الثلاثاء 30 أبريل 2024 الموافق 21 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إسرائيل تفرج عن وثائق سرية لحرب أكتوبر.. الكيان وافق على استخدام النووي

جنود مصريون يحتفلون
جنود مصريون يحتفلون بعبور خط برليف إبان حرب أكتوبر

بينما يحتفل المصريون والعرب بانتصارات الجيش المصري بدعم من أشقائه العرب على المحتل الإسرائيلي في حرب أكتوبر، أفرجت حكومة الاحتلال عن وثائق لحرب أكتوبر المجيدة، وكانت الوثائق حتى اللحظة سريّةً وممنوعةً من النشر، وبحسب ما تمّ نشره اليوم الأربعاء في موقع صحيفة “هآرتس” العبريّة، من وثائق سريّةٍ، يتبيّن أنّ الارتباك والبلبلة، الهلع والفزع، والشعور بأنّ إسرائيل ستختفي عن الخريطة، كانوا أسياد الموقف خلال الأيّام الأولى من الحرب.

وفق موقع “الرأي اليوم” كشفت الوثائق عن أنّ جنرالات الجيش استخدموا تعابير مثل كارثة، انهيار، حاضر أسود ومُستقبل أشّد سوداويّةً، وذلك لوصف حالة الجيش الإسرائيليّ على جميع الجبهات، خلال حرب أكتوبر.

الوثائق التي تُنشِر لأوّلّ مرّةٍ أوضحت أنّه من بين المرادفات التي استخدامها خلال اجتماعات قادة الجيش، كانت: كسر سوريّة، احتلال دمشق وتدميرها عن بكرة أبيها، المطالبة بوقف إطلاق النار، ذبح المصريين، وفصل رؤوس العرب عن أجسادهم بدمٍ باردٍ، كما قال وزير الأمن موشيه ديّان.

قائد المنطقة الجنوبيّة في الجيش الإسرائيليّ وقتذاك، الجنرال حاييم بارليف، قال إنّ العرب يتقدّمون بسرعةٍ كبيرةٍ، ومن المُمكِن جدًا أنْ يحسموا الحرب لصالحهم ويتغلبوا علينا، على حدّ تعبيره.

صورة أرشيفيبة لحرب أكتوبر

تجنيد الشباب في إسرائيل

وبحسب الوثائق فإنّ وزير الأمن خلال الحرب موشيه ديّان خاف أكثر ممّا خاف من أنْ تبقى إسرائيل بدون سلاح وبدون جنودٍ، لذا اقترح على الحكومة القيام بتجنيد الشباب اليهود من جميع أصقاع العالم، وبشكلٍ خاصٍّ من القارّة العجوز ومن الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وحتى من جنوب إفريقيا.

الوثائق كشِفت النقاب أيضًا عن أنّ القائد العّام لهيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال الحرب، دافيد إلعزار، اقترح خلال جلسةٍ تمّ عقدها مع الجنرالات والقادة السياسيين توجيه ضربةٍ قاضيةٍ لسوريّة تشطبها عن الخريطة تمامًا، قائلًا في الوقت عينه إنّ العالم سيقوم بالشجب والاستنكار ولكن باستطاعتنا تخطّي ذلك، وذلك في إشارةٍ واضحةٍ لاستخدام إسرائيل الأسلحة النوويّة التي بحسب المصادر الأجنبيّة تمتلكها.

وفق الموقع “الرأي اليوم”، كان المؤرّخ الإسرائيليّ، توم سيغف، يُؤمِن أنّه على الرغم من أنّ المؤرخين الإسرائيليين على مختلف انتماءاتهم حاولوا تجميل شخصية وزير الأمن الأسبق، موشيه دايّان، إلّا أنّهم لم يتمكّنوا من إخفاء شخصيته التي كانت انتحاريّة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وقصة حياته مُعقدّة ومُركبّة، مليئة بالتناقضات والألغاز، مع كثيرٍ من اليأس، تمامًا مثل قصة دولة إسرائيل، على حدّ وصفه.

جولد مائير رئيس وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر

الصفات الشخصية لموشيه ديان

جاءت أقوال سيغف تعقيبًا على إصدار المؤرّخ والنائب السابق في الكنيست الإسرائيليّ، مردخاي بارأون، من حركة (ميرتس)، كتابًا جديدًا يستعرض فيه مسيرة دايّان، (1915-1981)، الذي قال بعد عدوان (يونيو) من العام 1967، ولم يُخفِ سيغف أنّ المؤلّف يكّن الاحترام والتقدير للشخص الذي يسرد سيرة حياته، خصوصًا وأنّهما يعرفان الواحد الآخر منذ العام 1956.

يكشف الكتاب عن أنّ أكبر إخفاقٍ في تاريخ دايّان كان في حرب تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 1973، إذْ أنّه كان شريكًا في المسؤولية عن المفاجأة، كما أنّه تحمّل قسطًا كبيرًا من الهزائم التي لحقت بالجيش الإسرائيليّ، وخصوصًا في الأيّام الأولى للحرب.

أمّا الإخفاق الأكبر، بحسب الكتاب، فكان رفض دايّان لرسائل الرئيس المصريّ في ذلك الوقت، أنور السادات، والتي كان بإمكانها منع الحرب. 

يُضيف المؤرّخ بارأون: “في الأيّام الأولى من الحرب أُصيب دايّان بكآبةٍ شديدةٍ وهلعٍ كبيرٍ، وذلك لاعتقاده بأنّ العرب سيقومون بالقضاء على إسرائيل، وتحدّث عن الخراب الثالث للهيكل المزعوم”.  

وزير الدفاع الإسرائيلي إبان حرب أكتوبرموشيه ديان

حرب أكتوبر والخيار النووي لإسرائيل

أمّا سيغف، ومن خلال مراجعته للكتاب، فيُشير إلى أنّه في تلك الأيّام، كان الحديث في إسرائيل عمّا يُسّمى بـ”الخيار النوويّ”، وهذا من أهّم الأحداث في تاريخ إسرائيل، على حدّ قوله.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، يقول مؤلّف الكتاب إنّ دايّان اقترح على رئيسة الوزراء آنذاك، غولدا مائير، أنْ تلجأ إلى الخيار النوويّ، وطلب منها أنْ تكون جاهزةً. 

في هذا السياق يقول الكتاب إنّ دايّان في تلك الأيّام كان يُثير الشفقة، وبالتالي فإنّ إمكانية انتخابه فيما بعد لرئاسة وزراء إسرائيل لم تعُد قائمةً.

كما يتطرّق الكتاب إلى دور دايّان في التوصّل إلى سلام مع مصر، والذي توِّج في اتفاق (كامب ديفيد) عام 1979، ويقول المؤلّف إنّ دايّان وبيغن جعلا من التوصّل إلى الاتفاق مهمّةً شبه مستحيلة، لأنّهما دققا في كلّ نقطةٍ وفاصلةٍ، الأمر الذي هدّدّ المشروع برّمته، مؤكّدًا أنّ هذه التصرّف كان بمثابة مقامرة في غير محلّها، على حدّ تعبيره.