الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

مندوب مصر بالجامعة العربية: قضية فلسطين عابرة للثقافات والأجناس والأديان

 السفير محمد مصطفى
السفير محمد مصطفى عرفي

أكدت مصر أن قضية فلسطين هي قضية عابرة للثقافات والأجناس والأديان وهي قضية العرب المركزية الأولى.

وقال السفير محمد مصطفى عرفي مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية - في الكلمة التي ألقاها اليوم الاثنين أمام فعالية إحياء ذكرى النكبة ويوم الأسير الفلسطيني بالجامعة العربية - "نحن نجتمع اليوم إحياء لذكرى النكبة، لا لكي نجتر ذكريات بل لتجديد العزم على مناصرة القضية الفلسطينية".

وأضاف عرفي "أقول بكل صدق أنه لربما كان من غير الإنصاف أن يذكر في أدبياتنا السياسية منذ عقود أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية فحسب.. حقيقة الأمر أن القضية الفلسطينية هي قضية الفطرة السوية التي جبل عليها عموم البشر، قضية الشرف، قضية الأخلاق، قضية رفض الظلم والضيم واستلاب الإنسان لحق أخيه الإنسان".

وأكد أن تلك القضية هي قضية عابرة للثقافات والأجناس والأديان، وقد خلقت وسائل التواصل الاجتماعي واقعا جديدا، بمعنى الكلمة.. وتم تخليق ثقافة مشتركة جديدة لأجيال وطبقات جديدة في بقاع مختلفة من العالم، فهكذا قد يكون الشباب العشريني في إحدى دول أمريكا اللاتينية متماثلا في الفكر والمسلك مع شباب من المنطقة العربية، واخر يقاربهما من اسيا وغير ذلك، هناك إذن ثقافة مشتركة بين عموم البشر.

وقال "إن هذا الواقع الجديد، غير المألوف من قبل، من شأنه تخليق، جنبا إلى الثقافة العالمية المشتركة، الزخم اللازم للضمير العالمي كي يتحرك لإنهاء القضية الفلسطينية بتلك النهاية المأمولة التي تليق بنضال الأجيال السابقة والحالية، وقد شاهدنا ذلك في بعض الأمور، إنها بلا ريب، حركة التاريخ في الاتجاه الصحيح، ولا مراء بشأنها، فلا يمكن أن يحدث التطور البشري دون أن يتجلى الضمير العالمي في الدفع نحو تسوية عادلة للقضية التي يمثل استمرارها نقيصة في الضمير العالمي".

وأوضح السفير عرفي أنه في أدبياتنا العربية "إنما النصر ساعة صبر"، ويقينا وحتما أن نصر القضية الفلسطينية لقادم، ولو بعد حين، إن قدر للأجيال التي تمر بفترات التأزم أن تصمد وتثابر، ريثما تتهيأ الظروف لأجيال قادمة تحصد زرعها وتنال ثمرها.

وأشار إلى أن النصر الذي يعنيه هنا للقضية الفلسطينية، هو إنشاء وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للعيش والنماء على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا، فلا يمكن لأي قوة أن توقف التاريخ أو أن تكسر إرادة الأقدار.

وقال "سوف يأتي وقت، نحسبه قريبا وإن رآه البعض بعيدا، يجتمع هنا، في بيت العرب وحاضنتهم وملاذهم، من يحتفلون ويحيون ذكرى كفاح وصمود أسلافهم، وعندئذ سنجد أن فلسطين باتت واقعا فرضته الأقدار بكفاح الأجيال من شرفاء العالم من كل الأديان والجنسيات".

وأضاف أن مصر، التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، دعمت ولا تزال كل ما من شأنه دعم المصالحة الفلسطينية.. تلك المصالحة ليست فقط ترياق شفاء أو طوق نجاه، بل هي ضرورة حياتية ومصلحة للقضية الفلسطينية.. هي احترام لدموع الثكالى ومعاناة الأيتام من شعبنا البطل في فلسطين، ونحث كل الأخوة الفلسطينيين أن يفوا بواجب المصالحة، بكل ما تعنيه الكلمة، فلا يكونوا مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا.

ووجه السفير عرفي - في ختام كلمته - تحية للشهداء الذين قدموا أنفسهم فداء ودفاعا عن فلسطين.