"من اخترع الورق؟".. اكتشاف مصري يغير إجماع علماء الآثار

كشفت أحدث المهام البحثية مؤخرًا في موقع مهمل منذ فترة طويلة أنه تم استخدام الورق في مصر قبل أكثر من 2000 عام قبل ظهور الورق لأول مرة في الصين.

وأشار تقرير أعدته ليديا ويلسون، ونشرته مجلة "نيو لاينز" إلى أن إجابة سؤال "من اخترع الورق؟" اختلفت تمامًا عن الإجابة التي كان يقدمها العلماء في السابق، ونقلت المجلة عن عالم المصريات بيير تاليت قوله إن الموقع الأثري وادي الجرف في شبه جزيرة سيناء في مصر يقدم للعالم الدليل الذي لا يمكن تفنيده بأن المصريون هم من اخترعوا الورق، بل واخترعوا ألياف ودعامات من ألياف النباتات واستخدموها كدعامات للقوارب الخشبية، وعثر بالموقع كذلك على بعض الحبال المستخدمة في رفع القارب، ولم يمسها أحد منذ سقوطه على الأرض منذ حوالي 4600 عام، وأضاف تاليت أن علماء الآثار سيقفون طويلًا أمام كنز من المعلومات المدهشة في وادي الجرف.

وأشارت المجلة إلى مجموعة من أقدم البرديات التي تم العثور عليها على الإطلاق وقد كشف هذا الموقع الأثري المنسي في الصحراء عن أدلة تقلب المعلومات التاريخية القديمة رأسًا على عقب؛ على سبيل المثال يبدو أن الورق، الذي كان يُعتقد أنه تم اختراعه في القرون الأولى في الصين، قد ظهر قبل ذلك بكثير، هنا في مصر وأعطت البرديات المكتشفة في هذا المكان البعيد في الصحراء رؤى جديدة حول كيفية بناء الأهرامات الغامضة.

ووصلت مراسلة المجلة إلى مصر في يوم دافئ في أبريل 2022 واستقبلها عالم المصريات تاليت وزملائه في المطار وبعد ساعتين على الطريق السريع الجديد السلس، متجهًين جنوبًا من القاهرة على طول البحر الأحمر، انطلق الفريق ليغرق في الصحراء على طريق مرصوف إلى المخيم بالقرب من الوادي، وهو بالتأكيد وادي الجرف، وكان يبدو أن الاكتشاف الذي أثبت اختراع الورق في مصر عبارة عن شهادة مكتوبة على البردي مباشرة من شاهد عيان معاصر شارك في بناء مجمع هرم خوفو وكانت أوراق البردي في الغالب عبارة عن دفاتر، كتبها مفتش موقع يُدعى ميرير، وقام بتسجيل تفاصيل رهيبة عن الخدمات اللوجستية وأسماء العمال المشاركين في عملية التعدين وقطع الأحجار لبناء الهرم الأكبر، والتي تضمنت أعمال المحاجر ونقل المواد لبناء الأهرامات.

وكتب تاليت: “حتى الآن، وقف مجمع هرم خوفو صامتًا وغامضًا على هضبة الجيزة، مع عدم وجود إشارات وثائقية معاصرة معروفة إليه في وقت بنائه، ولكن هنا في سيناء، بعد عدة آلاف من السنين، عثر المؤرخون على مفتاح لفهم كيفية بناء إحدى عجائب العالم”، وأضاف: "طوال القرن الماضي، لم يعثر أحد على شيء آخر مهم في الجيزة وغالبًا ما يتم العثور على أفضل القرائن والأدلة على الحواف، في الأماكن النائية وبعض الأماكن المنسية".