الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

محمد فايز فرحات: عوائد التنمية تأتي بعد عقود

د. محمد فايز فرحات
د. محمد فايز فرحات

أكد الدكتور محمد فايز فرحات؛ مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك نمط من القيادات المحدود في تاريخ الدول يسمى القيادات التنموية أو القيادات التحويلية وهي القيادات التي تمتلك مشروع للتغيير والتحديث الاقتصادي والاجتماعي.

وقال فرحات في مقابلة مع برنامج "صالة التحرير" المذاع على قناة "صدى البلد": "في سنغافورة أسس لي كوا نيو تجربة بلاده وفي كوريا الجنوبية كان الجنرال بارك وفي ماليزيا مهاتير محمد وهذا النمط مع القيادات لديه تشخيص دقيق للمشكلات ولديه رؤية في الحل".

وأضاف: "هذا النمط من القيادات له رؤية تحديثية ومواجهة للمشكلات وهو ما يكلفه فاتورة شعبوية؛ لأنه يخصم من رصيده الشعبي؛ هناك طريقين للحصول على الشعبية وهو التوزيع البسيط للعوائد وحين تكون القيادة حريصة على الرضا الشعبي هذا الأمر يكبل القيادة".

وتابع: "عوائد التنمية لا تكون قصيرة المدى ولكنها تأتي بعد عقود وحين تكون القيادة حريصة على الرضا الشعبي تهمل المشروعات التنموية الكبيرة؛ مشروعات تنمية البنية التحتية عوائدها على المستوى الأبعد هي الأهم مثل برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي كان مؤجلا منذ سنوات".

وأوضح: "هذا النمط من القيادات يدرك الحسابات الدولية وبالتالي يكون مشغول بخلق الإطار الدولي والإقليمي الذي يحافظ على مشروعة التنموي ويغامر بدفع الفواتير الاجتماعية والاقتصادية على المدى القصير".

وواصل: "مسألة الوقت عنصر حاسم في طريقة تفكير القيادات التنموية والأمر الأخر هو بعد النظر؛ والأمر ينطبق على مثال حقل ظهر عندنا تم ترسيم الحدود البحرية مع اليونان والسعودية وأيضا الإصلاح الاقتصادي ولو كان تأخر القرار ودخلت في جائحة كورونا الوضع كان سيصبح أكثر صعوبة".

وأكمل: "كنا سنعاني عجز كبير في الموازنة وهو ينعكس على المواطن وهناك نموذج أخر في بعد النظر وهو البدء في قطاع الطاقة وقطاع البنية التحتية؛ وقناة السويس الجديدة؛ لو راجعنا التنافس الدولي لطرق التجارة سنجد أن الخطوة المصرية بأنشاء قناة السويس الجديدة نوع من القراءة الجديدة للتحولات التي تحدث؛ لو اتخذ قرار انشاء قناة السويس الجديدة هذا العام؟ كم ستكون التكلفة؟ ومتى سيتم التنفيذ؟".

واختتم: "التجارب التنموية التي سبقتنا كانت محظوظة؛ الولايات المتحدة وقفت بقوة وراء تعزيز التنمية في كوريا الجنوبية وادخلت لتكون حائط صد أمام المد الشيوعي وكانت البيئة الدولية تسمح بالاحلال محل الواردات".