الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أول تعليق روسي على مقترح السلام الأوكراني.. خطة من ثلاث محاور

الرئيس نيوز

قالت وكالة الإعلام الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال اليوم الخميس إن موسكو لن تستخدم "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كأساس للمفاوضات، وتعتقد بأن كييف ما زالت غير مستعدة لمحادثات سلام حقيقية.

كما قال لافروف لوكالة الإعلام الروسية إن فكرة كييف عن طرد روسيا من شرق أوكرانيا والقرم بمساعدة الغرب ما هي إلا "وهم".

ثلاثة نماذج للسلام

ووفق وكالات أنباء، فقد قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لصحيفة "واشنطن بوست"، إن بايدن سعى خلال اجتماعه وجهًا لوجه مع زيلينسكي في البيت الأبيض، لمناقشة أفكار الرئيس الأوكراني حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه "عملية السلام" لإنهاء الحرب، ولكنه أقر بأن هذه المحادثات كانت عامة بسبب عدم وجود مؤشرات على أن روسيا مهتمة بالتفاوض.

ووفق "واشنطن بوست"، هناك ثلاثة نماذج مختلفة لما يمكن أن تبدو عليه نهاية الحرب، ولكل منها أتباع داخل الإدارة الأميركية.

النموذج الأول هو جزء من خطة سلام اقترحها زيلينسكي الشهر الماضي، والتي تشمل الانسحاب الروسي من جميع الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ومناطق شرق دونباس التي سيطرت عليها قوات موالية لروسيا منذ 2014.

والخيار الثاني يتعلق بالانسحاب إلى خطوط 2014، أما الخيار الثالث فيتعلق بالانسحاب من دونباس، ولكن ليس شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014.

وأوضح زيلينسكي أنه لن يدعم الخيار الثاني والثالث، مشيرًا إلى أن "السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بعد انسحاب الغزاة الروس من جميع الأراضي المحتلة".

وقال إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو، والرئيس الحالي لـ"مجلس شيكاغو للشؤون العالمية"، إن بايدن وزيلينسكي "كانت لهما فرصة لإجراء محادثات جادة بشأن نهاية هذه الحرب، ولكن من دون إخبار زيلينسكي ما يتوجب القيام به". وأشار إلى أن بايدن "لا يريد الذهاب بعيدًا في هذه الحرب خوفًا من تصعيد أكبر".

مقترح كيسنجر

وفي 18 ديسمبر الجاري، قدّم الدبلوماسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر مقترح سلام في أوكرانيا قائمًا على التفاوض، للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى.

وفي مقال بمجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية تحت عنوان "سُبل تجنب حرب عالمية أخرى"، قال كيسنجر إن "الوقت حان للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات".

وتابع قائلًا: "يجب أن تُربط عملية السلام في أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى".

وأشار كيسنجر إلى أنه اقترح في مايو وقفًا لإطلاق النار؛ تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل "مفاوضات".

هنري كسنجر

واقترح كيسنجر إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي انضمت إلى الاتحاد الروسي، في حال ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.

وحذر كيسنجر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا دولة "عاجزة"، أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى. ولم تُظهر أوكرانيا أو أي دولة غربية تأييدًا لأي من المسارين.

واندلع الصراع في شرق أوكرانيا عام 2014، بعد الإطاحة برئيس أوكراني موال لروسيا وقيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم، فيما خاض انفصاليون مدعومون من روسيا قتالًا ضد القوات المسلحة الأوكرانية في شرق البلاد.

ويقول الكرملين إن على كييف الاعتراف بضم موسكو لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنه يتعين أن تغادر كافة القوات الروسية أراضيها.

ولعب كيسنجر (99 عامًا) دورًا بارزًا في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، كما عقد لقاءات عدة مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيسًا لروسيا لأول مرة في عام 2000.