الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

على الصين وأمريكا ألا يهدروها.. قمة المناخ في مصر فرصة لإنقاذ العالم

الرئيس نيوز

مع اقتراب مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 27) في مصر، تواجه دول العالم خيارًا صعبًا بين مسارين، فالطريق الذي يسير فيه العالم الآن، هو استمرار في استنزاف موارد الأرض الطبيعية والحيوانية وتجشؤ السموم، على حد تعبير تقرير لشبكة سي إن بي سي الإخبارية، ويؤدي هذا الاستغلال إلى مزيد من تغير المناخ، والفيضانات، والحرائق، والجوع، والأمراض، والهجرة القسرية والحروب. 

وأكد التقرير أن العالم أصبح في حلقة مفرغة تترك الإنسانية غير قادرة على التعافى أبدًا، فهناك الفيضانات المأساوية في باكستان وهي مجرد دليل على ما سيحدث حيث تزداد الحياة سوءًا للبشرية في كل مكان. 

إلا أن هناك طريق آخر يؤدي إلى البقاء - وإذا كان البشر جريئين بقدر ما يتطلبه الوضع - فإن النمو الاقتصادي المستدام والازدهار المشترك والسلام على كوكب سليم للأجيال القادمة هو خيار لا ينبغي أن نفوت فرصته وهذا ما يتفق معه أي شخص يقبل الحقائق العلمية لتغير المناخ ويفهم أن هذا يجب أن يكون خيارنا، فالمسار الأول متسع، لأنه يتطلب فقط أن نستمر في فعل ما نقوم بنفس الطريقة دون تغيير على أنشطتنا أما المسار الثاني ضيق ويتطلب تضامنًا عالميًا وتغييرًا هيكليًا على كل المستويات ويتطلب مثل هذا التغيير قيادة من جميع البلدان، ولا سيما الولايات المتحدة والصين.

وأشار التقرير إلى أن الصين وأمريكا هما أكبر اقتصادين في العالم، كما أنهما أكبر مصدر لانبعاثات الكربون ولديهما القوة والمعرفة والمسؤولية اللازمة لشق طريق للاستدامة ويقع على عاتق كل بلد واجب أخلاقي للمساعدة في إصلاح الأضرار التي ألحقتها عمليات الاستخراج والانبعاثات بالبلدان الأخرى، وخاصة البلدان الفقيرة، حيث لم يجنِ الناس سوى القليل من الثروة أو لم يستفيدوا منها على الإطلاق، وقد ساهمت الدول النامية بأقل قدر في إحداث حالة الطوارئ المناخية التي يشهدها الكوكب الآن ويعانون من تلك الطوارئ أكثر من غيرهم.

كما أن العمل المناخي يصب في المصلحة الذاتية السياسية والاقتصادية لكل من واشنطن وبكين، ويمكن أن يسير الحد من انبعاثات الكربون جنبًا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية وستعمل الاقتصادات المسؤولة عن المناخ والتي تستثمر في الطاقة المتجددة على زيادة ثرواتها بطريقة دائمة ومنصفة وسيساعدهم ذلك على البقاء أكثر استقرارًا في مواجهة الأزمات الأخرى في الصحة والهجرة والاقتصاد.

ويبدو البديل واضحًا، ففي هذا العام، تعرضت الصين لموجات حرارة قياسية وجفاف وهطول أمطار مميتة. وفي الوقت نفسه، في الولايات المتحدة، ساهم تغير المناخ في حدوث كوارث في جميع أنحاء البلاد - من الحرائق في كاليفورنيا إلى الفيضانات في فلوريدا، مما أدى إلى عشرات القتلى وخسارة عشرات المليارات من الدولارات وهذه أرقام صغيرة مقارنة بما سيتكبده العالم إذا التزم الوضع الراهن دون تغيير.

ويمكن لكل من الولايات المتحدة والصين اتخاذ إجراءات مناخية دراماتيكية من تلقاء نفسهما، لكن يجب عليهما أيضًا تجاوز التوترات الحالية للتعاون. يتمتع البلدان برأس مال بشري وقدرات علمية وتصنيعية هائلة يمكنها أن تقود التحول السريع إلى مصادر الطاقة المتجددة وجهودهما معًا أكبر بكثير من مجموع أجزاء الأزمة المناخية.

إن التأثير المشترك لواشنطن وبكين من شأنه أن يحث البلدان الأخرى على رفع مستوى عملها المناخي وسط الالتزام العالمي بالفعل بإجراءات الوباء الذي لم يسدل عليه الستار بعد وأزمة الديون وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، ويجب أن تكون الولايات المتحدة والصين مثالًا يحتذى به في إعادة تنشيط عملهما المشترك بشأن المناخ ولكن، أقر التقرير بأن مثل هذا التعاون سيكون مهمة صعبة في ظل الحرب التجارية الصامتة بين البلدين.