الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

شبح الإفلاس يهاجم البنوك الأمريكية والأوروبية للشهر الثالث على التوالي

سيليكون فالي بنك
سيليكون فالي بنك

أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أن النظام المصرفي الأمريكي “سليم ويتمتع بالمرونة”، مُصِرًّا على تسويق هذه العبارة في كافة الندوات والفعاليات التي يحضرها، ولكن موقع «أكسيوس» الأمريكي يرى الصورة الكبيرة على أنها أقرب إلى منح صاحب فريق رياضي الثقة للمدرب، وعلى الأرض تواجه البنوك الأمريكية تحديات منذ مارس الماضي، وتكافح بنوك عديدة للإفلات من شبح الإفلاس.

ويستكشف بنك «وست باك» الخيارات الاستراتيجية، بما في ذلك البيع المحتمل للأصول التي يمتلكها، معترفًا بأن «المناقشات جارية» مع العديد من الشركاء والمستثمرين المحتملين.

وانخفضت الأسهم في المصرف الذي يتخذ من لوس أنجلوس مقرًا له بنسبة 71٪ عن العام اعتبارًا من إغلاق السوق قبل إجازة نهاية الأسبوع.

ويسعى تحالف بنوك «ويسترن ألاينس» ومقره فينيكس أيضًا للحصول على المساعدة، وفقًا لتقرير «فاينانشيال تايمز»، وهي أزمة جذبت أسهم البنوك إلى المزيد من الانخفاض، ولكن التحالف بادر إلى نفي التقرير، مضيفًا أنه لم يعين مستشارين أو مصفيين وأوقف تداول اسهمه عدة مرات، ووراء الكواليس، تقوم مؤسسة التأمين الفيدرالية ببحث ملفات البنوك المتعثرة منذ مارس 2023 لحصر الخسائر وتوفير الضمانات لأموال المودعين، ولم ينسَ أحد في الولايات المتحدة أن كلًا من بنك سيليكون فالي وفرست ريبابليك كانا يسعيان أيضًا في البداية إلى حلول السوق الخاصة.

وتتعرض العديد من البنوك الإقليمية الأخرى أيضًا لضغوط أسعار الأسهم، بما في ذلك بنك كوميركا وزيونس بنكورب.

وأضاف تقرير لموقع «أكسيوس» أن ما يجب معرفته، وفقًا لخبير البنوك فيليكس سالمون، إذا كان هناك تغيير في السيطرة (على سبيل المثال، عملية بيع)، فيجب وضع علامة على جميع قروض البنك في السوق. لذا، تبحث البنوك عن استثمارات أقلية أو حلول أخرى تسمح لها بالحفاظ على قروضها عند حدود معينة خاصة بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في مايو الجاري، ولكنه ألمح إلى أن وقفة قد تكون وشيكة مع استمرار الفيدرالي في مراقبة البيانات الاقتصادية والمالية.

وتعد هذه التطورات الأخيرة منطقية للغاية في ضوء القضايا المصرفية الإقليمية ومن ناحية أخرى، سيتم إجراء تلك المراقبة من قبل نفس إدارة الاحتياطي الفيدرالي الذي أطلق للتو على النظام المصرفي الأمريكي «سليم ومرن».

وأعلن بنك «تورنتو دومينيون» الكندي إنه صرف النظر عن شراء شركة «فيرست هورايزون» الأمريكية المصرفية ومقرها مدينة ممفيس، مشيرًا إلى عدم وضوح الموافقات التنظيمية وتم الإعلان عن صفقة الاندماج بقيمة 13.4 مليار دولار في فبراير 2022، وكان من شأنها أن تجعل بنك «تي دي» سادس أكبر بنوك أمريكية من حيث الأصول بالإضافة إلى توسيع نطاق تواجده في الجنوب الشرقي.

وانخفضت أسهم بنك فرست هورايزون بنسبة 37٪ عند افتتاح اليوم، مما أدى إلى انخفاض قيمتها السوقية إلى حوالي 5 مليارات دولار، وخلاصة القول: إن أزمة البنوك الأمريكية ما زالت لم تنته بعد.

وقال الرئيس جو بايدن إن مفاوضات سقف الديون تمضي قدمًا وإن المحادثات بين البيت الأبيض ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ستستأنف غدًا الثلاثاء، ولكن لا تزال هناك خطة قائمة لتجنب التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة، وهناك الآن أربعة أيام فقط من المقرر أن ينعقد فيها مجلس النواب ومجلس الشيوخ قبل الأول من يونيو، وهو التاريخ الذي حذرت فيه وزيرة الخزانة جانيت يلين الولايات المتحدة، الحكومة يمكن أن تنفد من المال وبدون اتخاذ إجراء سريع من قبل الكونجرس لرفع أو تعليق حد الاقتراض الذي فرضته على نفسها، قد لا تتمكن البلاد قريبًا من دفع فواتيرها، مثل هذا التخلف عن السداد، على حد تعبير يلين، سيؤدي إلى «كارثة اقتصادية» سيكون لها آثار مضاعفة خطيرة على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. قد يصبح الحصول على الائتمان أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها الأفراد والشركات بالفعل بسبب الأزمة المصرفية.

وردًا على سؤال ماذا تعني مفاوضات سقف الديون المستمرة للشركات الصغيرة والمتوسطة؟ يعتقد دين زيربي، المدير العام الوطني لشركة ألاينس جروب وكبير المستشارين السابقين ومستشار الضرائب للجنة المالية بمجلس الشيوخ الأمريكي أن هناك عدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تزال تنتظر ائتمان الاحتفاظ بموظفيها ولدى مصلحة الضرائب الأمريكية عدد كبير من الأعمال المتراكمة وما زال مليون ملف في انتظار الإجراءات، وتعد التسهيلات الائتمانية بمثابة شريان حياة حقيقي للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وغالبًا ما تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الدولارات فإذا لم يكن لدى الولايات المتحدة المال لتسديد هذه المدفوعات وهناك مزيد من التأخير، فهذا يعني أن الشركات لن تكون قادرة على التوظيف أو حتى إبقاء أبوابها مفتوحة.

ضربة مزدوجة

ماذا يحدث إذا اجتمع تأثير التخلف عن السداد في الولايات المتحدة مع تأثير أزمة البنوك الإقليمية؟ يرى دين زيربي بالفعل نضوب الائتمان للشركات الصغيرة والمتوسطة، وأصبح الحصول على قروض أكثر صعوبة في مناخ اقتصادي سيئ للغاية.