السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

أسعار الذهب إلى أين في ظل خطط البنوك العالمية لرفع الاحتياطي من المعدن الأصفر؟

الرئيس نيوز

بعد أسبوع من تركيز غير عادي من قبل المستثمرين على قرارات وإيماءات وإشارات البنوك ‏المركزية، وبصفة خاصة المركزي الأمريكي والمركزي البريطاني والمركزي السويسري، من ‏المنتظر أن تعود البيانات الاقتصادية إلى بؤرة الاهتمام، محاطة بالأزمة المصرفية والمخاوف المستشرية على جانبي الأطلسي، وقد أنهى مؤشر الدولار الأسبوع بأداء هبوطي، ‏ولكنه كان يبدو أقوى، وعاد إلى الظهور حتى بالرغم من مع تراجع عائدات سندات الخزانة حدة، ‏مدعومًا بتدهور معنويات السوق، أي تراجع شهية المخاطرة وبالتالي ارتفاع الطلب على أصول ‏الملاذات الآمنة، وبصفة خاصة الذهب.‏

وبدأ موسم جديد في أسواق المال اعتبارًا من 8 مارس وتزامن البدء مع انهيار بنك سيليكون فالي ‏وبنك سيجنتشر، وفي الحلقة الأخيرة، قرر عدد أكبر من البنوك المركزية رفع أسعار الفائدة مما ‏يدل على تصميمها على خفض التضخم على الرغم من التوترات التي يشهدها القطاع المصرفي ‏وستظل التطورات في القطاع المصرفي حاسمة بالنسبة لتوقعات معنويات السوق والسياسة ‏النقدية فقد تم تشديد معايير الائتمان المصرفي، ويوم الأربعاء، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار ‏الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعًا، مما يشير إلى وتيرة أبطأ للارتفاعات المستقبلية ‏وفي البداية، كان رد فعل الأسواق متمثلًا في بيع الدولار الأمريكي، وارتفعت كمؤشرات وول ‏ستريت بعد مكاسب متواضعة، وانخفض مؤشر القلق (‏VIX‏) بشكل حاد ومع ذلك، لا تزال أسهم ‏البنوك الإقليمية تحت الضغط مع احتمال إلحاق الضرر بثقة المودعين بشكل كبير وخلال عطلة ‏نهاية الأسبوع، بقي المستثمرون يقظين بشكل خاص بشأن أخبار البنوك خشية إشهار إفلاس أي ‏بنوك جديدة.‏

ويعتقد المراقبون أن سعر الذهب يستفيد كثيرًا في أعقاب البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ‏جاءت مختلطة، بمعنى الاهتمام بالعلاقة العكسية التاريخية بين الذهب والدولار، فقد ارتفع ‏الدولار الأمريكي، مما أثّرّ على مؤشر أسعار الذهب على الرغم من انخفاض عوائد سندات ‏الخزانة التي غالبًا ما تدعم الذهب.‏

وذكر تقرير صادر عن بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي، إن البنوك المركزية في أجزاء من العالم ‏غير متحالفة مع الغرب تسعى للتخلص من الدولرة بسبب ارتفاع مستوى المخاوف الجيوسياسية، ‏وستلجأ بقوة لتنويع أصولها من خلال رفع احتياطياتها من الذهب.

وأضاف التقرير: "كلما طال ‏الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ستكون البلدان الأسرع غير المتحالفة مع الغرب على استعداد ‏لعزل نفسها عن الدولار الأمريكي وسيشجع هذا البنوك المركزية على مواصلة مشترياتها القوية ‏من الذهب ".‏

وتوقع التقرير من البنوك المركزية في البلدان غير المنحازة لسياسات الغرب الاستمرار في إزالة ‏الدولار من محافظها المالية والاستمرار في شراء الذهب (6٪ من مخصصاتها، دون تغيير) ‏والذي، في مرحلة لاحقة، سوف يكون مدعومًا بعائدات حقيقية منخفضة"، ويأتي ذلك بينما ‏يستقر سعر الذهب عند 1976.90 للأوقية.

وخلال الأسبوع الماضي، ‏فشلت البيانات الصادرة من الولايات المتحدة في التأثير على الدولار الأمريكي أو سعر الذهب ‏بشكل كبير، فقد انتعشت طلبات السلع المعمرة من قراءة -5.0٪ للشهر السابق لتأتي بنتيجة ‏أفضل بنسبة -1.0٪ في فبراير، ولكنها ليست قراءة جيدة مثل التوقعات بنسبة 0.6٪ وجاءت ‏بيانات السلع المعمرة باستثناء الدفاع والنقل الخارجي أقل من التوقعات، وتغلب كل من مؤشر ‏مديري المشتريات التصنيعي والخدمات الأمريكي على التوقعات بأكثر من نقطتين، حيث جاء ‏عند 49.3 و53.8 على الترتيب - مما ساعد على التراجع عن الضرر الناجم عن بيانات السلع ‏المعمرة المخيبة للآمال.‏

وتراجعت أسعار الذهب عن المستوى الرئيسي 2000 دولار للأوقية حيث ينشغل المستثمرون ‏بتقييم صحة القطاع المصرفي العالمي، حتى مع تزايد الرهانات على توقف الاحتياطي الفيدرالي ‏لسعر الفائدة مما أبقى السبائك بالقرب من الذروة المسجلة في عام واحد.

وتجدر الإشارة إلى أن ‏أسعار الذهب ارتفعت بأكثر من 100 دولار في ليلة تداول واحدة بعد انهيار بنك سيليكون فالي ‏الأمريكي في وقت سابق من هذا الشهر، وهو ثاني أكبر أزمة مصرفية في تاريخ الولايات ‏المتحدة، والتي أوقعت أيضًا في شرك بنك كريدي سويس البالغ من العمر 167 عامًا.‏

ولامست السبائك ارتفاعات قياسية في بعض العملات، بالقرب من أعلى مستوى لها على ‏الإطلاق بالدولار الأمريكي، على خلفية الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي، والتي أدت ‏إلى ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن.

وقالت المحللة في ستونكس رونا أوكونيل: "الأمر كله يتعلق ‏بالتحوط من المخاطر".  ‏