الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد زيارة بوتين.. مخاوف من جرّ بيلاروسيا للحرب في أوكرانيا

الرئيس نيوز

أثارت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيلاروسيا، مخاوف من أنه قد يجر مينسك إلى الحرب في أوكرانيا، حيث أعلن الزعيم الروسي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، عن المزيد من المناورات المشتركة، فيما تحذر كييف من غزو جديد محتمل من الشمال.

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا، قولها إن بلادها “ليست للبيع”.

وقالت المجلة إن بوتين سافر في زيارة نادرة إلى بيلاروسيا أمس للمرة الأولى منذ بدء الحرب الأوكرانية في فبراير، وسط تكهنات بأنه يحاول “تقوية ذراع لوكاشينكو ليصبح أكثر انخراطًا في غزوه المتعثر”، وفقا لتعبيرها.

وذكرت المجلة أنه رغم أن لوكاشينكو لم يرسل قواته إلى أوكرانيا، لكنه كان أحد القادة العالميين القلائل الذين دعموا علنًا الحرب المدانة على نطاق واسع، مشيرة إلى أن حكومته تتمتع بعلاقات وثيقة مع الكرملين، حتى أنه سمح للقوات الروسية بدخول أوكرانيا من حدود بيلاروسيا؛ ما منحها وصولًا أقرب إلى كييف.

وأشارت المجلة إلى أن لقاء لوكاشينكو مع بوتين قوبل بإدانة من تسيخانوسكايا، وهي زعيمة المعارضة المؤيدة للديمقراطية في بيلاروسيا والتي تعيش في المنفى، إذ إن حرية المعارضة محدودة في الدولة الاستبدادية.

ووفقًا لتقرير المجلة الأمريكية، كتبت تسيخانوسكايا على تويتر: “بيلاروسيا ليست للبيع. استقلالنا ليس للبيع. الدكتاتور لوكاشينكو لا يمكنه عقد اتفاقات نيابة عن شعبنا، إنه يمثل نفسه فقط،” وأضافت أن لوكاشينكو “سيتحمل مسؤولية جرائمه ضد البيلاروسيين والأوكرانيين”.

وأضافت المجلة أن الاجتماع يأتي بعد أن كثفت بيلاروسيا التدريبات العسكرية في الأسابيع الأخيرة، حيث أعلن جيشها الأسبوع الماضي عن خطط للتحقق من الاستعداد القتالي لقواته وأجرى أيضًا تدريبات لمكافحة الإرهاب في وقت سابق من الشهر الجاري.

وفي المقابل، أبلغت آنا أوهانيان، وهي باحثة بارزة في “مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي”، مجلة “نيوزويك” بأن انتقادات تسيخانوسكايا من غير المرجح أن تؤثر على الخطاب البيلاروسي “لأن لوكاشينكو يقود دولة استبدادية يتم فيها خنق المعارضة”.

ومع ذلك، قالت أوهانيان إن العديد من البيلاروس من غير المرجح أن يردوا على اجتماع بوتين ولوكاشينكو بالدعم، مشيرة إلى الروابط المجتمعية العميقة بين العديد من البيلاروسيين والأوكرانيين والتي من شأنها أن تجعل من الصعب على لوكاشينكو الانضمام رسميًّا إلى “غزو بوتين”.

وأضافت أوهانيان للمجلة “أعتقد أن الناس بمفردهم سيصابون بالتوتر إذا حاول لوكاشينكو جر بيلاروسيا إلى هذه الحرب إلى جانب قوة خاسرة. أعني، تكتيكيًّا واستراتيجيًّا، أنه من الانتحار لأي دولة أن تنضم إلى حالة الحرب هذه، حيث تم القضاء على تفوق روسيا بشكل أساس”.

ورأت الباحثة أن بيلاروسيا قد تزيد التدريبات العسكرية لجذب القوات الأوكرانية إلى الشمال، ما يترك الجيش في وضع أكثر هشاشة في جنوب شرق أوكرانيا، مثل منطقة دونباس، التي تشهد قتالًا مستعرًا الآن، لكنها شككت في نجاح القوات الروسية بشأن استغلال ذلك.

ويأتي الاجتماع بعد تحذيرات متكررة من أوكرانيا في الأيام الأخيرة من أن القوات الروسية يمكن أن تستعد لهجوم جديد من بيلاروسيا يهدف إلى الاستيلاء على كييف – على بعد نحو 55 ميلًا فقط من الحدود البيلاروسية – أو لتعطيل تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا عبر بولندا.