الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مجلة أمريكية: غاز شرق المتوسط الأمل الممزوج بفرص اندلاع الصراعات

الرئيس نيوز

مع اضطراب أسواق الطاقة بالفعل جزئيًا بسبب الأحداث الدائرة في أوكرانيا والخلافات حول ملف إيران النووي، ناهيك عن خفض إنتاج النفط وفقًا لقرار تحالف أوبك+ الأخير، تتعرض منطقة أخرى من العالم الآن للاضطراب بسبب قضايا الطاقة، مع احتمال أن يوفر الغاز الطبيعي مزيجًا عجيبًا من الأمل وفرص اندلاع الصراعات في ظل عدم الاستقرار وتلك المنطقة، التي يقصدها خبير الشؤون القانونية "دانيل ماركيند" في تقريره المنشور بمجلة فوربس الأمريكية، هي شرق البحر الأبيض المتوسط التي لم تنجح الحرب في أوكرانيا في أن تغطي عليها في عناوين الأخبار الرئيسية.

وأشار ماركيند إلى أن نقطة الاشتعال الأولى هي المنطقة الواقعة إلى الغرب من الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية حيث تم اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي، وهما كاريش وقناعة، اللذين يرغب الطرفان في تطويرهما، إذا كان بإمكانهما تحديد من يملك أجزاء الغاز بناءً على مكانه بالضبط ويبدو أن حقل كاريش يقع داخل المياه الإسرائيلية، في حين أن حقل قانا يتداخل مع مطالبات كلا البلدين.

وبالطبع، كانت الدولتان في حالة حرب من الناحية الفنية منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948، ولم يتم الاتفاق على أي حدود حقيقية من قبل أي من البلدين وعلى الرغم من ذلك، حاول الوسيط الأمريكي عاموس هوشتاين لعدة أشهر التوسط في صفقة بين البلدين ويوم الاثنين، يبدو أنه نجح أخيرًا، حيث وافقت إسرائيل ولبنان على الاقتراح الأمريكي الأخير ولم يضيع الوقت، فقد أعلن وزير الطاقة اللبناني وليد فياض أن شركة الطاقة الفرنسية توتال ستبدأ العمل في استكشاف حقل قانا على الفور على الرغم من هذه الأخبار، ولسوء الحظ بالنسبة للبنان، لا يزال البلد بعيدًا عن رؤية أي عائدات للطاقة لمساعدة الاقتصاد الذي يمر بأسوأ انهيار لأي دولة منذ عقود.

أما بالنسبة لإسرائيل، فلها دراما سياسية داخلية خاصة بها فقد طالب رئيس الوزراء السابق وعضو حزب الليكود المحافظ بنيامين نتنياهو بعدم توصل إسرائيل إلى اتفاق مع لبنان قد يؤدي إلى وصول أي أموال إلى حزب الله ومع ذلك، فإن رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد، مؤسس حزب الوسط الليبرالي يش عتيد، واصل المضي قدمًا، بدعم من الجيش الإسرائيلي وقبل الإعلان عن الاتفاق، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بدأت شركة الطاقة إنيرجين ومقرها لندن اختبار الأنابيب بين حقل كاريش وإسرائيل.

وصرح لبيد أنه في حالة محاولة حزب الله إيقاف إنتاج الطاقة؛ سيكون ذلك إعلان حرب ضد إسرائيل ونظرًا لأن حزب الله لا يزال جزءًا من الحكومة اللبنانية ولكنه أيضًا كيان منفصل، فلا يزال من غير الواضح ما ستكون خطوته التالية وإذا لم يكن ذلك كافيًا، اجتمع وزيرا خارجية اليونان ومصر يوم الأحد وأدانا اتفاقًا تم توقيعه الأسبوع الماضي بين تركيا وأحد الفصائل التي تدعي حكم ليبيا والتي تمنح تركيا حق تطوير حقول الغاز الطبيعي الواقعة في البحر الشرقي. جزء من ليبيا.

وتم التوصل إلى الصفقة من قبل حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفصيل ليبي بقيادة عبد الحميد الدبيبة، أحد فصيلين يدعيان أنهما الحاكم الشرعي لليبيا وتمتلك ليبيا أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا وفي عام 2019، وقع البلدان اتفاقًا واسعًا بدا وكأنه يتجاهل دولًا أخرى، بينما طالبت تركيا وليبيا، في الواقع، بجزء كبير من شرق البحر المتوسط كمنطقة اقتصادية خاصة بهما وكانت تلك الصفقة موضع سخرية كبيرة في ذلك الوقت، ولم يكن لها تأثير عملي يذكر ومع ذلك، فإن هذه الصفقة الجديدة تتعلق بشيء ملموس وقد أثارت بالفعل غضب الخصمين التاريخيين لتركيا، اليونان ومصر، وتخشى أثينا من أن ينتهك الاتفاق الليبي التركي غير القانوني أراضيها السيادية.

كل هذا يؤدي إلى استنتاج مفاده أنه في حين أن أنظار وسائل الإعلام العالمية قد تكون على أوكرانيا والصين وإيران، فإن تطورات الطاقة في أماكن أخرى قد تؤدي أيضًا إلى تداعيات دولية وسيكون من الحكمة أن يلاحظها المراقبون ورجال السياسة والمال عن كثب.