الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
سياسة

تحليل| قمة صينية عربية بالرياض الخميس.. و"رويترز" تعتبره تحالفًا جديدًا في المنطقة ‏

الرئيس نيوز

قالت تقارير رسمية صينية، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، سيسافر إلى السعودية الخميس المقبل، الموافق 8 ديسمبر في زيارة ‏تستغرق يومين، ووفق مصادر تحدثت مع "‏CNN‏" فإنه سيتم عقد مؤتمرين خلال رحلة شي إلى الرياض، مؤتمر صيني عربي ‏ومؤتمر صيني خليجي.‏

ووفق الموقع ذاته، من المرجح أن يشارك ما لا يقل عن 14 رئيس دولة عربية المؤتمر الصيني العربي، حسب مصدر دبلوماسي ‏عربي الذي وصف الرحلة بأنها "علامة فارقة" للعلاقات العربية الصينية.‏

ولم يتأكد حتى اللحظة حضور الرئيس السيسي القمة من عدمه، لكن شواهد سابقة تعزز من فرضية حضور الرئيس للقمة، كما حدث ‏من قبل في قمة بايدين في السعودية مايو الماضي. ‏

ووفق تحليل نشرته وكالة "رويترز"، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيستضيف الزعيم الصيني شي جين بينغ هذا ‏الأسبوع في مرحلة حساسة في العلاقات الأمريكية السعودية، وزعم التقرير أن استضافة الرئيس الصيني مؤشر على إصرار الرياض ‏الانخراط في تحالف عالمي مستقطب بغض النظر عن رغبات حلفائها الغربيين.‏

سياسية جديدة

وتنتهج دول الخليج سياسة من شأنها الحفاظ على استقلالية قرارها، واتخاذ ما يلائم مصالحها ومصالح شعبها، ووضعها في المنطقة. ‏

ووفق "رويترز" فقد قال أيهم كامل رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا، إن الرياض تعمل وفق حسابات ‏استراتيجية لا بد وأن تستوعب بكين لأنها الآن شريك اقتصادي لا غنى عنه.‏
وقال المحللون إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال الشريك المفضل لدول الخليج التي تعتمد عليها لأمنها، فقد بدأت ‏الرياض تضع سياسة خارجية تخدم تحولها الاقتصادي الوطني مع ابتعاد العالم عن الهيدروكربونات، شريان الحياة للسعودية.‏
وقال كامل "هناك بالتأكيد خطر أن يؤدي تعزيز العلاقات مع الصين إلى نتائج عكسية وإلى مزيد من الانقسام في العلاقات الأمريكية ‏السعودية... لكن ولي العهد السعودي لا يقوم بالتأكيد بذلك بدافع الحقد".‏
وتأتي زيارة شي في وقت تراجعت فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية إلى أدنى مستوياتها ومع تأثير الغموض على أسواق ‏الطاقة العالمية بسبب فرض الغرب حد أقصى لأسعار النفط الروسي وفي الوقت الذي تتابع فيه واشنطن بقلق تنامي نفوذ الصين في ‏الشرق الأوسط.‏

ووفق الوكالة الامريكية، فلم ترد الحكومة السعودية على طلبات للتعليق على زيارة شي وبرنامجها.‏
وفي علامة على الغضب من الانتقادات الأمريكية للرياض في مجال حقوق الإنسان، قال الأمير محمد لمجلة "ذا أتلانتك" في مارس إنه ‏لا يهتم بما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أساء فهم أمور تتعلق به، قائلا إن على بايدن التركيز على مصالح أمريكا.‏

علاقات مع الصين

كما أشار في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية في الشهر نفسه إلى أنه رغم أن الرياض تهدف إلى تعزيز علاقاتها مع ‏واشنطن فيمكنها أيضا أن تختار تقليص "مصالحنا"، في إشارة إلى الاستثمارات السعودية، في الولايات المتحدة.‏

وتعمل السعودية على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين. والرياض أكبر مورد للنفط للصين على الرغم من أن روسيا العضو ‏أيضا مثل السعودية في مجموعة أوبك+ زادت حصتها في السوق الصينية بوقود منخفض السعر.‏

وتضغط بكين أيضا لاستخدام عملتها اليوان في التجارة بدلا من الدولار الأمريكي. وسبق أن هددت الرياض بالتخلي عن بعض ‏تعاملات النفط بالدولار لمواجهة قانون أمريكي محتمل يعرض أعضاء أوبك لدعاوى قضائية لمكافحة الاحتكار.‏

