الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

يُدعى سمير.. الكشف عن هوية منفذ تفجير جسر القرم

الرئيس نيوز

ألحق انفجار شاحنة قوي، السبت، أضرارا جسيمة بجسر يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويضم طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة وطريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية التي تقاتل للسيطرة على الأراضي التي استعادتها أوكرانيا في الجنوب.

وبعد يومين من الانفجار على الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، أفادت وسائل إعلام روسية بأن الشاحنة التي انفجرت على جسر القرم، السبت، هي من نوع «ProStar»، مؤكدة أن مالكها يدعى سمير يوسوبوف، ويبلغ من العمر 25 عاما، وهو من سكان إقليم كراسنودار.

وبحسب قناة «رين» الروسية فإن «عم سمير يوسوبوف كان يقود الشاحنة بشكل شبه دائم ويدعى ماهر، ويعمل في نقل البضائع».

وتلقى المدعو ماهر في يوم 6 أكتوبر أمرًا من شركة «TEK-34» لنقل شحنة من مدينة أرمافير في إقليم كراسنودار إلى سيمفروبول في شبه جزيرة القرم، وكان وزن الحمولة 21 طنًا.

وشركة TEK-34، التي استجاب ماهر لطلبها، تعمل كوسيط في مجال النقل بين المرسل والمرسل إليه والسائق.

وذكرت شركة TEK-34 أن المرسل إليه أكد على أن التسليم في سيمفروبول يجب أن يكون في وقت مبكر من صباح يوم 8 أكتوبر.

وتم التحميل في صباح يوم 7 أكتوبر في أرمافير، وانطلق ماهر يوسوبوف بالشحنة حسب الجدول الزمني وبدون تأخير، لكن العملاء كانوا قلقين بشأن عدم التسليم في الموعد المطلوب.

وأفادت تقارير إعلامية روسية بأن ماهر كان في مساء يوم 7 أكتوبر، قريبا من جسر القرم.

وفي صباح اليوم التالي، ألحق انفجار كبير قالت السلطات الروسية إنه نتج من شاحنة مفخخة أضرارا بجسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي تم ضمها في 2014.

ولفتت شركة TEK-34 إلى أن لهجة المرسل إليه كانت قريبة للأوكرانية.

ووفق قناة «رين» الروسية، إنه لم يتم التمكن من الوصول إلى المرسل إليه بعد الانفجار، بينما كان يسمع رسالة من مشغل الهاتف المحمول مفادها أن «المشترك خارج تغطية الشبكة».

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير الذي حدث يوم السبت، واصفا ما حصل بإنه «عمل إرهابي» ضد منشأة رئيسية في البنى التحتية.

وقال بوتين خلال اجتماع مع رئيس لجنة التحقيق الروسية، بحسب مقطع مصور بثه الكرملين، إن «المنفذين والمخططين هم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية».

وبدوره، أفاد رئيس لجنة التحقيق الروسية ألكسندر باستريكين، أن الأمن الفيدرالي الروسي علم بأن الهجوم نفذته الاستخبارات الأوكرانية بمساعدة من روس وأجانب.

كما قال باستريكين خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الشاحنة انطلقت من بلغاريا، ووصلت إلى جورجيا، ومنها إلى أرمينيا، ثم إلى أوسيتيا الشمالية في روسيا، قبل أن تصل إلى إقليم كراسنودار المحاذي للقرم جنوب غربي روسيا.

وأضاف أن «مسار الشاحنة تم تحديده بجهود جهاز الأمن الفيدرالي، حيث تمكن من تحديد الضالعين في التخطيط للهجوم الإرهابي».

الشاب الروسي المسلم من أصول أذربيجانية، سمير يوسوبوف (25 عاماً) الذي يقيم في إقليم كراسنودار جنوب روسيا، ظهر في مقطع مصور وأكد ملكيته للشاحنة، لكنه نفى في الوقت ذاته أن يكون له أي صلة بالتفجير.
وأوضح أن ابن عم والده ماهر يوسوبوف (52 عاماً) يعمل على الشاحنة في نقل البضائع لصالح موقع تسوق إلكتروني.

ووفق الشاب، فإن ماهر سائق الشاحنة لم يتصل بأحد من أقاربه منذ الخميس الماضي، أي قبل حادثة التفجير بيوم واحد.

وذكرت تقارير روسية أن محققين تابعوا حركة الشاحنة منذ غادرت الجنوب الروسي في 22 سبتمبر الماضي، فوجدوا أنها مرت بعدد من المواقع في إقليم «كراسنودار» إلى أن ظهرت الجمعة الماضية في منطقة كانفسكي، ومنها توجهت إلى بولتافا، ثم إلى أرمافير، حيث بقيت 4 ساعات تقريباً، ثم ظهرت الساعة 11 مساء في قرية «سفيتلي بوت» بمنطقة تمريوك، وبعدها اختفت عن الأنظار مدة 6 ساعات متواصلة.

وفي الخامسة صباح السبت ظهرت الشاحنة بقرية كان بإمكانها الوصول إليها بنصف ساعة «لكن الأمر استغرق منها 6 ساعات لتصل» وعند الساعة 5:52 صباحاً، قادها سائقها إلى الجسر، وفيه دوّى الانفجار الساعة6:05 تماماً».

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربطها بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.

ويمثل الجسر الآن طريق إمداد مهما للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، كما يمثل أهمية لمدينة سيفاستوبول الساحلية التي قال حاكمها لسكان المنطقة: «التزموا بالهدوء.. لا داعي للذعر».

وأضاف: «ليس هناك أدنى شك في أنه عمل إرهابي يهدف الى تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة».