الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

جيروزاليم بوست: زيارة بلينكين إلى مصر مهمة بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط والولايات المتحدة

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تحليلًا يؤكد أهمية زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى مصر بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط والولايات المتحدة بشكل عام، فإن إصلاح العلاقات مع مصر والالتقاء بالركائز الإقليمية الرئيسية لمنظومة الأمن الأمريكي أمران ضروريان.

وانتهز بلينكين فرصة زيارته للقاهرة ليوجه الشكر إلى الدبلوماسيين الأمريكيين على "تفانيهم وخدمتهم للشعب الأمريكي وتعزيز العلاقات الأمريكية المصرية"، وجاءت كلماته بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة أمس الأحد، كما أمضى بعض الوقت في التحدث مع الشباب المصريين الذين جعله التحدث إليهم متفائلًا بشأن مستقبل العلاقات الثنائية، وأكدت الصحيفة أن مصر شريك رئيسي للولايات المتحدة في قضايا مثل مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي وتلقت البلاد 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة منذ عام 1978، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.

وتعد زيارة بلينكين للمنطقة هي الرابعة حتى الآن منذ توليه مهام منصبه، وتأتي في وقت مهم بالتزامن مع الهجمات في القدس والاشتباكات في جنين من بين الموضوعات التي ستتناولها مباحثاته، فمصر تتمتع بعلاقات جيدة مع واشنطن وقد وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل. وفي عام 2009، اقترح الرئيس السابق باراك أوباما "بداية جديدة" في خطاب ألقاه في مصر وكان "رياح التغيير"، مؤشرًا على رغبة الولايات المتحدة إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة بعد تسع سنوات من الحرب العالمية على الإرهاب التي قادها بوش الابن وما يقرب من 20 عامًا بعد حرب الخليج وكان هناك الكثير من اضطرابات العلاقات العربية الأمريكية بسبب غزو العراق.

حدثت تغييرات هائلة في مصر من 2011 إلى 2015، فقد صعدت جماعة الإخوان الإرهابية لفترة وجيزة إلى السلطة بعد الانتخابات ثم طرد التنظيم الإرهابي من السلطة باحتجاجات جماهيرية في ثورة 30 يونيو، واليوم عادت مصر شريكًا رئيسيًا للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكنها أيضًا دولة قوية في حد ذاتها ولعبت تاريخيًا دورًا رئيسيًا في المنطقة خلال الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت معارضًا رئيسيًا لإسرائيل وفي وقت لاحق أصبحت شريك سلام.

وفي السياسة الخارجية، صاغت القاهرة مسارها الخاص: التواصل مع نظام الأسد والعمل عن كثب مع الأردن والعراق والخليج وهي معنية بما يحدث في ليبيا وكذلك بأمن القرن الأفريقي، وهناك أصوات أمريكية تنتقد الحكومة المصرية الحالية وكانت حكومة أردوغان في تركيا معادية لمصر أيضًا، واعتقد بعض المصريين أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء في 2011-2013 أدت إلى فوضى في المنطقة وهذا يعني أن هناك مخاوف متبادلة في القاهرة وواشنطن بشأن مسار العلاقات، والتي تعكس، من بعض النواحي، العلاقة بين الرياض والولايات المتحدة، حيث توترت العلاقة التي كانت قوية في يوم من الأيام.

وقال بلينكين إنه مهتم بحقوق الإنسان وكذلك تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وهو أمر تحرص مصر عليه وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلينكين سيكون في مصر حتى يوم الاثنين، ويلتقي بالسيسي ووزير الخارجية سامح شكري وكبار المسؤولين المصريين كما ستتم مناقشة الانتخابات الليبية، بالإضافة إلى "العملية السياسية الجارية بقيادة السودان" وبعد ذلك، سوف يسافر بلينكين إلى إسرائيل.

مصر ترفع الستار عن اجتماعات بلينكن في القدس
هذه الأهمية تجعل مصر هي التي ترفع الستار عن الاجتماعات في القدس، وقد لعبت مصر تاريخيًا دورًا رئيسيًا في المحادثات مع الفصائل الفلسطينية وتأجيج التوترات بين الجانبين، والتقى بلينكين آخر مرة بالسيسي في واشنطن في ديسمبر كما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسيسي في نوفمبر على هامش مؤتمر الأطراف في شرم الشيخ بمصر في سيناء وفي ذلك الوقت، أعرب الرئيس بايدن عن تضامن الولايات المتحدة مع مصر في مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا على الاقتصاد العالمي وكذلك دعمه لحقوق مصر المائية.

وتراقب الاجتماعات الأمريكية المصرية عن كثب كافة ملفات المنطقة بما في ذلك تحركات قطر الدبلوماسية وكذلك حماس في غزة، لترى ما يمكن أن يخرج منها. المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وأشارت وسائل إعلام إلى أن القضية الليبية على رأس اهتمامات بلينكن، وهل يمكن أن يكون هناك عودة "للحكم بقيادة مدنية" في ليبيا؟ وستعبر الولايات المتحدة عن دعمها لمنتدى النقب وتناقش أيضًا التطورات في إثيوبيا والسودان وفي السودان، هناك تساؤلات حول انتقال هذا البلد إلى الديمقراطية، في حين أن إثيوبيا تعاني من الصراعات والحرب الأهلية.

كما يعتبر سد النهضة الإثيوبي الكبير في إثيوبيا مصدر قلق لمصر وستكون الموضوعات الأخرى على جدول الأعمال هي التجارة والاستثمارات الأمريكية في الاتصالات السلكية واللاسلكية في مصر واستوردت نحو 5.9 مليار دولار من الولايات المتحدة لبناء وتوسيع بنيتها التحتية، وفقًا لوثيقة وزعتها وزارة الخارجية يوم السبت.

وتشير تلك الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة ومصر أقامتا علاقات ثنائية متينة منذ عام 1922 خلال إدارة وارن جيه هاردينج وتذكر الوثيقة "تحقيق مستقبل ديمقراطي ومزدهر للجميع" وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تريد التزاما مشتركا بحقوق الإنسان وسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تذكر هذه القضايا - أكثر من مجرد عابر - خلال زيارة بلينكن التي تستغرق 48 ساعة، وفيما يتعلق بإسرائيل، من الواضح أن العلاقة المصرية هي المفتاح، فقد تم عقد المزيد من الاجتماعات رفيعة المستوى وواضحة بين إسرائيل ومصر ولكن يمكن أن يحدث المزيد من التقدم، وأجرت إسرائيل والإمارات والبحرين مناورات بحرية مشتركة في البحر الأحمر مع الولايات المتحدة في عام 2021 ولكن لا يبدو أن هناك تدريبات مشتركة مماثلة مع مصر ومن غير الواضح ما إذا كانت القيادة المركزية الأمريكية، التي نفذت مؤخرًا مناورة كبيرة مع إسرائيل، أو المكون البحري للقيادة المركزية الأمريكية، ستعمل على إجراء تدريبات مشتركة.

ورجح التحليل: يبدو أن مصر تعود لتكون شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة، ولأنها تلعب دورًا في علاقات إسرائيل مع الخليج وهذه النقطة تحديدًا من المحتمل أن تضيف المزيد من الاستقرار في المنطقة علاوة على توطد علاقات مصر مع المملكة العربية السعودية ودورها في شرق البحر المتوسط وليبيا.