الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

العالم يتخطى «أزمة خاشقجي».. الطاقة تعزز جولة بن سلمان الأوروبية

الرئيس نيوز

قام الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي، بأول رحلة رسمية له إلى الغرب منذ مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018، حيث تضمنت جولته بزيارة كل من اليونان وفرنسا خلال الأسبوع الأخير من يوليو الماضي، وذكرت صحيفة الإيكونيميست البريطانية الأسبوعية أن زيارات بن سلمان سلطت الضوء على تصميم ولي العهد وعزمه على استغلال ارتفاع أسعار الطاقة وتحولات الأوضاع الجيوسياسية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا لإدارة دفة سياساته التي تركز على تسريع ودعم عودته إلى المشهد السياسي  الدولي وإنهاء العزلة التي دامت لنحو أربع سنوات.

لماذا تعتبر جولة بن سلمان مهمة؟

تتراجع المواقف الغربية تجاه التعامل مع المملكة العربية السعودية، مما يفتح الطريق لمحمد بن سلمان لإعادة بناء سمعته الدولية وترسيخ النفوذ الدولي للمملكة العربية السعودية وأعقبت فترة من العزلة والنبذ ما تردد عن مقتل خاشقجي وتقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول في عام 2018 وقد منح الغزو الروسي لأوكرانيا، وتأثيره على أسعار السلع العالمية، المملكة العربية السعودية الآن اليد العليا في العلاقات مع الدول الغربية، حيث تتسابق الدول الأوروبية لتدبير بدائل للغاز الروسي، تم تسهيل التقارب مع الغرب من خلال لهجة أقل عدوانية للسياسة الخارجية السعودية، بعد اتفاق وقف إطلاق نار هش في اليمن، حيث كانت المملكة العربية السعودية تدعم أحد الفصائل المتحاربة.

وركزت مباحثات ولي العهد السعودي مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، على إعادة التأكيد على التحالف الذي يركز على الدفاع والذي تم تطويره على مدار العامين الماضيين، بناءً على رغبة مشتركة في مواجهة الإصرار العسكري الإقليمي لتركيا وبالنسبة لأثينا، قدمت كلمات بن سلمان طمأنة مؤكدة بأن التقارب السعودي الأخير مع تركيا، الذي اختتمته زيارة الدولة التي قام بها محمد بن سلمان هناك في يونيو، لن يضعف الشراكة بين الرياض وأثينا، بينما ربما يوجه تحذيرًا إلى رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، بعد زيارة أردوغان إلى إيران في يونيو لإجراء محادثات مع إيران وروسيا بشأن الصراع السوري وقضايا أخرى وتم توقيع اتفاقيات استثمار بقيمة حوالي 3.7 مليار دولار أمريكي خلال زيارة ولي العهد لليونان.

يعكس قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لقاء ولي العهد السعودي، رغم الانتقادات المحلية والدولية الشديدة، اعترافًا بالدور المحوري للمملكة العربية السعودية في منطقة تطمح فيها فرنسا إلى بناء نفوذها في أعقاب الانسحاب الأمريكي كما اتفق البلدان على التعاون في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين النظيف.

ماذا بعد؟

ستستمر المملكة العربية السعودية في استغلال أزمة إمدادات الطاقة الحالية لإصلاح أو بناء أو تعميق العلاقات الجيوسياسية الاستراتيجية، وتعزيز صورة محمد بن سلمان كرجل دولة دولي مهم وبناء. 

وسيبني هذا على تبنيه لسياسة خارجية أكثر تصالحية، مصممة جزئياً لتسهيل حملة لجذب الاستثمار الأجنبي لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية بعيدة المدى.