السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

استمرار الاشتباكات في السودان.. إصابة فرنسي بطلق ناري والجيش يتهم قوات الدعم السريع

تجدد الاشتباكات في
تجدد الاشتباكات في الخرطوم مع استمرار جهود إجلاء رعايا الدول

ذكر موقع “يورونيوز” الإخباري أن مواطنًا فرنسيًا أطلقت عليه النار أثناء محاولته الفرار من القتال الدائر في السودان مع استمرار القتال في العاصمة الخرطوم للأسبوع الثاني، على الرغم من وعود عدة بوقف إطلاق النار.

وأعلن الجيش السوداني أن ميليشيا الدعم السريع أطلقت النار على قافلة فرنسية أثناء إجلائها مما أدى إلى إصابة مواطن فرنسي.

وأعلن الجيش السوداني، نجاح عمليات إجلاء عدد من البعثات الدبلوماسية ورعايا بعض الدول من السودان.

وبحسب بيان للقوات المسلحة السودانية، اتهم الجيس، قوات الدعم السريع بعرقلة العملية عبر اعتراض البعثة الدبلوماسية القطرية، وموكب البعثة الفرنسية في الطريق إلى "وادي سيدنا".

وتابع أن البعثتين القطرية والأردنية تم إجلاؤهما عن طريق البر إلى بورتسودان، ومنها جوًا إلى وجهتيها النهائيتين.

وأشار الجيش إلى إجلاء بعثات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، جوًا عن طريق قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية في أم درمان.

وشدد الجيش السوداني على أنه سيجري تنفيذ بقية عمليات الإجلاء تباعًا حسب الطلبات التي تم تقديمها لبقية الدول.

وحتى الآن امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعليق على تفاصيل عملية الإنقاذ أو إطلاق النار لأسباب أمنية، لكنها قالت إن الإجلاء مستمر كما هو مخطط له.

وأكدت الحكومة الفرنسية، صباح اليوم الإثنين، أنه تم إجلاء 388 شخصا حتى الآن من الأراضي السودانية.

وتسابق الحكومات الدولية الزمن لإجلاء موظفيها الدبلوماسيين والمواطنين المحاصرين في العاصمة الخرطوم، بينما يستمر التنافس على السيطرة على ثالث أكبر دولة في إفريقيا لليوم العاشر.

وكانت فرنسا واليونان ودول أوروبية أخرى تنظم إجلاء جماعي منذ الصباح الباكر أمس الأحد وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية "آن كلير ليجيندر" بأن فرنسا تنفذ العملية بمساعدة الحلفاء الأوروبيين".

وصرح وزير الخارجية اليوناني بأن بلاده أرسلت طائرات وقوات خاصة إلى حليفتها مصر استعدادًا لإجلاء 120 يونانيًا وقبرصيًا من الخرطوم.

وقال نيكوس ديندياس إن معظم الذين تم إجلاؤهم كانوا يحتمون في كاتدرائية للروم الأرثوذكس في الخرطوم.

كما أرسلت هولندا طائرتين تابعتين لسلاح الجو من طراز "هيرلكليز C-130" وطائرة من طراز "آيرباص A330" إلى الأردن لإنقاذ 152 مواطنًا هولنديًا عالقين في السودان شقوا طريقهم إلى نقطة إجلاء غير معلنة أمس الأحد.

وقالت وزيرة الدفاع الهولندية "كاجسا أولونجرين": “نتعاطف بشدة مع الهولنديين في السودان”.

وأضافت: “الإخلاء والنقل إلى نقطة التجمع ليسا خاليين من المخاطر تمامًا”.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، إن إيطاليا أرسلت طائرات عسكرية إلى جيبوتي لإخراج 140 مواطنًا إيطاليًا من السودان، لجأ كثير منهم إلى السفارة.

واندلع القتال مجددًا في أم درمان، المدينة الواقعة على نهر النيل من الخرطوم وجاءت أعمال العنف على الرغم من إعلان الهدنة التي كانت متزامنة مع عطلة عيد الفطر التي تستمر ثلاثة أيام.

وقال أحد شهود العيان من منزله بالقرب من مقر التلفزيون الحكومي في أم درمان “لم نشهد مثل هذه الهدنة”.

وأكد أن نيران كثيفة وانفجارات مدوية هزت المدينة كما تكثفت سحب من الدخان الأسود في السماء فوق مطار الخرطوم.

وزعمت الجماعة شبه العسكرية التي تقاتل القوات المسلحة السودانية أن الجيش شن غارات جوية على حي كافوري الراقي شمال الخرطوم، ولم يصدر تعليق فوري من الجيش.

