الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لا تزال تعارض عضوية السويد.. ماذا دفع تركيا للموافقة على انضمام فنلندا للناتو؟

الرئيس نيوز

وافقت تركيا أخيرًا على طلب فنلندا للانضمام إلى حلف الناتو، مما وضع حدًا لأشهر من تأخير هذا الإجراء ولكن يستمر تمسك أنقرة بموقفها المانع للسويد من الانضمام إلى التحالف العسكري الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة>

ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، صوّت البرلمان التركي بالإجماع أمس الخميس لصالح عضوية فنلندا، مما مزيلًا العقبة الأخيرة في عملية الانضمام ويأتي هذا التصويت وفاءً بوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسماح لفنلندا بالانضمام إلى التحالف الدفاعي وكانت تركيا آخر عضو في الناتو وافق على انضمام فنلندا، على الرغم من أن المجر لم توافق على انضمام فنلندا سوى يوم الاثنين الماضي فقط.

وفي بيان بعد التصويت، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو إن بلاده "مستعدة الآن للانضمام إلى الناتو، فقد صادق جميع أعضاء الناتو الثلاثين الآن على عضوية فنلندا وأريد أن أشكر كل واحد منهم على ثقتهم ودعمهم"، وأضاف: "ستكون فنلندا حليفًا قويًا وقادرًا وملتزمًا بأمن الحلف" وأضاف الرئيس الفنلندي: "نتطلع إلى الترحيب بالسويد للانضمام إلينا في أقرب وقت ممكن".

وأشاد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج بالقرار، معلقًا: "أرحب بتصويت البرلمان التركي لاستكمال التصديق على انضمام فنلندا" وتابع ستولتنبرج في تغريدة عبر تويتر: "هذا سيجعل عائلة الناتو بأكملها أقوى وأكثر أمانًا".

والتزمت فنلندا والسويد على مدى عقود بعدم الانحياز إلى الناتو كوسيلة لتجنب استفزاز موسكو ومع ذلك، وتغير ذلك عندما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بالدخول إلى أوكرانيا وأجبر الدولتين الاسكندنافيتين على إعادة تقييم وضعهما المحايد.
وكان منع تركيا لتوسع الناتو، من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية ويمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارًا رمزيًا، بعد أن رحبت الغالبية العظمى من أعضاء الناتو بطلبات فنلندا والسويد في غضون أسابيع باستثناء دولتين - تركيا والمجر - بدأتا في تعطيل العملية.

يتبع حلف الناتو سياسة الباب المفتوح، مما يعني أنه يمكن دعوة أي دولة للانضمام إذا أعربت عن اهتمامها بأن تصبح عضوًا بالتحالف، طالما أنها قادرة على الالتزام بمبادئ المعاهدة التأسيسية للكتلة وراغبة في ذلك ومع ذلك، بموجب قواعد الانضمام، يمكن لأي دولة عضو الاعتراض على بلد جديد يرغب في الانضمام.

واتهم أردوغان فنلندا والسويد بإيواء "منظمات إرهابية" كردية، بينما زعم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنهم ينشرون "أكاذيب صريحة" حول سجل بلاده في سيادة القانون وخففت تركيا والمجر في وقت لاحق من موقفهما بشأن انضمام فنلندا، وفتحتا الباب أمام عضويتها في وقت سابق من هذا الشهر. ومع ذلك، ما زالوا يعارضون انضمام السويد - على الأقل في الوقت الحالي.

وصوّت البرلمان المجري بأغلبية 182 صوتًا مقابل ستة أصوات لصالح طلب فنلندا يوم الاثنين وبعد ذلك بيومين، أي في يوم الأربعاء، قال المتحدث باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس إن هناك "قدرًا كبيرًا من المظالم التي يجب معالجتها" قبل أن تصدق الدولة على محاولة السويد للانضمام إلى الناتو وأكد كوفاكس إن العلاقات بين البلدين "تدهورت على مدى سنوات"، وهو ما قال إنه يجعل "سد الفجوة أكثر صعوبة" وأضاف: "نرى ضرورة لتنقية الأجواء مع السويد من أجل المضي قدمًا".

تبدو تركيا أيضًا ثابتة في معارضتها لعضوية السويد وكان أردوغان قد قال في وقت سابق إن تركيا لن توافق على عضوية السويد في الناتو ما لم تسلم البلاد "إرهابيين" بناءً على طلب تركي ومن جانبها، أوضحت السويد أن هذا لن يحدث، والعملية متوقفة في الوقت الحالي.

وتركيا عضو بحلف شمال الأطلسي ولديها ثاني أكبر جيش في الكتلة بعد الولايات المتحدة. موقعها في الجهة الجنوبية الشرقية للتحالف يجعلها عضوًا مهمًا من الناحية الاستراتيجية وبمثابة حاجز بين الغرب ومجموعة من دول الشرق الأوسط ذات تاريخ من عدم الاستقرار السياسي، حيث توجد للدول الغربية مصالح كبرى وتضيف حقيقة انضمامها إلى التحالف في عام 1952، بعد ثلاث سنوات فقط من تأسيسها، إلى نفوذها ومع ذلك، فقد تحولت تركيا عضوًا مزعجًا بعض الشيء تحت قيادة أردوغان.

واختلف أردوغان مع حلفاء الناتو بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك سوريا وليبيا، وعارض تعيين الدنماركي أندرس فوغ راسموسن رئيسًا لحلف الناتو، حتى تعهد الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما بأن يكون أحد نواب راسموسن تركيًا ولكن تركيا استفادت أيضًا من عضويتها في التحالف، على الصعيدين الأمني والسياسي.