الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اعتقال 46 متهما.. تركيا تكشف تفاصيل حادث "تفجير إسطنبول"

موقع حادث تفجير إسطنبول
موقع حادث "تفجير إسطنبول"

اتهم وزير داخلية تركيا سليمان صويلو اليوم الاثنين، "المسلحين الأكراد" في واقعة "تفجير إسطنبول" الذي أدّى إلى سقوط 6 ضحايا في شارع الاستقلال بوسط المدينة.

وأفادت رويترز في نبأ عاجل بأن الشرطة اعتقلت 46 مشتبهًا بهم من بينهم الشخص الذي زرع القنبلة.

وقال صويلو إن الأمر بالهجوم على شارع الاستقلال في إسطنبول صدر في مدينة كوباني (عين العرب) بشمال سوريا حيث قامت القوات التركية بعمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في السنوات الأخيرة، وفقًا لما أوردته وكالة "رويترز".

وأضاف صويلو "لقد قدرنا أن التعليمات الخاصة بالهجوم جاءت من كوباني". وأضاف أن الانتحاري مرّ عبر عفرين وهي منطقة أخرى في شمال سوريا.

وذكر أن "الشخص الذي نفذ الحادث، ترك القنبلة، وتم اعتقاله. وسبق أن تم اعتقال نحو 21 شخصًا آخرين".

وكان صويلو، قد اتهم في وقت سابق الاثنين، حزب العمّال الكردستاني، بالمسؤوليّة عن التفجير، قائلًا: "وفقًا لاستنتاجاتنا، فإنّ منظّمة حزب العمّال الكردستاني الإرهابيّة هي المسؤولة" عن الاعتداء.

ولقى 6 أشخاص حتفهم وأصيب 81 آخرون، في الانفجار الذي هز شارع الاستقلال المزدحم بالمشاة في وسط إسطنبول الأحد، في حادث قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه "تفوح منه رائحة الإرهاب".

وتصنف تركيا التي تخوض مع حزب العمال الكردستاني صراعًا منذ أربعة عقود، الحزب "إرهابيًا".

وشنّ حزب العمال الكردستاني تمردًا ضد الدولة التركية في عام 1984 وسقط أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي أعقب ذلك. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني "جماعة إرهابية"، وفقًا لـ"رويترز".

وزير الداخلية التركي، قال لوكالة أنباء الأناضول الرسمية الاثنين إنه تم اعتقال الشخص الذي زرع قنبلة في شارع الاستقلال في إسطنبول.

وكان الرئيس رجب طيب أردوغان ونائبه فؤاد أقطاي قالا في وقت سابق إن "امرأة" هي المسؤولة عن الاعتداء، لكنّ وزير الداخلية لم يتحدث عن ذلك الاثنين.

واتّهم نائب الرئيس التركي في تصريح صحافي "امرأة"، "بتفجير قنبلة"، دون تحديد ما إذا كانت ضمن الذين سقطوا في الحادث.

ولاحقًا، تحدث وزير العدل بكر بوزداغ عن "حقيبة" وضعت على مقعد، وقال "جلست امرأة على مقعد من 40 إلى 45 دقيقة ثم وقع انفجار. كل المعطيات عن هذه المرأة هي حاليًا قيد الدرس".

وفي تصريح بُثّ مباشرة على التلفزيون، ندّد أردوغان بـ"اعتداء دنيء".

وأكد أن "المعلومات الأولية تشير إلى اعتداء إرهابي"، لافتًا إلى أن "امرأة قد تكون متورطة"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

ولم تتبنَ أي جهة تنفيذ الهجوم حتى الساعة. ووعد أردوغان بأنه "سيتم كشف هوية مرتكبي هذا الهجوم الدنيء. ليتأكد شعبنا أننا سنعاقب المنفذين".

وسبق أن واجهت تركيا سلسلة هجمات أثارت الذعر في البلاد بين 2015 و2016، أوقعت نحو 500 ضحية وأكثر من ألفَي جريح، وتبنى جزءًا منها تنظيم داعش.

