الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

بقيت أسعار النفط مرتفعة.. زيارة بايدن للسعودية تعمق خلافه مع محمد بن سلمان

بايدن ومحمد ابن سلمان
بايدن ومحمد ابن سلمان

نشر موقع مركز "وودرو ولسون" الدولي للعلماء، في واشنطن، تقريرًا يرجح أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المثيرة للجدل في منتصف يوليو إلى المملكة العربية السعودية، في محاولة لترميم العلاقات بين واشنطن والرياض، لم تسفر عن أي تنازلات سعودية واضحة سواء في زيادة إنتاج النفط أو تحسين حقوق الإنسان والحقوق السياسية داخل المملكة، بل على العكس من ذلك، ساهمت الزيارة في تعميق خلافات إدارة بايدن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقاد الأخير حملة تحت مظلة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للإبقاء على أسعار النفط مرتفعة.

وأشار التقرير إلى أن معاملة بايدن للرياض وللأمير محمد بن سلمان لم تخل من القسوة انتقاما منه على خلفية قضية مقتل الصحفي السعودي المنشق جمال خاشقجي في عام 2018، وتعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بأن يجعل الأمير “منبوذًا” عالميًا ولكن الارتفاع الحاد في أسعار البنزين، الذي أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حمل بايدن وإدارته على تغيير رأيه مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر.

وكانت المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي لديها قدرة إنتاج نفطية كافية ليكون لها تأثير كبير على الأسعار بقدرة إنتاجية فائضة تبلغ مليون برميل في اليوم.

صفقة أحادية الاتجاه

وفي المقابل، بذل الأمير محمد بن سلمان قصارى جهده للإشارة إلى أنه لن يتم تقديم أي تنازلات للرئيس الأمريكي وتبين أن مناورة بايدن كانت إلى حد كبير صفقة أحادية الاتجاه.

 وفي الخامس من سبتمبر الجاري، عكست منظمة أوبك وحلفاؤها العشرة بقيادة روسيا مسارها، وأنهوا الزيادات الشهرية التي بلغت 690 ألف برميل يوميًا في أغسطس وبدلًا من ذلك، أعلنوا عن خفض إنتاجهم الجماعي بمقدار 100 ألف برميل كما سمحت المنظمة للسعودية بإجراء المزيد من التغييرات لوقف انخفاض أسعار النفط التي انخفضت بمقدار 350 دولارًا للبرميل منذ يونيو لكنها لا تزال تحوم حول 85 دولارًا.

لم يُحدث الخفض الصغير أي فرق في الإنتاج الفعلي لأوبك + لأن أعضائها الـ23 لم يكونوا قادرين على مواكبة الزيادات الشهرية السابقة، حيث تأخروا عن 3.6 مليون برميل يوميًا لكنها بالتأكيد أرسلت رسالة سياسية إلى بايدن مفادها أنه لا ينبغي أن يتوقع أي زيادة لمساعدة الحزب الديمقراطي في صناديق الاقتراع في نوفمبر.

ويسعى الأمير محمد بن سلمان إلى أن يثبت بكافة الوسائل الممكنة أنه لا يخضع ولا يرضخ لإملاءات بايدن.