وطوال أمس الأحد، شهدت البلاد "انهيارًا شبه كامل" لاتصال الإنترنت وخطوط الهاتف على مستوى البلاد، وفقًا لتقرير موقع "نت بلوك" المتخصص في مراقبة الإنترنت.

وذكر "ألب توكر"، مدير "نت بلوك"، في مقابلة: "من المحتمل أن تكون البنية التحتية قد تضررت أو تعرضت للتخريب وسيكون لهذا تأثير كبير على قدرة السكان على البقاء بأمان وسيؤثر على برامج الإخلاء الجارية".

وبعد أكثر من أسبوع من المعارك الدامية التي أعاقت جهود الإنقاذ، استغلت القوات الخاصة الأمريكية بعض الهدوء في حدة القتال وقامت على وجه السرعة بإجلاء 70 من موظفي السفارة الأمريكية من الخرطوم إلى مكان لم يكشف عنه في إثيوبيا في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد.

واستهدف القتال بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، المطار الدولي الرئيسي في البلاد وأصابه بالشلل، مما أدى إلى تحويل عدد من الطائرات المدنية إلى أنقاض وتدمير مدرج واحد على الأقل.

كما تم إيقاف تشغيل المطارات الأخرى في جميع أنحاء البلاد، وثبت أن السفر البري عبر المناطق المتنازع عليها من قبل الأطراف المتحاربة ينطوي على مخاطر عديدة إذ تبعد الخرطوم حوالي 840 كيلومترًا عن بورتسودان على البحر الأحمر.

وأعلنت السعودية النجاح في إجلاء 157 شخصًا، من بينهم 91 سعوديًا ومواطني دول أخرى وبث التلفزيون السعودي الرسمي لقطات لقافلة كبيرة من السعوديين وغيرهم من الأجانب يسافرون بالسيارة والحافلة من الخرطوم إلى بورتسودان، حيث قامت سفينة حربية بعد ذلك بنقلهم عبر البحر الأحمر إلى ميناء جدة.

وجه الصراع الدائر في السودان ضربة قاسية لآمال السودان القوية في التحول الديمقراطي وقتل أكثر من 420 شخصا بينهم 264 مدنيًا وأصيب أكثر من 3700 في القتال ومع احتدام العنف، تشتكي المستشفيات من أنها تكافح من أجل التأقلم مع الأوضاع الصعبة فقد تقطعت السبل بالعديد من القتلى والجرحى بسبب القتال، وفقًا لنقابة أطباء السودان التي تراقب وتتابع الجرحى، مما يشير إلى أن عدد القتلى ربما يكون أعلى مما هو عليه الآن ومن المحتمل أن يكون عدد القتلى أعلى من الأرقام المعلنة.

وفي الأثناء لا يزال ملايين السودانيين عالقين في منازلهم - مختبئين من الانفجارات وإطلاق النار وعمليات السلب والنهب - لدون كهرباء أو طعام أو ماء كافيين، وقال عطية عبد الله عطية سكرتير نقابة الأطباء "العاصمة أصبحت مدينة أشباح".

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن آلاف السودانيين فرّوا من القتال في الخرطوم ونقاط ساخنة أخرى وقد هجر ما يصل إلى 20 ألف شخص منازلهم في منطقة دارفور الغربية إلى تشاد المجاورة، إلا أن الحرب ليست جديدة على دارفور، حيث قتل ما يصل إلى 300 ألف شخص منذ عام 2003 بسبب أعمال عنف بدوافع عرقية ولكن السودان لم يعتاد على مثل هذا القتال العنيف في عاصمته.

كما تسبب القتال في وقوع مدنيين - بما في ذلك دبلوماسيون أجانب - في مرمى النيران وهاجم مقاتلون قافلة تابعة للسفارة الأمريكية الأسبوع الماضي، واقتحموا منزل سفير الاتحاد الأوروبي في السودان. 

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، الأحد، إن أعمال العنف الأخيرة أصابت دبلوماسيًا مصريًا في السودان، دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل.

ومن الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس للصلاة وقدم الدعوات من أجل السلام في الدولة الإفريقية وقال فرانسيس لمن اجتمعوا في ساحة القديس بطرس: "إنني أجدد مناشدتي حتى يتوقف العنف في أسرع وقت ممكن ويستأنف مسار الحوار". 

ويجري النظر في المزيد من الخطط لإجلاء الأجانب، حيث تنشر كوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة، ويدرس الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة. 

وعقد وزيرا الدفاع والشؤون الخارجية الألمان اجتماعا طارئا يوم السبت لدراسة إخلاء محتمل، وفقًا لصحيفة دير شبيجل الألمانية الأسبوعية.