الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

دعوة مصرية لحركتي الجهاد وحماس لبحث ملفات مهمة

الرئيس نيوز

فيما تبدو أن القاهرة تحاول المحافظة على الهدنة في قطاع غزة، قالت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى، أنه من المتوقع أن توجه القاهرة خلال الساعات القليلة المقبلة، دعوات رسمية لقيادة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لزيارة أراضيها، والتباحث في ملفات أمنية وسياسية مهمة على رأسها أوضاع قطاع غزة، بعد جولة التصعيد الأخيرة التي استمرت ما يقارب الـ72  ساعة. وذلك حسبما أفادت المصادر لموقع "الرأي اليوم". 

لفتت المصادر إلى أن مصر تعلم جيدًا أن التهدئة الأخيرة التي تم الاتفاق عليها بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، بعد قتال عنيف وصعب لا تزال هشة وضعيفة، ويمكن أن تنهار بأي لحظة، خاصة في ظل حالة الاحتقان القائمة، وغضب الجهاد من إسرائيل لعدم التزامها ببنودها وعلى رأسها الإفراج عن معتقلي الجهاد من بينهم بسام السعدي الذي تم اعتقاله قبل أسابيع من منزله في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، بعد الاعتداء عليه.

قالت المصادر إن الدعوة المصرية للفصيلين الفلسطينيين هدفها الرئيسي هو محاولة تدعيم التهدئة وتثبيتها، ومنع انجرار الفلسطينيين نحو الاستفزازات الإسرائيلية، التي تقود في جميع الأحيان لتصعيد وحرب دامية في قطاع غزة، ولفتت المصادر إلى أن حركة الجهاد تريد أن تبلغ القاهرة عدم رضاها عن نتيجة المفاوضات الأخيرة وما تم التوصل له من “تهدئة”، خاصة بعد تنصل الاحتلال الإسرائيلي من الإفراج عن معتقلي حركة الجهاد بالضفة.

زعمت المصادر التي تحدثت للموقع الإخباري أن وفدًا أمنيًا مصريًا سيتوجه إلى إسرائيل، لمناقشة ملفات أمنية مهمة متعلقة بقطاع غزة، لمنع التصعيد واستفزاز فصائل المقاومة الفلسطينية، والإلتزام ببنود آخر تهدئة جر التوافق عليها أنهت جولة التصعيد التي راح ضحيتها 49 شهيدًا فلسطينيًا بينهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

ووضعت حركة “الجهاد الإسلامي” شروطا للقبول بالعودة للهدوء خلال الاتصالات مع مصر لوقف التصعيد الأخير الذي انتهى عند الساعة 11.30 ليل الأحد/الاثنين الماضي، وفي مقدمتها وقف العدوان الإسرائيلي والعمل على إطلاق سراح الأسيرين عواودة والسعدي، وهي شروط كررها الأمين العام للحركة زياد النخالة بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمره الصحافي من طهران.

لكن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، قال قبل أيام، إن “تل أبيب” لم تقدّم أي تعهدات بالإفراج عن الأسيرين الفلسطينيين خليل العواودة والقيادي الشيخ بسام السعدي، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية.

وقال غانتس في مقابلة مع القناة (12) الخاصة “لم يتم تقديم أي وعد بالإفراج عن الإرهابيين، لكن سيكون هناك حوار”. وأضاف “لدينا حوار مع مصر، قالوا إنهم يريدون التحرك ومعرفة كيف يجري حل هذا الأمر”.

اعتبر غانتس أن اعتقال السعدي -القيادي بحركة الجهاد الإسلامي“كان صائبًا”، مضيفًا “ليس لديّ علم بأي تعهد بالإفراج عنهما، سيكون هناك حوار حول هذه الأمور”.

ومساء الأحد الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بوساطة مصرية.

معادلة الكفة

وخلال وقت سابق، قال المفكر الفلسطيني، عبد القادر ياسين، لـ"الرئيس نيوز": "إذا ما ‏تمكنت مصر من الضغط على إسرائيل للإفراج عن الإسيرين خليل ‏العواودة وبسام السعدي، مع الوفاء بتعهداتها تجاه القطاع الفلسطيني، ‏سيعد ذلك تطورًا كبيرًا في الأحداث، وربما سيعادل الكفة في موازين ‏نتائج الحرب الأخيرة في غزة"، إلا أنه استطرد قائلًا: "من المؤكد أن ‏الأمر صعب، وليس يسيرًا على الوسيط المصري؛ فالاحتلال الإسرائيلي ‏دأب على التفلت من التزاماته، لكن القاهرة أصبح لها باعًا طويلًا في ‏خوض المفاوضات مع الاحتلال، مما قد يقلل من شأن تلك الصعوبة". ‏

لفت المفكر الفلسطيني المقيم في القاهرة، إلى أنه لا شيء ملزم للاحتلال، ‏ولو أن أحدًا لديه القدرة على إلزام إسرائيل حتى من الدول الكبرى، لكان ‏العدوان توقف منذ يومه الأول، لكن إسرائيل استمرت في تنفيذه حتى ‏حققت أهدافها كاملة، وقال: "العدوان الأخير على غزة محاولة من ‏حكومة يائير لابيد الضعيفة في الكنيسيت، حصد أكبر أصوات في ‏الانتخابات المقبلة، لذلك ستسعى الحكومة إلى محاولة تحقيق أكبر ‏مكاسب من المعركة الأخيرة (تصفية قادة بارزين في حركة الجهاد – ‏ومنع تحريك ملف الأسرى بأي شكل من الأشكال).‏

تابع عبد القادر: "نحن أمام جيش يحاول الإجهاز على الشعب الفلسطيني ‏وتصفية قضيته، فإسرائيل وضعت نفسها في معادلة صفرية مع ‏الفلسطينين، لذلك نحن أمام عدو شرس ومُستَفز بطبعه، وأمامه أهداف ‏يسعى لتحقيقها".‏

وعن تلك الأهداف، يقول عبد القادر: "العدو يريد أن يحدث ردعًا تراكميًا ‏في قطاع غزة لكل الفصائل، كما أنه يحاول إغراء بعض الأنظمة ‏العربية للتصالح والتطبيع معه بذرائع واهية".‏

وعن موقف "حماس" من العدوان الأخير على غزة، إذ قررت عدم ‏الدخول في المعركة، مما نتج عنه وقوف حركة الجهاد وحيدة في وجه ‏الاحتلال، يقول المفكر الفلسطيني: "اعتقد أن موقف حماس مع الأحداث ‏كان بالاتفاق مع قادة حركة الجهاد، وربما أرادت الجهاد ذلك حتى لا ‏تعطي ذريعة للعدوان ألا يتوسع في عدوانه".‏