الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غياب السعودية عن «لقاء العلمين» الأخيرة يثير التساؤلات

الرئيس نيوز

سلط موقع ميديا لاين الضوء على دخول البحرين والإمارات العربية المتحدة في شراكة "مصغرة"، ضمت كذلك الأردن والعراق وتتركز على التعاون في الكواليس في مشاريع الطاقة، وعقد زعماء خمس دول عربية قمة هذا الأسبوع في مدينة العلمين الساحلية بمصر لبحث التبعات الاقتصادية والاجتماعية للصراع الروسي الأوكراني والتعاون في مجال الطاقة والأمن الغذائي وقضايا أخرى.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي كلا من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وملك الأردن عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في مؤتمر القمة الذي عقد بالقرب من موقع معركتين تاريخيتين بين الحلفاء والمحور عام 1942 وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي أن الكاظمي عاد إلى بغداد قبل الموعد المقرر للإشراف على قوات الأمن التي تحمي المؤسسات القضائية التي اقتحمت من قبل أتباع مقتدى الصدر.
وقد أدت الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت قبل ستة أشهر إلى إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد العالمي، وخاصة فيما يتعلق بصادرات الطاقة والغذاء. كلا البلدين المتحاربين منتجين ومصدرين كبار للحبوب، والأنشطة التي أوقفتها الحرب، والعقوبات الغربية ضد روسيا منعت الشحنات من أكبر مصدر للغاز وثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، مما تسبب في ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية في كافة أنحاء العالم. 
قال إبراهيم الأصيل، الباحث الجيوسياسي والباحث البارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن القمة في مصر تسلط الضوء على طموح الدول الخمس لتعزيز التعاون العربي العربي مما سيساعدها على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الإقليمية وقد اشتدت التحديات الاقتصادية، والأمن الغذائي على وجه الخصوص، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. هذه التطورات الجديدة تجعل التعاون في المنطقة أكثر أهمية من أي وقت مضى ومع ذلك، فإن جهود التعاون في مجال الطاقة سبقت الحرب.
قد يفسر ارتباط إسرائيل في الكواليس سبب انضمام الإمارات العربية المتحدة والبحرين، الدول الخليجية العربية الوحيدة التي اعترفت بإسرائيل، مؤخرًا إلى تلك الشراكة الصغيرة التي ألمح إليها التقرير، وقال الدكتور حسن الحسن، الزميل الباحث لسياسة الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين، لموقع ميديا لاين، إن نسخة سابقة من القمة عقدت في عام 2019 ولم تشمل دول الخليج المشاركة فيها. 
وأضاف أن القمة بدأت في البداية عام 2019 كاجتماع ثلاثي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والأردن والعراق، لا سيما في مجالات الطاقة وتوليد الطاقة، مضيفا أن الدول الثلاث وقعت منذ ذلك الحين اتفاقية لربط شبكاتها الكهربائية للسماح للعراق "المتعطش للكهرباء" بشراء الكهرباء من مصر والأردن اعتبارًا من أوائل عام 2023 وتابع الحسن أن الاتفاقيات الأخرى تشمل إنشاء خط أنابيب لنقل النفط الخام العراقي إلى الأردن ومصر والاستثمار في مشاريع صناعية على الحدود الأردنية العراقية وأشار إلى أن الكثير من الغاز الطبيعي الذي ستستخدمه مصر لتوليد الكهرباء ستزود به إسرائيل التي وافقت مؤخرًا على بيع كميات إضافية لمصر عبر طريق جديد يمر عبر الأردن وقال الحسن إنه بالإضافة إلى ذلك، يمكن للإمارات والبحرين المساعدة في سد فجوات التمويل لمشاريع البنية التحتية للاتصال التي تربط مصر والأردن التي تعاني من ضائقة مالية بالعراق ولكن يثير غياب السعودية عن العلمين عدة علامات استفهام، فهل هذا وسيلة لأبو ظبي للاحتفاظ بالصدارة في الشؤون العربية؟
قال رشيد شاكر، الباحث في جامعة باريس بانتيون أن "غياب السعودية لافت للنظر"، وأضاف أن مصر يمكن القول إنها مركز الثقل عندما يتعلق الأمر بالتعاون العربي، وهذا أحد أسباب عقد القمة في العلمين، وأشار شاكر إلى أن القاهرة تحاول استئناف دورها كقوة إقليمية كبرى، والقمة مناسبة لها لإعادة تأكيد نفوذها في الشرق الأوسط وأضاف أنه في ضوء الصراع السياسي بين مصر وإثيوبيا بشأن حقوق المياه، فإن القمة هي أيضًا وسيلة لإثبات أن للقاهرة حلفاء في المنطقة.