الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التفاصيل الكاملة لأحداث العراق المؤسفة.. لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟

الرئيس نيوز

وسط دعوات إقليمية ودولية بضبط النفس، قتل حوالى 30 شخصاً، حسبما أفادت مصادر طبية، في المنطقة الخضراء ببغداد وأصيب المئات بجروح، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي ما أثار الغضب بين أنصاره الذين اقتحموا القصر الجمهوري ومؤسسات حكومية فيما أعلن الجيش حظر تجول عاما يشمل العجلات والمواطنين كافة.

ودوت مساء أمس الاثنين أصوات نيران المدافع الرشاشة والانفجارات في المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات أجنبية، في أسوأ قتال تشهده العاصمة العراقية منذ سنوات.

جاءت التطورات بعدما أعلن، الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في تغريدة، الإثنين الـ29 من أغسطس الجاري، اعتزاله النهائي للحياة السياسية، وإغلاق المؤسسات التابعة له.

قال في  بيان له: "إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي". وأضاف "يظن الكثيرون بمن فيهم المرجع الديني الحائري، أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم؟ كلا، ذلك بفضل ربي أولاً ومن فيض والدي الذي لم يتخل عن العراق وشعبه".

تابع أنه على الرغم من استقالته، فإن النجف هي المقر الأكبر للمرجعية كما هي الحال دوماً... "وما أردتُ إلا أن أقوّم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه القوى السياسية (الشيعية)، باعتبارها الغالبية، وما أردتُ إلا أن أقربهم إلى شعبهم، وأن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون باباً لرضا الله عنهم... وعلى الرغم من تصوري أن اعتزال المرجع لم يكن من محض إرادته... وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضاً، إلا إنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، فإنني الآن أعلن الاعتزال النهائي وغلق المؤسسات كافة إلا مرقد والدي والمتحف وهيئة تراث آل الصدر، والكل في حل مني وإن مت أو قتلت فأسالكم الفاتحة والدعاء".

كان المرجع الديني كاظم الحائري الذي يتبعه أنصار التيار الصدري قد أعلن اعتزاله كمرجع ديني بسبب المرض والتقدم في العمر بحسب بيان، كما قرر غلق كل مكاتبه.

بعد هذا الإعلان قامت القوى الأمنية بإغلاق جسر الجمهورية بعدما طوَّق متظاهرون موالون للصدر القصر الجمهوري، كذلك حصل إغلاق كل البوبات المؤدية إلى المنطقة الخضراء. وأفاد شهود عيان عن محاولات لإسقاط الكتل الكونكريتية امام القصر.

انتشرت لاحقاً صور لمتظاهرين يعبرون البوابة الرئيسة للقصر الجمهوري.  ولوحظ أيضاً أن وزير الصدر المعروف باسم صالح محمد العراقي، أغلق كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد دقائق موقف الصدر.



ودعت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الاثنين، المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء.

مؤكدة أنها "التزمت أعلى درجات ضبط النفس والتعامل الأخوي لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي". وتابعت، "تؤكد القوات الأمنية مسؤوليتها عن حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة"، وذكرت بأن "التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين وستقوم القوات الأمنية بواجبها في حماية الأمن والاستقرار".

 إلى ذلك، استضاف الرئيس العراقي برهم صالح، الإثنين، اجتماعاً ضم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، لبحث المستجدات على الساحة الوطنية.

وذكر بيان صدر عن الاجتماع، أن "الاجتماع أكد أن الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق هو واجب جميع العراقيين، كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية، وأن الحوار البنّاء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظاً على مقدرات البلاد".

وجدد الاجتماع دعمه لدعوة رئيس مجلس الوزراء، إلى "عقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي، لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، ونجدد الدعوة للإخوة في التيار الصدري للحضور في جلسة الحوار".

وشدد المجتمعون، على "التقدير العالي لطروحات الإصلاح على كل المستويات وتطوير عمل المؤسسات المختلفة ومحاربة الفساد، وضرورة أن يأخذ الحوار الوطني مداه لمناقشة كل ما من شأنه ترجمة تطلعات شعبنا الكريم إلى واقع فعلي".

ويشعد العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في أكتوبر 2021، شللاً سياسياً كاملاً بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسة في التوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء خصوصاً.