الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فورين بوليسي: هل ساهمت الأزمة الاقتصادية في تعزيز التقارب المصري الصيني؟

الرئيس نيوز

جدّدت بكين تأكيد علاقاتها مع القاهرة خلال الأسبوع الجاري، بعد أن اختتم وزير الخارجية الصيني الجديد، تشين جانج، جولته الأفريقية التي شملت خمس دول ليتوقف في مصر كمحطته الأخيرة، حيث عقد اجتماعات منفصلة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وقالت مجلة "فورين بوليسي" إن الزيارة تأتي في لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للاقتصاد والعملة المصرية، حيث سمحت الحكومة بانخفاض الجنيه بشكل حاد 17% منذ 1 يناير و50% أثناء الأشهر العشرة الماضية - في تبني جديد واضح لسياسة سعر الصرف المرنة.

وقال الوزير الصيني الجديد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره سامح شكري إن المباحثات تناولت القضايا الإقليمية بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الإقليمي وردا على سؤال صحفي حول فلسطين، حث تشين إسرائيل على "وقف كل التحريض والاستفزاز وتجنب أي إجراءات أحادية الجانب قد تؤدي إلى تفاقم الوضع".

وأشارت المجلة إلى أن مصر لعبت دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، بعد أن ساعدت في التوسط لوقف إطلاق النار في مايو 2021، لكن الحكومة المصرية منشغلة الآن في صعوبات اقتصادية، منذ اندلاع الصراع في أوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا، وقد وافقت القاهرة الشهر الماضي على حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. 

وأوضحت أن الصين ستخسر إذا انهار الاقتصاد المصري، بالنظر إلى مستوى التجارة بين البلدين ولأن الصين هي أكبر مستخدم لقناة السويس - وهي حلقة وصل مهمة لشحن بضائعها إلى أوروبا.

وأكد تشين التزام بكين بالمساعدة في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال استيراد المنتجات المصرية وزيادة السياح الصينيين إلى مصر، وهي مصدر رئيسي للإيرادات للبلاد، والتي عانت بشكل كبير خلال الوباء لكنها تعافت تدريجيًا على الرغم من انخفاض عدد السياح الصينيين ولكن كيف يمكن للصين أن تعيد السياحة الصينية إلى مصر، فهذا ما زال يتعين الانتظار حتى رؤيته يتحقق في الواقع، ففي نفس يوم المؤتمر الصحفي الذي عقده تشين في القاهرة، أبلغت لجنة الصحة الوطنية الصينية عن ما يقرب من 60 ألف حالة وفاة مرتبطة بـ كوفيد في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد منذ نهاية القيود الصارمة على الوباء في ديسمبر.

تحتاج مصر أيضًا إلى استثمارات الصين المستمرة في المشاريع العملاقة التي تقودها الدولة لإنعاش الاقتصاد وتساعد بكين جزئيًا في تمويل وبناء الحي التجاري للعاصمة الإدارية الجديدة بقيمة 59 مليار دولار شرق القاهرة كجزء من صفقة مع شركة تشاينا ستيت كونستركشن إنجنيرينج كوربوريشن المملوكة للدولة.

العاصمة الجديدة، التي تم الإعلان عنها لأول مرة في عام 2015 ومن المقرر افتتاحها في منتصف 2023، يتم تمويلها جزئيًا أيضًا من خلال السندات عالية الفائدة، وفي مكان آخر، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر، استثمرت الصين مليارات الدولارات كجزء من مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس شي جين بينج وداخل المنطقة، التي تتكون من موانئ ومدن صناعية، قامت بكين ببناء ما يعرف باسم منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تيدا السويس، أو مدينة تيدا حيث تقوم الشركات المملوكة للصين بتصنيع منتجات للتصدير إلى أوروبا والشرق الأوسط والصين؛ وتقدر بكين أن مشروعها قد ساعد في توفير أكثر من 30 ألف وظيفة.

وعلى مدار أكثر من 30 عامًا، حافظت الصين على تقليد مفاده أن أول رحلة خارجية يقوم بها وزير خارجية معين ستكون إلى إفريقيا وتضمنت رحلة تشين التي استمرت أسبوعًا زيارة كل من إثيوبيا والجابون وأنجولا وبنين، ومصر هي واحدة من أكبر ستة مساهمين أفارقة في ميزانية الاتحاد الأفريقي. (البلدان الأخرى هي الجزائر وأنجولا والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا)، وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، زار تشين المقر الذي تم تشييده حديثًا للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتي بنتها الصين وتمولها وقال تشين إن المبنى "يقف كدليل قاطع للعالم على أن الصين تدعم أفريقيا دائمًا".

في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى استعادة نفوذها عبر إفريقيا، تعيد الصين تأكيد علاقاتها مع القارة السمراء، فضلًا عن التطلع إلى الخارج نحو الشرق الأوسط وتقدر الصين قرار مصر استقبال السياح الصينيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانج وين بين" للصحفيين في مؤتمر صحفي في بكين: "نعتقد أنه في المستقبل القريب، سيعود عدد السياح الصينيين والرحلات الجوية إلى مصر إلى مستوى ما قبل الوباء أو حتى يتجاوزه".