الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

للأسبوع الثالث.. نار الغضب تعم إيران ومسيرات تضامن حول العالم

تواصل الاحتجاجات
تواصل الاحتجاجات في إيران

تتواصل الاحتجاجات في إيران والتي تدخل أسبوعها الثالث تنديدًا بمقتل الشابة الكردية، مهسا أميني، شهدت العديد من المدن الإيرانية، لاسيما الكردية، اليوم السبت، إضرابا شاملًا بالتزامن مع خروج احتجاجات جديدة.

ولم يبق التظاهر محصورا في كردستان أو غيرها من المدن الكردية بالمحافظات الأخرى، بل وصل إلى جامعة أصفهان الصناعية، كما خرجت تظاهرات في مشهد شمال شرقي البلاد.

جامعات طهران

إلى ذلك، شهدت الجامعة الحرة في بونك، وجامعة فردوسي، وبهشتي في العاصمة طهران، تجمعا احتجاجيا للطلاب، حيث ارتفعت الهتافات للمطالبة بإطلاق سراع الطلاب الذين اعتقلوا على مدى الأيام الماضية من قبل القوات الأمنية.

يشار إلى أن أميني، التي تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران، توفيت في 16 سبتمبر المنقضي بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران.

وأشعلت وفاتها نار الغضب في إيران، حول عدة قضايا من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلًا عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.

تضامن عالمي

وانطلقت مسيرات، السبت، في عدة مدن حول العالم تضامنًا مع حركة الاحتجاج في إيران التي أشعلتها وفاة مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق.

وتنفي السلطات أيّ تورّط للشرطة في مصرع هذه الشابة، وتصف المتظاهرين بأنهم “مثيرون للشغب”، فيما أبلغت عن اعتقال المئات في هذا الإطار.

وتنظّم تظاهرات التضامن التي يشارك فيها إيرانيون في الخارج يوم السبت، في أكثر من 150 مدينة حول العالم، من طوكيو إلى سان فرانسيسكو مرورًا بلندن وباريس، وفق المنظّمين.

في روما، سار حوالى ألف شخص على قرع الطبول، بينما في طوكيو، رفع المتظاهرون صورة مهسا أميني ولافتات كتب عليها «لن نتوقّف» إضافة إلى صور لنساء يحرقن حجابهن ويقصصن شعرهن.

وقال الموفد الأمريكي لإيران روبرت مالي على -تويتر- إنه قد «حان الوقت كي يسمع الزعماء الإيرانيون هذه الدعوة العالمية ويضعوا حدًا للعنف ضد شعبهم».

ولليلة الخامسة عشرة على التوالي، خرج الإيرانيون الجمعة، في مدينة سقز في محافظة كردستان الإيرانية التي تنحدر منها مهسا أميني، وفقًا لصور نشرتها منظمة إيران هيومن رايتس ومقرّها أوسلو.

دور بارز للنساء

ولعبت النساء دورا بارزا في تلك الاحتجاجات، ولوحت محتجات بحجابهن وحرقنه.

وصرخت مجموعة من النساء والرجال في أحد الشوارع «نساء، حياة، حرية» رافعين بذلك أحد الشعارات الرئيسية في الحركة الاحتجاجية، بينما كانوا يصفّقون بأيديهم.

وتدين المنظمات غير الحكومية القمع الذي تمارسه قوات الأمن وموجة الاعتقالات، منذ بداية الاحتجاجات.

وبحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية فإنّ حوالى 60 شخصًا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما تحدّثت منظمة إيران هيومن رايتس عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصًا.

كذلك، أفادت السلطات عن اعتقال أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 سبتمبر، بينما أشارت منظمات غير حكومية إلى أنه جرى اعتقال ناشطين ومحامين وصحفيين أيضًا.

وفي طهران، اتخذ العديد من أفراد شرطة مكافحة الشغب مواقع السبت عند مفترقات طرق مختلفة في العاصمة، مثل ساحة فاناك في شمال العاصمة.

وندّدت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن للعنف «بلا رحمة»، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع التظاهرات.

وتتهم السلطات الإيرانية المتظاهرين بنشر «الفوضى»، وقوات خارجية من بينها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات أو بالتحريض عليها.

توقيف أجانب

وأعلنت السلطات الجمعة اعتقال «تسعة مواطنين من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد وغيرها».

وأشارت طهران إلى أنه جرى القبض عليهم «في مكان أحداث الشغب أو كانوا متورّطين في الأمر».

قالت وزارة الخارجية الهولندية السبت إنها طلبت من طهران مقابلة مواطن هولندي موقوف لديها.

وأظهر أحد مقاطع الفيديو المتداولة على السوشيال ميديا تعرّض أشخاص لإطلاق النار بينما كانوا يلقون الحجارة على مركز للشرطة في زاهدان الواقعة في محافظة سيستان – بلوشستان في جنوب غرب إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان، والتي تعد مسرحًا للهجمات أو الاشتباكات بين قوات إنفاذ القانون والجماعات المسلحة.

وشكلت التظاهرات التي عمت عشرات المدن في كافة أنحاء البلاد خلال الأسابيع الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص في حملات قمع ضد المتظاهرين.