغم من إن تصريح أردوغان شعبوي لدغدغة مشاعر القوميين المتعصبين من الأتراك، إلا أن الحديث مستفز ولا يعكس جهود أنقرة لتسوية الملف السوري، بعد الدور السلبي الذي لعبته في تدمير البلد العربي المهم في المنطقة، وقالت: "نعم ملف المصالحة ترعاه روسيا وهي تضغط على الطرفين لإتمامه لكن مثل هذه التصريحات تستخدم لتحقيق مكاسب وقتية من الطرفين". 

ورجحت الشريف أن يستكمل البلدين مساعي التصالح برعاية روسية؛ وأن تضع الأخيرة سيناريو الانسحاب التركي من سوريا؛ بعد أن تؤمن لتركيا مشاغلها بشأن الأكراد، مشيرة إلى أن الوضع السوري معقد من حيث تشابكات الملفات ومصالح الدول.

سيناريوهات متعددة 

وتعددت السيناريوهات التي حاولت تفسير هذا التبدل في مواقف البلدين. البعض فسر موقف أردوغان بأنه مرتبط بالانتخابات الرئاسية التي يواجه في دورها الثاني المرشح كمال كليجدار أوغلو المتحالف مع حزب الشعوب الديمقراطية الكردي.

لذلك، لجأ أردوغان إلى رفع وتيرة الخطاب ضد الكرد في محاولة لحث اليمين القومي التركي على الإقبال على صناديق الاقتراع، وخصوصًا أن التوقعات تشير إلى احتمال فتور حماس أنصار اليمين القومي بعد نتائج الانتخابات البرلمانية التي ضمنت سيطرة التحالف الحاكم على أغلبية برلمانية مريحة.

وخلال وقت سابق، قال الرئيس بشار، خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو إن سوريا جاهزة لتطوير العلاقات والذهاب بها إلى أبعد نقطة ممكنة في حال كان الطرف التركي جديًا ومستعدًا لحل المشكلات العالقة. أما إذا كان الأمر يتعلق بمناورات انتخابية، فإن سوريا غير معنية بإضاعة الوقت في محادثات غير مجدية.

لذلك، يمكن تفسير موقف الأسد المتشدد تجاه تركيا بأنه رد سوري على تغيير لغة خطاب الرئيس أردوغان، وهو رد يتضمن التأكيد على الرغبة السورية في العمل الجاد للوصول إلى حلول للمشكلات المعقدة بين البلدين.

لكن سيناريو أخر ذهبت إليه تقارير محسوبة على المريع السوري وتحديدا موقع "الميادين" التابع لحزب الله اللبناني، هو أنه يمكن أن تكون تصريحات أردوغان عن بقاء قواته في شمال سوريا مرتبطة بضغوط أمريكية أو على الأقل بمحاولة تحييد الولايات المتحدة وإعلامها خلال الفترة المتبقية حتى الجولة الثانية من الانتخابات.