الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صراع داخلي على السلطة.. أزمة تعيين مرشد جديد لـ الإخوان تعمق الانقسام بين ثلاث جبهات

الرئيس نيوز

أشعلت وفاة المرشد العام بالإنابة لتنظيم الإخوان إبراهيم منير في 4 نوفمبر صراعًا داخليًا جديدًا على السلطة، وفي الوقت الحالي، هناك ثلاث فصائل تتصارع من أجل السيطرة، وجميعها تعمل خارج مصر: واحدة في بريطانيا واثنتان في إسطنبول، وأصبح الآن فصيل لندن، الذي كان يقوده إبراهيم منير ذات يوم، يقوده الآن محيي الدين الزايط في حين يقود محمود حسين أحد فصيلي اسطنبول، والآخر هو فصيل "تيار التغيير". كل يدعي أنه الممثل الشرعي للإخوان وأهدافهم.

ووفقًا لتقرير موقع "جيه إن إس" الأمريكي، قبل وفاته، أعلن منير أن الإخوان لن يسعوا بعد الآن إلى السلطة في مصر وترفض فصائل اسطنبول هذا الموقف، وأحدها يؤمن بالعمليات المسلحة ضد الحكومة والجيش المصريين وبعد وفاة منير، أعلن فصيل لندن التابع للجماعة على الفور أن الزايط هو مرشد الإخوان بالوكالة وردًا على ذلك، قام فصيل مقره اسطنبول باختيار محمود حسين مرشدًا جديدًا، وخليفة لمنير.

ويبدو أن الخلاف بين الفصائل الثلاثة لا يمكن تسويته قريبًا ويتطلب تصويت الجمعية العامة، وهو أمر يصعب ترتيبه في ظل حظر التنظيم الإرهابي في مصر وعدد من البلدان التي تعرف حجم خطورته.

وأشار التقرير إلى أن مصر تعتبر الزايط إرهابيا وبالفعل حكم عليه غيابيًا بالسجن ست سنوات في عدد من القضايا المتعلقة بالإرهاب التي تشمل خلية إرهابية تعرف باسم كتائب حلوان.

وأسفرت هجمات كتائب حلوان في 2014-2015 عن مقتل خمسة من ضباط الشرطة وتدمير عدد من الأبراج الكهربائية. وكان الزايط مكلفا بتنسيق مجموعات إرهابية مختلفة.

وكان لمنير الفضل في الحفاظ على التنظيم الدولي للإخوان بدون تفكك بعد حظره في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن وروسيا وفي عام 2016.

وأقنع منير البرلمان البريطاني بعدم حظر جماعة الإخوان أو تصنيفها ككيان إرهابي وقال أمام لجنة برلمانية إن قوانين الشريعة تتسامح مع المرتدين والمثليين، وهو ما يتعارض مع تعاليم مؤسس الإخوان حسن البنا ولكن كلًا من منير ومحمود حسين كانا مكروهين من قبل فصيل تيار التغيير، الذي يتألف في الغالب من شباب الإخوان الذين يرون أن الحرس القديم قد تقدم في السن ويُعرف أيضًا باسم "الموجة الثالثة" و"الكماليين الجدد"، في إشارة إلى الإرهابي محمد كمال وقد نظم تيار التغيير مؤتمرًا في اسطنبول في أكتوبر الماضي بالتزامن مع ذكرى وفاة كمال.

وكان كمال العقل المدبر لعدد من الأنشطة الإرهابية في مصر قبل أن يقتل على أيدي قوات الأمن المصرية في عام 2016 بعد معركة قصيرة في مخبئه في القاهرة وتؤمن حركة التغيير بإعادة المبادئ التي وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا ومنظرها ومديرها الإرهابي سيد قطب وتشمل هذه المبادئ محاربة الحكومات المرتدة والإطاحة بالحكام بالقوة كشكل من أشكال الجهاد وفقًا لتصورات الإخوان المتطرفة، وقد آمن قطب بفرض الشريعة على المجتمع بدلًا من القانون المدني.

وأصدر فصيل تيار التغيير ميثاقًا خلال أول اجتماع رسمي له في إسطنبول ويشير الميثاق إلى أن الجماعة مستعدة لاستئناف الأنشطة الإرهابية في مصر، بحسب “سكاي نيوز” عربية وهي تنبذ أي مساع للمصالحة أو التقارب مع الحكومة المصرية.

وجاء في الميثاق أن "جميع الخيارات مفتوحة لاستخدام القوة والعنف وضرورة إطلاق سراح السجناء كما دعا إلى "نهاية عصر المركزية داخل الإخوان والاعتماد على اللامركزية"، معتبرًا أنه لن يتبع فصائل لندن أو إسطنبول وتتعارض هذه المواقف مع تصريح سابق لإبراهيم منير، قبل وفاته، بأن الإخوان لم يعودوا يبحثون عن السلطة في مصر وكان منير قد زعم أن أهداف فصيله ينصب على تحرير أعضاء الإخوان في السجون المصرية، و"تحقيق المصالحة المجتمعية، وبناء شراكة وطنية واسعة تتبنى مطالب المصريين في تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي".

وكانت تصريحات إبراهيم منير الأخيرة في نظر الإخوان، تقدم تنازلات للسلطة في مصر، ونظر إليه آخرون على أنه نهج براجماتي لتنظيم لم يعد تمتلك أي أسلحة يمكنها من خلالها مواجهة النظام السياسي في مصر.

إذا تم تطبيق لوائح جماعة الإخوان على الموقف الحالي، فيجب أن يكون المرشد العام القادم بالوكالة محمد البحيري، البالغ من العمر 80 عامًا، والذي يعيش في تركيا وهو أكبر أعضاء جماعة الإخوان سنًا وكان عضوًا في الخلية سيئة السمعة المعروفة باسم "تنظيم 65"، والذي كان يرأسه سيد قطب وضم أيضًا بديع، ونفذ تنظيم 65 عددًا من محاولات الاغتيال التي استهدفت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشنت هجمات منسقة أخرى في محاولة للإطاحة بالحكومة المصرية وتمكنت السلطات المصرية من تفكيك الخلية الإرهابية في عام 1965، وحكمت على عدد من أعضائها - بمن فيهم قطب – بالإعدام وكان البحيري أحد أعداء منير الكثيرين وشارك في محاولة انقلاب ضده في أكتوبر 2021، وردًا على ذلك أوقف منير البحيري وعدد من شركائ المقربين، ولكن صعود البحيري المحتمل كمرشد عام بالوكالة من شأنه أن يعمق الصدع بين فصائل الإخوان ويشعر الأعضاء الأصغر سنًا أنه يتم تجاهلهم ومعاملتهم كوقود للمدافع في معركة قادتهم مع الدولة المصرية.

ولا يزال مستقبل تنظيم الإخوان الموحد في مصر غامضًا، حيث تنقسم الجماعة إلى ثلاث فصائل معروفة على الأقل، لكل منها مجموعة أهدافها وأجندتها التي تتعارض أحيانًا مع الآخرين وتفتقر مجموعة تيار التغيير الجديدة إلى الشرعية التي تتمتع بها فصائل لندن وإسطنبول، لكنها تحمل المثل العليا للمتطرفين المتحمسين للجماعة، الذين يمثلون عددًا كبيرًا من جيل الإخوان الشباب، وفقًا لهاني غرابة الكاتب المصري والمحلل السياسي.