السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تنافس نووي "شرس" في آسيا قد يخرج عن السيطرة

الرئيس نيوز

أثارت شراسة التسلح النووي في قارة آسيا المخاوف من تفاقم الصراع، مع زيادة كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية النووية في الفترة الأخيرة.

حذرت شبكة “سي أن أن” الأمريكية اليوم الأحد، من أن هناك تنافسا محموما بين أكبر 3 قوى نووية في العالم وقوة صاعدة وعمالقة اقتصاديين في آسيا، وأنه يمكن أن يخرج عن السيطرة دون أي تدابير لضبط النفس.

وقالت الشبكة في تقرير: “إنه سباق تسلح أكبر من أي شيء شهدته آسيا على الإطلاق”، مشيرة إلى أن ثلاث قوى نووية كبرى وواحدة سريعة التطور وأكبر ثلاثة اقتصادات في العالم وتحالفات عمرها عقود، تتنافس جميعها من أجل التفوق في بعض المناطق البرية والبحرية الأكثر تنازعًا في العالم.

وأضافت: “في أحد الجوانب من الحلبة توجد الولايات المتحدة وحليفاها اليابان وكوريا الجنوبية، وفي زاوية أخرى الصين وروسيا وفي زاوية ثالثة كوريا الشمالية، ومع رغبة كل منهم في أن يكون متقدمًا بخطوة عن الآخرين يقع الجميع في دائرة مفرغة قد تخرج عن نطاق السيطرة، وبعد كل شيء ردع رجل واحد هو تصعيد رجل آخر”.

ونقلت الشبكة عن أنكيت باندا خبير السياسة النووية في “مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي” في واشنطن قوله: “سنستمر في رؤية هذه الديناميكيات تتصاعد في شرق آسيا، حيث لا توجد لدينا تدابير ضبط النفس وليس لدينا سيطرة على التسلح”.

ولفتت الشبكة إلى أن الزيارة التي قام بها القادة اليابانيون إلى واشنطن خلال الأسبوع الماضي، كانت فقط لتسليط الضوء على هذه النقطة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أعرب بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة، عن قلقه بشأن الأنشطة العسكرية للصين في بحر الصين الشرقي وإطلاق الصواريخ الباليستية فوق تايوان والتي هبطت في المياه بالقرب من اليابان في أغسطس الماضي.

وحذر كيشيدا بكين من محاولة “تغيير النظام الدولي” وقال إنه “من الضروري للغاية” بالنسبة لليابان والولايات المتحدة وأوروبا أن تقف متحدة بشأن الصين.

وجاءت كلماته بعد أيام فقط من حديث الوزراء الأمريكيين واليابانيين بشكل ينذر بالسوء عن “التوسع المستمر والمتسارع للترسانة النووية الصينية”.

ومع ذلك وفقًا لكوريا الشمالية والصين، فإن اليابان هي المعتدية بحسب الشبكة التي لفتت إلى تعهدات طوكيو أخيرا بمضاعفة إنفاقها الدفاعي، مع الحصول على أسلحة قادرة على ضرب أهداف داخل الأراضي الصينية والكورية الشمالية.

وذكرت الشبكة، أن تلك المخاوف “المزعومة” تزايدت مع الإعلان قبل أيام فقط عن خطط لنشر مشاة البحرية الأمريكية الجديدة في الجزر الجنوبية لليابان، بما في ذلك صواريخ متحركة جديدة مضادة للسفن تهدف إلى إحباط أي ضربة أولى من بكين.

وقالت الشبكة في تقريرها:”بالنسبة للولايات المتحدة واليابان، فإن مثل هذه التحركات تتعلق بالردع، وبالنسبة لبكين فهي تصعيد”.

وتقول الصين إن مخاوفها تستند إلى أسباب تاريخية، إذ تعرب عن مخاوفها من عودة طوكيو إلى التوسع العسكري في حقبة الحرب العالمية الثانية، عندما سيطرت القوات اليابانية على مساحات شاسعة من آسيا وتحملت الصين العبء الأكبر.