وأثار هذا الاعتداء الذي يأتي قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية إدانات عدة من باكستان إلى الهند ومن إيطاليا الى ألمانيا حيث تقيم جالية تركية كبيرة، وكذلك من السعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن ومصر.

كما نددت الولايات المتحدة بالتفجير، وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار "نقف في وجه الإرهاب جنبًا الى جنب مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة باللغة التركية: "الألم الذي يصيب الشعب التركي الصديق هو ألمنا".

وخاطب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأتراك قائلًا "نشاطركم ما تشعرون به من ألم. نقف إلى جانبكم في مكافحة الإرهاب".

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "كل أفكارنا مع شعب تركيا في هذه اللحظات الصعبة"، فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن "التضامن مع حليفنا".

وصدر الموقف نفسه من السويد المرشحة لعضوية الحلف.

وغرد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج باللغتين التركية والإنجليزية قائلًا "بعد أن شعرت بالصدمة من أنباء التفجير الدنيء في إسطنبول الذي استهدف المدنيين الأبرياء، يجب على العالم كله أن يقف بشكل حازم وموحد ضد الإرهاب".

وعبرت أثينا عن "تعازيها الحارّة للحكومة والشعب التركيين" رغم علاقاتها المتوترة مع أنقرة.

وفي السياق، أفادت القنصلية العراقية في إسطنبول الاثنين، بأن 4 عراقيين أصيبوا في التفجير، وأن 3 منهم تعرضوا لإصابات طفيفة، وتم إسعافهم وصرفهم من المستشفى، فيما يخضع الرابع إلى عملية جراحية نتيجة إصابته في الرئة.

وفرضت الشرطة طوقًا أمنيًا واسعًا لمنع الوصول إلى المنطقة، خشية حصول انفجار ثان. وأفاد مصوّر وكالة فرانس برس بأن انتشارًا كثيفًا لقوات الأمن منع أيضًا أي وصول إلى الحيّ والشوارع المجاورة.

وأظهرت مشاهد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للحظة وقوع الانفجار، ألسنة لهب وقد سُمع الدويّ من مكان بعيد وأثار موجة ذعر. وكان بالإمكان رؤية دخان أسود وضحايا على الأرض.

وفي حيّ غالاتا المجاور، أغلقت متاجر كثيرة قبل دوامها المعتاد. وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس بأن بعض المارّة وصلوا راكضين من مكان الانفجار والدموع في عيونهم. مع حلول الظلام، كانت المحلات والمطاعم في هذا الحيّ السياحيّ شبه فارغة.

وحظّر المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع بسرعة على وسائل الإعلام بثّ مشاهد من مكان الانفجار. وعزا مدير المكتب الإعلامي الرئاسي والمستشار القريب من إردوغان، فخر الدين التون، ذلك إلى "الحؤول دون بثّ الخوف والرعب والاضطراب في المجتمع وتحقيق أهداف التنظيمات الإرهابية".

وأكد في تصريح أن "كل هيئات دولتنا ومؤسساتها تجري تحقيقًا سريعًا ودقيقًا وفعّالًا بشأن الحادثة".

وأثار الانفجار مشاعر حزن ورعب لدى سكان هذا الحيّ في إسطنبول الذين سبق أن شهدوا اعتداءً كهذا في الماضي. وأُلغيت مباريات أندية اسطنبول الكبرى لكرة القدم.

وشارع الاستقلال الواقع في الحيّ التاريخي لمنطقة بيوغلو هو أحد أشهر الشوارع في إسطنبول ويمتدّ على مسافة 1،4 كلم وهو مخصّص بالكامل للمارّة. يمرّ في وسطه قطار ترام قديم وتصطفّ على جانبيه متاجر ومطاعم ويرتاده نحو ثلاثة ملايين شخص في اليوم خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وسبق أن شهد الشارع في مارس 2016 "هجومًا انتحاريًا" أسفر عن أربعة ضحايا، وفقًا لـ"فرانس برس".