الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. حسام فاروق يكتب من الشارقة: حكايات البحر في ملتقى الشارقة للراوي

الرئيس نيوز

للبحر حكايات و أسرار ، هو بطلها و شاهد عليها، و هو  الذي أكسبها لغتها الخاصة بها و هي مزيج من الشجن و الصبر و الحنين ، ففي البحر  تتعدد الارزاق ، ليس فقط مما تلتقطه شباك الصيادين و لكن أيضا تخرج المواهب كالأمواج تخطف القلوب فترسوا إليها   كالعشاق ، تنتظر الأحبة.
 في ملتقى الشارقة الدولي  للراوى  الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث في دورته الـ22   الذي سعدت بحضوره بدعوة كريمة من الجهة المنظمة ،كان البحر حاضرا بكل ما له من روعة و سحر ، و على مدار ثلاثة أيام من الفعاليات التي  انطلقت  في مركز إكسبو الشارقة في الفترة من 21 وحتى 23 سبتمبر 2022 ، تحدث الرواه عن حكاياتهم مع و في البحر ،والتي بدأت بفقرة جميلة ضمن  الافتتاح  عن "فن النهمة"  قدمها مجموعة من الفنانين في منطقة الخليج التي تحتفي بها هذه الدورة ، وهي وصلة غنائية تناولت نماذج من هذا الفن البحري العريق، وأنغامه وأشعاره المتنوعة المحتوى، والتي رافقت الصيادين خلال رحلاتهم البحرية في الماضي، في الخلفية كان البحر حاضرا بسفنه و أمواجه على الشاشات الكبيرة التي جعلتنا لم نعد نستطيع التفريق بين ماهو افتراضي و ما هو حقيقي بفعل دقة التكنولوجيا المستخدمة،  أناشيد و أهازيج مع صوت موج تحث على شوق للديار، و تبرز القيم الأصيلة.

هذه هي الشارقة التي أوجدت لنفسها مكانا، على خارطة الثقافة العربية و العالمية بفضل حاكم حكيم عاشق للثقافة و الموروث الحضاري و اللغة العربية و كل ما هو قيم نبيل ، أتحدث هنا عن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة الداعم دائما  للثقافة المحلية الإماراتية والعربية، فما من يوم يمر إلا و تجده إما يدشن صرحا معرفيا ثقافيا أو يطلق مبادرة أو يكرم   المبدعين، فيرسخ لثقافة عظيمة بدأت تؤتي ثمارها في الشارقة و الإمارات جميعها كونها تحث على تلاحم الأجيال الوطنية و تدعوهم دائما  للفخر بالتراث، والاعتزاز بالهوية،و تسلحهم بالعلم ، فبعد اسابيع قليلة مثلا سنطلق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم و الأول من حيث مشاركة دور النشر ،و بفضل الشيخ القاسمي أصبح الكتاب أحد أفراد الأسرة في الشارقة لذلك أقول إنها ثقافة عظيمة صنعها حاكم حكيم. 
عود إلى ملتقى الرواي الذي اعتبره يقوم بمهمة عظيمة للثقافة العربية بشكل عام و هي الاحتفاء بالموروث الحكائي  العربي والإنساني الغني والزاخر والمتنوّع، فيعرض لنا عوالمه الرائعة و الغرائبية والعجائبية، كونها تبرز جانباً مهماً وملهماً من المخيال الشعبيِّ الغنيِّ، والتمثّل الذكي لرموز الحكايات ودلالتِها، وارتباطها بواقع المجتمعات، وما ترمز إليه، أو تحيل إليه من معانٍ ترتبط بحياة الناس.

شكرا للشارقة لما تبذله من جهد في سبيل حماية الموروث الثقافي العربي و شكرا للدكتور  عبدالعزيز المسلم ، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة للراوى على هذه المتعة البصرية و الروحية ، دامت أمتنا العربية بخير ما دمنا نحتفل بأصولنا و موروثنا و ثقافتنا و حضارتنا.