وتصر بكين على أن الخطط التي تشمل حصول اليابان على أسلحة “هجوم مضاد” بعيدة المدى مثل صواريخ توماهوك التي يمكن أن تضرب قواعد داخل الصين، تظهر أن طوكيو تهدد السلام في شرق آسيا مرة أخرى.

وقالت الشبكة: “لكن المنتقدين يشتبهون في أن للصين دافعا ثانويا في إثارة الجروح التاريخية، وهو تشتيت الانتباه عن تعزيز القوة العسكرية الخاصة بها”.

وأضافت: “ويشير هؤلاء إلى أنه حتى في الوقت الذي ترفض فيه بكين بشدة المخاوف الأمريكية واليابانية بشأن قوتها العسكرية المزدهرة، فإنها تعمل على زيادة قواتها البحرية والجوية في مناطق بالقرب من اليابان بينما تطالب بجزر سينكاكو وهي سلسلة غير مأهولة تسيطر عليها اليابان في شرق الصين”.

كما تعمل الصين على رفع درجة الحرارة من خلال تعزيز شراكتها مع روسيا بحسب الشبكة التي نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله، إن هذا لم يحفز فقط بعض الاتفاقيات بين الولايات المتحدة واليابان، ولكن غزو روسيا لأوكرانيا قد “حرك الأمور بقوة” بالنظر إلى الطريقة التي أظهر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جين بينغ علاقاتهما الوثيقة.

وأشارت الشبكة إلى أن روسيا أبرزت أيضًا قدراتها العسكرية في المحيط الهادئ، بما في ذلك في الشهر الماضي، عندما انضمت سفنها الحربية إلى السفن والطائرات الصينية في مناورة بالذخيرة الحية لمدة أسبوع في بحر الصين الشرقي.

ورأت أن استفزازات بكين واضحة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتايوان وهي الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، والتي يزعم الحزب الشيوعي الصيني أنها أراضيه على الرغم من أنه لم يسيطر عليها مطلقًا.

ورفض شي استبعاد استخدام القوة العسكرية لإخضاع الجزيرة لسيطرة بكين، وزادت الصين من أنشطتها العسكرية حول الجزيرة، خاصة منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية آنذاك نانسي بيلوسي في آب الماضي.

وأوضحت الشبكة في تقريرها، أنه في الأيام التي أعقبت زيارة بيلوسي أجرت الصين تدريبات عسكرية غير مسبوقة حول الجزيرة، حيث أطلقت صواريخ متعددة بالقرب من مياهها وأرسلت طائراتها الحربية لمضايقتها.

وفي الأسبوع الماضي، أرسلت الصين 28 طائرة حربية عبر الخط المتوسط لمضيق تايوان بما في ذلك مقاتلات J-10 وJ-11 وJ-16 وSu-30 وقاذفات H-6 وثلاث طائرات دون طيار وطائرة إنذار مبكر واستطلاع وفقا للشبكة.

وقالت: “وسط مثل هذه الأعمال ظل تصميم الولايات المتحدة قويا، إذ واصلت واشنطن الموافقة على قائمة متزايدة من المبيعات العسكرية للجزيرة بما يتماشى مع التزاماتها بموجب قانون العلاقات مع تايوان”.

وبالنسبة لكوريا الشمالية لفتت الشبكة، إلى أن الزعيم كيم جونغ أون دعا أخيرا إلى “زيادة هائلة” في ترسانة الأسلحة النووية لبلاده بدءًا من عام 2023، ويقوم ببناء أسطول من قاذفات الصواريخ المتنقلة “الكبيرة جدًا” التي يمكن أن تضرب أي نقطة في الجنوب برأس حربي نووي، مضيفة أنه في تقرير الخميس قال معهد كوريا الجنوبية لتحليلات الدفاع، إن خطة كيم يمكن أن تتجسد في 300 سلاح نووي في السنوات المقبلة.

وقالت الشبكة: “هذه خطوة كبيرة مقارنة مع العام 2022، عندما قدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن لدى كوريا الشمالية 20 سلاحًا نوويًا مُجمَّعًا وما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج 55 سلاحًا”.