ونشرت الوكالة تصريحات لدبلوماسيين في المنطقة، قالوا إن شي سيحظى باستقبال فخم على غرار ما حدث مع الرئيس السابق دونالد ‏ترامب عندما زار المملكة في عام 2017 وعلى النقيض من الزيارة غير الملائمة التي قام بها بايدن في يوليو والتي كانت تهدف إلى ‏إصلاح العلاقات مع الرياض.‏

زيارة ترامب

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان ترامب في المطار وسط ضجة كبيرة في الوقت الذي توصل فيه إلى عقود للصناعة العسكرية ‏الأمريكية بأكثر من 100 مليار دولار.‏

وقلل بايدن، الذي تعهد في الماضي بجعل الرياض "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي، من أهمية اجتماعاته مع الأمير محمد الذي لم ‏يصافحه واكتفى بملامسة بقبضة اليد. ‏

وقال دبلوماسيون لرويترز إن من المتوقع أن يوقع الوفد الصيني عشرات الاتفاقيات مع السعودية ودول عربية أخرى تشمل الطاقة ‏والأمن والاستثمارات.‏

ويركز الأمير محمد على تنفيذ خطة التنويع الخاصة برؤية 2030 لإنهاء اعتماد الاقتصاد على النفط من خلال إنشاء صناعات جديدة، ‏من بينها تصنيع السيارات والأسلحة وكذلك الخدمات اللوجستية، على الرغم من أن الاستثمار الأجنبي المباشر يتسم بالبطء.‏

وتستثمر السعودية بشكل كبير في البنية التحتية الجديدة والمشاريع العملاقة في السياحة والمبادرات مثل منطقة نيوم التي تبلغ تكلفتها ‏‏500 مليار دولار، فيما يمثل ربحا كبيرا لشركات البناء الصينية.‏

وقالت السعودية وحلفاؤها الخليجيون إنهم سيواصلون تنويع الشراكات لخدمة المصالح الاقتصادية والأمنية على الرغم من تحفظات ‏الولايات المتحدة بشأن علاقاتهم مع كل من روسيا والصين.‏

وقال جوناثان فولتون من أتلانتك كاونسل إن الأمير محمد يريد أن يثبت لمؤيديه في الداخل أن الرياض مهمة للعديد من القوى العالمية.‏

وقال "ربما يشير إلى الولايات المتحدة أيضا ولكنه... مهتم بشكل أكبر بما يراه الناس داخل المملكة".

توتر في العلاقات‏

وخلال وقت سابق، توعد بايدن "بعواقب" بالنسبة للرياض بعد خطوة أوبك+ بشأن الإنتاج ولكن واشنطن أكدت بعد ذلك دعمها لأمن ‏المملكة مع تشديد المسؤولين الأمريكيين على "الميزة النسبية" للولايات المتحدة في بناء هياكل دفاعية متكاملة في الخليج.‏

وقال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين يوم الأربعاء إن واشنطن تريد التأكد من أن علاقتها ‏‏"الاستراتيجية" مع الرياض تحقق "أفضل مصالحنا".‏

وامتنع المسؤولون الأمريكيون عن التعليق عندما سئلوا عن العلاقات السعودية الصينية قبل زيارة شي.‏

وزعمت "رويترز" أن واشنطن أبدت قلقها بشأن استخدام دول الخليج العربية تكنولوجيا الجيل الخامس الصينية واستثمارات بكين في ‏البنية التحتية الحساسة مثل الموانئ، وادعت الوكالة أن "الإمارات أوقفت مشروع ميناء صيني بسبب مخاوف الولايات المتحدة".‏

تعاون عسكري

ووفق للتحليل فإن الرياض وأبوظبي اشترتا معدات عسكرية صينية ووقعت شركة سعودية صفقة مع شركة صينية لتصنيع طائرات ‏مسيرة مسلحة في المملكة.‏

وقال المحلل السعودي عبد العزيز صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره الرياض لتلفزيون الشرق للأخبار السعودي إن الدول ‏العربية تريد إبلاغ الحلفاء الغربيين أن لديها بدائل وأن علاقاتهم تستند في المقام الأول إلى المصالح الاقتصادية.‏

وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية إنه على الرغم من أن العلاقات ‏السعودية مع الصين تنمو "بسرعة أكبر بكثير" من العلاقات مع الولايات المتحدة إلا أن العلاقات الفعلية ليست مماثلة.‏

أضاف أن "العلاقات مع الصين تتضاءل مقارنة بالعلاقات مع الولايات المتحدة من حيث التعقيد والألفة".‏